كان رمزاً سنسكريتياً للحظ الجيد والسعادة.. لماذا اختار هتلر الصليب المعقوف؟

لم يكن الصليب المعقوف شعاراً للنازية فقط، إذ يعود تاريخه قروناً للوراء كونه رمزاً مُهماً في الأديان القديمة والمعاصرة، وما زالت ثقافات عديدة تعتمده حتى اليوم رمزاً للخير والسعادة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/04 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/04 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
يعتبر الهندوس الصليب المعقوف في اتجاه اليمين علامةً على الشمس والسعادة، لذا كان يُستخدم في المداخل والقرابين والاحتفالات والمهرجانات ودفاتر الميزانية السنوية/ istock

لم يكن الصليب المعقوف شعاراً للنازية فقط، إذ يعود تاريخه قروناً للوراء كونه رمزاً مُهماً في الأديان القديمة والمعاصرة، وما زالت ثقافات عديدة تعتمده حتى اليوم رمزاً للخير والسعادة. 

اعتقد البعض أنه يُشير إلى الحظ الجيد، والخلق اللامتناهي، والشمس الدوارة بعيدة المنال، وغيرها من الأشياء. فكيف تحوّل إذن إلى رمزٍ للحزب النازي والعنصرية العرقية؟

الإجابة القصيرة: تحول الصليب المعقوف من صليبٍ محمود إلى صليب مذموم أواخر القرن الـ19، بحسب المُؤلف والمؤرخ مايلز راسل.

إذ بدأت القصة عقب التحقيق الأثري في حصارليك بتركيا على يد عالم الآثار الألماني هاينريش شليمان، الذي اعتقد أنّه موقع طروادة الأصلي، بحسب ما نشر موقع History Extra.

وبالعثور على الصليب المعقوف منقوشاً على مجموعةٍ متنوعة من القطع الأثرية، تعرّف شليمان على أوجه الشبه بينه وبين التصاميم الموجودة على الخزف الجرماني من القرن السادس، ووضع نظريةً تفترض أنّه يُمثّل رمزاً دينياً مُهماً وعالمياً من عصور ما قبل التاريخ.

ولسوء الحظ تمادى بعض الأكاديميين والقوميين داخل ألمانيا المتحدة-حديثاً في الأمر، واقترحوا أنّ وجود الصليب المعقوف في كافة أنحاء أوروبا وآسيا يدعم فكرة العرق الآري السيد القديم.

وبحلول أوائل العشرينيات، أصبح الصليب المعقوف رمزاً للرايخ الألماني. والصليب المعقوف النازي منبوذٌ في الغرب اليوم لارتباطه الشديد بأيديولوجية الكراهية السامة، رغم أنّه لا يزال رمزاً مُقدساً ومحبوباً في الشرق، وتحديداً وسط المجتمعين البوذي والهندوسي.

الصليب المعقوف
الصليب المعقوف على تمثال بوذا/ istock

أما الإجابة الطويلة: فهي أنّ الصليب المعقوف صار رمزاً للكراهية والخوف في القرن العشرين، لكن ذلك يُناقض تاريخه الطويل بوصفه دليلاً على الثروة والأمل. 

كان هاينريش شليمان (1822 – 1890) رجل أعمال ألماني ورائد في مجال علم الآثار> 

مهووساً بالعثور على طروادة، المدينة الضائعة من الأساطير الإغريقية، ومؤمناً بأنّ ملاحم هوميروس ستُرشده إلى الطريق. 

وبصفته رجل أعمال ثرياً من ألمانيا، انطلق عام 1868 مع نسخته من الإلياذة للبحث في البحر المتوسط. 

ومضت بضع سنوات قبل أن تُخيِّب نتائجه الآمال، وكان على وشك الاستسلام حين تقدّم عالم الآثار البريطاني فرانك كالفيرت بالاقتراح التالي: أن يحفر شليمان في تل حصارليك الغامض على ساحل بحر إيجة في تركيا.

وهناك خلال سبعينيات القرن الـ19، اكتشف شليمان طبقات حضارات يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وأعلن أنّ أقدمها كانت طروادة. 

إذ عُثِر على المدينة الأسطورية -رغم أنّها كانت طبقة مختلفة عما اعتقده شليمان-، ومخبأ مجوهرات وبرونز وفضة وذهب. وكان الأمر أكبر مما حلم به في البداية. 

لكنّه توصّل إلى اكتشافٍ مصيري آخر وسط الأطلال القديمة: حيث عثر على نحو 1,800 صورة لرمز يُشبه الصليب ذا الأذرع المثنية -الصليب المعقوف.

انتشرت أنباء حفريات شليمان المُذهلة في كل مكان، وسرعان ما أعقبتها الأنباء حول الصليب المعقوف الذي تحوّل إلى علامةٍ واسعة الانتشار تظهر في مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية. 

إذ ظهرت الصلبان المعقوفة في الإعلانات، وزيّنت المباني في صورة زخارف معمارية، بينما ارتداها البعض مثل الشارات أو الميداليات. وأطلقت بعض الفرق الرياضية على نفسها اسم "الصلبان المعقوفة Swastikas"، بدءاً من أندية هوكي الجليد ووصولاً إلى أندية كرة السلة، بسبب ارتباط الرمز الوثيق بالحظ والنجاح.

ولكن في الوقت ذاته، شهدت الصلبان المعقوفة بعد تاريخٍ طويل نفسها تتحوّل إلى رمزٍ مُفضّل لدى القوميين الألمان، الذين تشاركوا نظريةً مُحرّفة تقول إنّهم ينحدرون من "عرق الأسياد" المعروف باسم العرق الآري. 

واستمر هذا الاعتقاد حتى القرن العشرين ليزداد خبثاً حين راق لأدولف هتلر، زعيم الحزب النازي المُزدهر. 

إذ تبنّى هتلر الصليب المعقوف بوصفه رمزاً للحركة عام 1920. وصار لاحقاً رمزاً للكراهية والخوف والتعصّب العرقي والإبادة الجماعي، بعد أن جالت الأعلام الحمراء المزخرفة بالصليب المعقوف الأسود فوق الدائرة البيضاء للرايخ الثالث في كافة أنحاء أوروبا، وبعد دخول العالم في حالة حرب. 

وفي غضون سنوات شُوِّهت صورة الصليب المعقوف، وفقد الرمزية التي حظي بها وسط الكثير من الثقافات لآلاف السنين. 

إذ صار الصليب الذي يحمل أذرعاً بزاوية قائمة إلى اليمين يعني الكثير من الأشياء لمختلف الناس، لكنّه ظل يُستخدم بوصفه علامةً للأمل والإيجابية. 

وربما يُمثّل الحظ الجيد والازدهار، أو يرمز إلى الشمس والخلق اللامتناهي، أو يُثير شعوراً إلهياً يدعو إلى السعادة كما هو الحال في العديد من الديانات. 

وكلمة الصليب المعقوف بالإنكليزية swastika مستقاة من كلمة svastika السنسكريتية التي تعني: "يُفضي إلى الرفاه".

الصليب المعقوف
الفسيفساء على أرضية الصحن الجنوبي لكنيسة Laodicea في تركيا/ istock

ما هو تاريخ الصليب المعقوف؟

يرجع تاريخ أقدم صليب معقوف معروف إلى نحو 15 ألف عام مضت. إذ اكتُشِف في أوكرانيا عام 1908 ناب ماموث عاجي منقوش على شكل طائر، ويتضمّن نمطاً معقداً من الصلبان المعقوفة المتصلة على جسده، وربما كانت الصلبان حينها تُستخدم بوصفها رمزاً للخصوبة. 

ولا يعلم أحد كيف خرج التصميم للنور. فربما كان مجرد شكل هندسي أنيق وسهل التصميم.

كما ظهرت الصلبان المعقوفة المنفردة في أوروبا الشرقية أيضاً محفورةً بواسطة ثقافة فينكا خلال العصر الحجري الحديث، أي منذ نحو 7 آلاف عام، قبل أن تنتشر على نطاقٍ واسع في العصر البرونزي. 

وكان الصليب المعقوف يرمز إلى الشمس لدى الإيليريين، وهم مجموعة من القبائل الهندية الأوروبية عاشت في العصور القديمة، وقطنوا أجزاءً من غربيّ البلقان وجنوب شرقي شبه الجزيرة الإيطالية.

ثم صار مشهداً مألوفاً على عملات بلاد الرافدين، وظهر على المزهريات والملابس في اليونان، وشكّل جزءاً أساسياً ضمن الزخارف الفسيفسائية في روما، وظل يُمثّل صليباً أنيقاً في التصاميم الكلتية (شعوب العصر الحديدي الذين سكنوا أوروبا الغربية).

كما يوجد 27 صليباً معقوفاً على درع باترسي من العصر الحديدي، الذي عُثِر عليه في لندن عام 1857، لكن الرمز ظهر في بريطانيا قبلها بفترةٍ طويلة كما يظهر من حجر الصليب المعقوف في مقاطعة يوركشاير الذي يعود تاريخه إلى عام 2000 قبل الميلاد. 

ويُشبه هذا النحت شكل الصليب المعقوف، رغم أنّ أذرعه منحنية أكثر وتحوي نقاطاً إضافية.

واستمر استخدام الصليب المعقوف في كافة أنحاء أوروبا، مع إدراجه أحياناً وسط الأيقونات الدينية. 

إذ يُصوّر الفن المسيحي المُبكّر الصليب المعقوف لتمثيل انتصار المسيح على الموت، في حين ظهرت نسخة الصليب المعقوف ذي الأذرع المنحنية إلى اليسار من أجل الإشارة إلى مطرقة الإله الإسكندنافي ثور. 

واحتفظ الرمز بشعبيته في العصور الوسطى، ويُمكن رؤية الصليب المعقوف باقياً اليوم على زخارف الكنائس، وشعارات النبالة، وبقايا منسوجات من القرن الـ12 يُعتقد أنّها جزءٌ من فستان إحدى الأميرات السلافيات. 

كما كانت الصلبان المعقوفة محفورةً على الحجر والأعمال الخشبية في مدرسة الدير التي التحق بها أدولف هتلر الشاب، مدرسة لامباخ آبي في النمسا.

لكن نفوذ الصليب المعقوف تزايد إلى حدٍ يصعب تفسيره بهجرة الشعوب على مر القرون. إذ ظهر في مختلف الثقافات بشمال إفريقيا، كما زُخرفت به نوافذ كنائس إثيوبيا المعاصرة، فضلاً عن استخدامه بواسطة حضارات المايا والأزتيك والكونا في أمريكا الجنوبية والوسطى. 

علاوةً على تبنّي الرمز بواسطة عددٍ من قبائل الأمريكيين الأصليين والأمم الأولى في أمريكا الشمالية، مثل نافاجو وهوبي وباساماكودي، الذين أطلقوا عليه اسم "الجذوع الدوارة".

ولا شكّ في أنّ العلاقة الأقوى مع الصليب المعقوف بدأت في آسيا، وخاصةً الهند، بين أنصار الهندوسية والبوذية واليانية الذين اعتبروه رمزاً مقدساً لآلاف السنوات. 

ففي الديانة اليانية يُمثّل الصليب المعقوف واحداً من 24 وسيلة إنقاذ، بينما يعتبره البوذيون رمزاً لآثار أقدام بوذا. 

أما الهندوس، فيعتبرون الصليب المعقوف في اتجاه اليمين علامةً على الشمس والسعادة، لذا كان يُستخدم في المداخل والقرابين والاحتفالات والمهرجانات ودفاتر الميزانية السنوية. 

أما النسخة المعقوفة في اتّجاه اليسار، فهي رمز الليل والإلهة كالي. ولا يزال الصليب المعقوف يحمل أهميةً روحانية كبيرة اليوم، بعكس الوصمة التي يحملها الرمز في الغرب بسبب النازيين.

كيف تحوّل الصليب المعقوف إلى رمزٍ نازي؟

أدّى اكتشاف هاينريش شليمان لطروادة في سبعينيات القرن الـ19 إلى تحريك الأحداث التي أسفرت عن تحويل الصليب المعقوف من رمز الثروة والأمل لآلاف السنوات، إلى رمزٍ مكروه ومرهوب للفاشية. 

وكان قد خلص إلى أنّ الصليب المعقوف يُعتبر "رمزاً دينياً بارزاً لأسلافنا البعيدين" حين اكتشف الـ1,800 نسخة من الصلبان المعقوفة، لكن زميله إيميل-لويس بورنوف خالفه الرأي. 

ولعلمه أنّ الرمز ظهر في الهند، درس بورنوف نصوصاً هندوسية مقدسة تُدعى "ريجفدا"، وزعم أنّه عثر على رابط بين الصليب المعقوف وبين شعبٍ قديم غامض يُدعى الآريين.

ويُفترض أنّ "عرق الأسياد" هذا كان يتألّف من المُحاربين ذوي البشرة البيضاء الذين شكّلوا ذروة الحضارة الإنسانية، واحتلوا أراض مثل الهند حاملين معهم الصلبان المعقوفة. 

وكلمة الآريين في حد ذاتها مشتقة من اللغة السنسكريتية أيضاً. كما عُثر على أوان خزفية تحمل صلباناً معقوفة من القرن السادس في ألمانيا، وأشار الباحثون إلى أوجه التشابه بين اللغتين السنسكريتية والألمانية بوصفها دليلاً إضافياً على أنّ أصل الآريين يعود إلى ألمانيا. 

لكن فكرة العرق "النقي" هذه كانت مبنيةً على سوء تفاهم، ناهيك عن عنصريتها الشديدة. إذ إنّ كلمة ārya بالسنسكريتية كانت تعني في الواقع "شريفاً، أو محترماً، أو نبيلاً"، وكانت تُشير إلى تمييزٍ اجتماعي أو لغوي، وليس جماعة عرقية بعينها.

لكن نظرية وجود الآريين ازدادت شعبية بدءاً من منتصف القرن الـ19. وأدّى توحيد ألمانيا عام 1871، حين بدأ شليمان العمل على طروادة، إلى تضخّم القومية دون حرج في البلاد وسط قناعة الألمان بأنّهم أحفاد الآريين. 

وبالنسبة لهم كان اكتشاف رمزهم -الصليب المعقوف- في طروادة هو خير دليل على كونهم العرق السائد. وفي حين كان الرمز موجوداً بصفته تميمة حظ سعيد في أوروبا وأمريكا الشمالية؛ تحوّل الصليب المعقوف إلى أيقونة للقوميين الألمان.

لماذا اختار هتلر الصليب المعقوف؟

لم يجد أدولف هتلر خياراً أفضل من الصليب المعقوف حين بدأ صعوده إلى السلطة وبحثه عن رمزٍ ليصير شعاراً لحركته، وللحزب النازي، ولمستقبل ألمانيا القوية. 

أدرك هتلر أهمية الصورة، وعرف أنّها ستمنح المُثل النازية بُعداً تاريخياً. ولم يستطع التوفيق تماماً بين رؤيته لتاريخ المسيحية في ألمانيا وبين الروابط اليهودية التاريخية للديانة -خاصةً لكون المسيح يهودياً-، لذا كانت فكرة انحدار الألمان من عرق الأسياد الأبيض مع رمزٍ مُجرّب ستحظى بشعبيةٍ كبيرة.

وصار الصليب المعقوف شعاراً للحزب النازي عام 1920، ونسب هتلر إلى نفسه الفضل في تصميم العلم. إذ استخدم ألوان الأحمر والأبيض والأسود من علم الإمبراطورية الألمانية السابق -في خطوةٍ ماكرة لربط تاريخ ألمانيا بمستقبلها-، لكنّه منح الألوان معنى جديداً. 

وكتب هتلر في رواية سيرته الذاتية "كفاحي Mein Kampf" عام 1925: "نرى الفكرة الاشتراكية للحركة في اللون الأحمر، والفكرة القومية في اللون الأبيض، بينما يُمثّل الصليب المعقوف مهمة الكفاح من أجل انتصار الرجل الآري".

وأصبح التصميم الجديد علماً وطنياً في الـ15 من سبتمبر/أيلول عام 1935، خلال مسيرةٍ حاشدة سنوية في مدينة نورنبرغ. وفي اليوم ذاته، جرى تمرير قانونين عرقيين لحظر زواج الألمان من اليهود وإعلان أصحاب الدم الألماني فقط من يصلحون كمواطني الرايخ. 

وبهذا اكتملت جريمة السرقة الثقافية، والدينية، والاجتماعية لملكية الصليب المعقوف. وتكفّل بذلك العلم النازي الذي صار مرتبطاً بالشر -حيث شُنّت تحت رايته الحروب الوحشية، وارتُكِبَت الفظائع.

إلى ماذا يرمز الصليب المعقوف اليوم؟

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، صار عرض الصليب المعقوف علناً محظوراً داخل ألمانيا، وما يزال محظوراً هناك حتى يومنا هذا. 

ورغم نبذه في العالم الغربي، لكنّه لا يزال رمزاً قوياً وسط الجماعات اليمينية المُتشدّدة والمؤمنة بتفوّق البيض. 

وبينما يُسمح باستخدامه داخل الولايات المتحدة، لكن الوقائع التي تضمنت أعلام ورسومات الصلبان المعقوفة ازدادت خلال السنوات الأخيرة، وأشهرها ما حدث خلال مسيرة النازيين الجدد في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017.

في المقابل يظل الصليب المعقوف من سمات العبادة لدى الهندوس والبوذيين واليانيين. ويُمكن مشاهدته في كل مكان داخل شبه القارة الهندية -بدءاً من مداخل المعابد ووصولاً سيارات الأجرة-، كما يُؤدّي دوراً مهماً في الاحتفالات والمهرجانات. 

وخلال عيد ديوالي (الأنوار) الهندوسي تُرسم الصلبان المعقوفة بالرمال المُلوّنة، وتُعرض داخل الفوانيس احتفالاً بانتصار النور على الظلام والخير على الشر. 

وحين حاول الساسة الألمان حظر الصلبان المعقوفة في كافة أنحاء الاتحاد الأوروبي عام 2007؛ اعترض الهندوس بشدة على هذا الإجراء لأسباب دينية.

وتُثير هذه المواقف المُتباينة من الصليب المعقوف تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن استعادة الرمز -الذي لطالما كان قوةً للخير-، وإلغاء ارتباطه بهتلر والنازيين الجُدد الذين يُواصلون استخدامه إلى يومنا هذا. 

والإجابة الحقيقية هنا -رغم افتقارها إلى الرونق- هي أنّنا سنحظى دائماً على الأرجح بتفسيرين متعارضين تماماً للصليب المعقوف، وكلاهما جزءٌ من تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا: إذ يُمثّل أحدهما أسوأ ما في الإنسانية، بينما يرمز الآخر لأفضل خصالها.

تحميل المزيد