حفتر ينصّب نفسه رئيساً لليبيا ويلغي “الصخيرات”.. مصادر تكشف: عقيلة صالح اعتبر الخطوة انقلاباً على البرلمان

أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، تنصيب نفسه على رأس قيادة البلاد، دون الاستناد إلى أي شرعية معترف بها داخلياً ودولياً. جاء ذلك في بيان متلفز، بثته قناة "الحدث" (تابعة لحفتر)، بعد أيام من دعوة وجهها حفتر إلى الشعب الليبي "لتفويض الجهة التي يراها لإدارة البلاد".

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/27 الساعة 19:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/27 الساعة 22:27 بتوقيت غرينتش
اللواء الليبي المتقاعد خليفه حفتر وقادة المليشيات في بنغازي، أرشيفية/رويترز

أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، تنصيب نفسه على رأس قيادة البلاد، دون الاستناد إلى أي شرعية معترف بها داخلياً ودولياً. جاء ذلك في بيان متلفز، بثته قناة "الحدث" (تابعة لحفتر)، بعد أيام من دعوة وجهها حفتر إلى الشعب الليبي "لتفويض الجهة التي يراها لإدارة البلاد".

حيث قال حفتر، في خطاب لأنصاره، الإثنين: "تابعنا استجابتكم لدعوتنا لكم بإعلان إسقاط الاتفاق السياسي المشبوه (..) وتفويض من ترونه أهلاً لقيادة هذه المرحلة".

اتفاق الصخيرات: حفتر تابع: "وفي الوقت الذي نعبّر فيه عن اعتزازنا بتفويض القيادة العامة لهذه المهمة التاريخية في هذه الظروف الاستثنائية، وإيقاف العمل بالاتفاق السياسي، ليصبح جزءاً من الماضي بقرار من الشعب الليبي مصدر السلطات".

حفتر لم ينسَ أن يثني على ما قال إنه التحام الشعب الليبي بالقوات المسلحة، وتجديد الثقة بقياداتها، وقال إن الانتصارات التي يحققها "الجيش"، في إشارة إلى قوات شرق ليبيا، تعود الى دعم الشعب لها.

الجنرال المتقاعد:  قال: "تابعنا استجابتكم لدعوتنا لكم بإعلان إسقاط الاتفاق السياسي المشبوه الذي دمر البلاد وقادها لمنزلقات خطيرة، وتفويض من ترونه أهلاً لقيادة هذه المرحلة"، مضيفاً: "نعلن إيقاف العمل بالاتفاق السياسي، ليصبح جزءاً من الماضي، وذلك بناء على إرادة الشعب الليبي".

حفتر قال إنه سوف يكون رهن إشارة الشعب، وسيعمل بأقصى طاقته لرفع المعاناة عنه، ووجه انتقادات حادة للمجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس، وقال إنه "استعان بالجيش التركي"، مشيراً إلى أن هذه السياسات التي تخص جانب طرابلس هي أحد أسباب انتهاء صلاحية الاتفاق السياسي.

رد فعل: إلى ذلك يصدر حتى الساعة الـ19:00 ت.غ، أي تعليق من مجلسي النواب بطبرق وطرابلس والمجلس الأعلى للدولة، والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، على بيان حفتر.

جدير بالذكر أن اتفاق الصخيرات الذي وُقع في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، كان هو الاتفاق الوحيد الذي  طرح "خارطة طريق" واضحة للأزمة، واعتمد تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية وهيئة تشريعية.

كلمة #القائد_العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب / خليفة أبوالقاسم حفتر إلى الشعب الليبي .

#القيادة_العامة ..كلمة #القائد_العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب / خليفة أبوالقاسم حفتر إلى الشعب الليبي .الإثنين – الرابع من شهر رمضان 1441 هجري، الموافق 27 أبريل 2020 ميلادي…#مكتب_اعلام_القيادة_العامة_للقوات_المسلحة_العربية_الليبية

Gepostet von ‎القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية – الرسمية‎ am Montag, 27. April 2020

هزيمة ثقيلة: بعد هزيمة قوات حفتر في غرب ليبيا قرر اللواء المتقاعد خليفة حفتر  تنصيب نفسه على رأس قيادة البلاد ، وذلك بتفويض دعا إليه مؤيديه في كلمة تلفزيونية مسجلة منذ أيام.

كذلك، فعقب انسحاب مقاتلي الزنتان والرجبان من قاعدة الوطية، فضَّل حفتر المضي نحو إلغاء الحكومة المؤقتة شرق ليبيا وبرلمان طبرق، وتشكيل حكومة تسيير أعمال تحت قيادته شخصياً.

كان هذا الفعل سيتم عبر خروج أعضاء برلمان طبرق وتفويضه بشكل صريح، إلا أن المخابرات المصرية منعته، وأكدت له ضرورة وجود غطاء شرعي للعمليات العسكرية، بحسب مصادر خاصة لـ"عربي بوست".

خلافات كبيرة: من جانبه أكد مصدر مقرب من البرلمان، أن هناك خلافاً دبَّ بين رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح والمتقاعد حفتر، وهو حول قرار الأخير تفويضه، وهو ما اعتبره "صالح" انقلاباً على البرلمان في طبرق وإنهاء وجوده؛ ما دفع صالح إلى رفض مبادرة حفتر نهائياً.

فيما طلب حفتر من أعضاء مجلس النواب في طبرق، عقب سقوط قاعدة الوطية، الخروج في بيان يفوضون فيه القيادة العامة بقيادته لتولي المرحلة الحالية للبلاد.

قاعدة الوطية: يأتي بيان حفتر، بعد يومين من سقوط قاعدة الوطية، القاعدة الأكبر لحفتر في غرب ليبيا، بعد اتفاق تم بين حكومة الوفاق والعسكريين في القاعدة الذين ينتمي غالبيتهم إلى مدينة الزنتان، على خروجهم من القاعدة مقابل عدم دعم حفتر.

في أعقاب هزيمة الوطية، وبدء عملية تحرير ترهونة، آخر المعاقل الكبرى لقوات حفتر في غرب ليبيا، وإصرار حكومة الوفاق على عدم التفاوض مع حفتر، وجد الجنرال الليبي نفسه في مأزق حقيقي، وسط مخاوف من وقوع انشقاقات في صفوف مؤيديه.

كانت الغرف المشتركة لمكونات الزنتان، وعلى الرغم من انقسامها داخلياً بين مؤيد ومعارض لحفتر، أصدرت مساء السبت 25 أبريل/نيسان، بياناً رفضت فيه تفويض خليفة حفتر حاكماً عسكرياً لليبيا، ووصف البيان خليفة حفتر بالمتمرد الخارج على الشرعية، كما دعت الغرفة نواب برلمان طبرق إلى الالتحاق ببقية النواب في طرابلس وممارسة مهامهم من هناك.

مجموعة عسكرية: يأتي هذا البيان تزامناً مع دخول مجموعة عسكرية من مدينتي الزنتان والرجبان في اتفاق مع اللواء أسامة الجويلي آمر غرفة العمليات المشتركة بحكومة الوفاق ابمعترف بها دولياً، ومكونات مدينة الزنتان الاجتماعية والعسكرية، قضى بالانسحاب وتسليم قاعدة الوطية لحكومة الوفاق، بحسب مصدر صحفي من مدينة الزنتان.

إلى ذلك فإن الاتفاق كان بمثابة ضربة موجعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، ما أوحى لبعض داعميه في ترهونة أن أهم مدينة غرب ليبيا -مدينة الزنتان- قد تخلت عنهم، وهو ما اعتبره أبرز قيادات حفتر في مدينة ترهونة محمد الكاني خيانة، قام على أثرها بتصفية مقاتلين من الزنتان كانوا من ضمن كتيبة أحمد موسى التي كانت تتبع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك بعد انسحاب أغلب مقاتلي مدينة الزنتان من القتال مع خليفة حفتر، ووضع جثمانهم في ثلاجات منزلية ورفض تسليمها؛ انتقاماً منهم، حسب شهود عيان من ترهونة.

قوات الوفاق: من جانبها أعلنت قوات حكومة الوفاق في وقت سابق، أن سلاح الجو التابع لها نفذ منذ عدة أيام، ضربات استهدفت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بقاعدة الوطية الجوية، قُتل خلالها عشرات المقاتلين التابعين لحفتر، ودمرت عدة مخازن للأسلحة والذخائر والعربات المسلحة والطائرات.

هذه الهزيمة تضاف إلى سلسلة الهزائم التي لحقت باللواء المتقاعد خليفة حفتر بعد أن انقلب المشهد العسكري غرب ليبيا بعد إعلان حكومة الوفاق انطلاق عملية "عاصفة السلام"، والانتقال عسكرياً من الدفاع إلى الهجوم، وتحرير مدن الساحل الغربي لليبيا، والسيطرة على المجال الحربي الجوي، وتحييد قاعدة الوطية، وبدء عملية تحرير ترهونة.

علامات:
تحميل المزيد