اتهامات للمافيا الإيطالية بنهب محالّ تجارية بينما الشرطة وقفت تراقب خوفاً من كورونا

الشرطة الإيطالية اضطرت إلى إرسال قواتها إلى شوارع باليرمو في صقلية، في محاولة منها لتهدئة قلق السكان المُتزايد في ظل إغلاق البلاد

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/01 الساعة 18:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/01 الساعة 19:13 بتوقيت غرينتش
قالت وكالة الحماية المدنية في إيطاليا، الجمعة 27 مارس/آذار 2020، إن البلاد سجلت 919 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا

كشفت تقارير أن الشرطة الإيطالية اضطرت إلى إرسال قواتها إلى شوارع باليرمو في صقلية، في محاولة منها لتهدئة قلق السكان المُتزايد في ظل إغلاق البلاد، بعدما أبلغت مُختلف مراكز التسوّق في المدينة عن عملية سرقةٍ ونهب وحالات اقتحام ليلية واسعة النطاق. 

تقرير نشرته صحيفة Daily Beast الأمريكية، قال إن قوات الشرطة باتت تقف حالياً خارج متاجر البقالة، بعد رفض الناس دفع ثمن السلع، وبدأوا يأخذون ما يحتاجون إليه أمام أعين الكاشيرات العاجزين، الذين يخشون انتشار فيروس كورونا، لدرجة أنّهم لا يُحاولون منعهم.

دور فوضوي للمافيا في إيطاليا

التقرير قال إن السلطات حذّرت من أنّ المافيا -التي يُرجّح أنّها المسؤولة عن تلك الاضطرابات- ستتدخل قريباً بوصفها المُنقذ الظاهري لتُعيد النظام إلى المنطقة الجنوبية، وتُقدّم القروض، وتُوفّر وظائف السوق السوداء لسد الفجوة الناجمة عن قلة اهتمام الدولة بأي شخصٍ خارج المنطقة الحمراء لفيروس كورونا في الشمال. وفي المقابل ستكون لا كوزا نوسترا (مافيا صقلية) قد نجحت في تجنيد جيشٍ كامل من المدنيين الجاهزين لمساعدتها في استغلال الأوضاع التي ستنشأ من بين أنقاض الجائحة.

ومع انتشار فيروس كورونا الجديد في المناطق الشمالية من إيطاليا، أُصيب سكان الجنوب -الذي لا تُوجد به الكثير من الحالات حتى الآن- بمرضٍ مُختلف: الإحباط والغضب. إذ لم يتقاضَ الناس أجورَهم لأول مرةٍ هذا الشهر، بالتزامن مع حلول موعد دفع الإيجار وسداد أقساط الرهن العقاري. كما أُغلِقَت المصانع، وتخسر الشركات يومياً، فضلاً عن أنّ نحو 3.7 مليون شخص ممن يعملون في الاقتصاد الأسود غير المُوثّق تُرِكوا دون غطاء، في ظل عدم أهليتهم للحصول حتى على المعونة الرسمية الضعيفة.

فيما قال عمدة باليرمو، ليولوكا أورلاندو، للمراسلين هذا الأسبوع: "علينا أن نتحرك سريعاً، وبسرعةٍ أكبر من المُعتاد. لأنّ اليأس قد يتحول إلى عنف".

مافيا صقلية تدعو للاضطرابات 

عمدة باليرمو ليولوكا أورلاندو يخشى أنّ مافيا صقلية هي المسؤولة عن سلسلة مجموعات فيسبوك المُغلقة التي تدعو إلى الاضطرابات في حال استمر إغلاق المناطق التي لا يبدو أنّ فيروس كورونا يُمثّل تهديداً كبيراً داخلها.

التقرير يشير إلى أن فكرة أنّ المافيا تُثير نيران الاضطرابات حتى تتدخّل لتبدو وكأنّها هي من جلبت النظام، هي فكرةٌ لها أساساتٌ تاريخية. إذ ظهرت المافيا في صقلية بهذه الطريقة تماماً في القرن الـ19، لتُوفّر بديلاً عن الدولة التي بدت ضعيفةً وعاجزةً عن مُساعدةً الناس. 

فيما قال جوزيبي أنتوسي، رئيس منظمة Caponnetto Foundation لضحايا هجمات المافيا، إنّ القضاء على المافيا استغرق عقوداً وخسائر هائلة في الأرواح، لكن الجائحة ستمنح المافيا قبلة الحياة من جديد.

أردف أنتوسي في حديثه إلى موقع The Daily Beast الأمريكي: "إنّهم جاهزون للتدخّل بسيولتهم النقدية، ومنحها بطريق الربا إلى الأشخاص الذين سيصيرون مُكبّلين بسببها لاحقاً ليستعبدوهم، أو تقديمها لأولئك الذين سيجري توظيفهم في المنظمات المُختلفة لاحقاً".

مخاوف من مظاهرات شعبية 

في حين قال عمدة باليرمو أورلاندو إنّ المدينة غير مُجهّزة لفرض النظام في حال قرر المواطنون النزول إلى الشارع من أجل الاحتجاج ضد الإغلاق. وأردف: "الوضع صعبٌ للغاية. لأنّ التهديدات بالاضطرابات التي ظهرت عبر الشبكات الاجتماعية يقف وراءها قطيعٌ من ذئاب المافيا الجاهزين لاستغلال يأس الفقراء الجُدد نتيجة فيروس كورونا".

ستكون الاضطرابات في صقلية وغيرها من المناطق الجنوبية على الأرجح مُعديةً بقدر فيروس كورونا، وسوف تنتشر شمالاً. إذ أعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي حزمة تحفيز تشمل 437 مليون دولار لصالح رؤساء البلديات، من أجل تحويلها إلى قسائم تُصرف من محلات البقالة لمن فقدوا وظائفهم خلال إغلاق البلاد.

 لكن رؤساء البلديات الجنوبية قالوا إنّ تلك الأموال هي جزءٌ من حزمة تضامن قائمة بالفعل ولا علاقة لها بفيروس كورونا، وأضافوا أن مُجتمعاتهم على حافة الانهيار المالي.

علامات:
تحميل المزيد