ألحقت جائحة فيروس كورونا أضراراً بالغة بالمافيات والمنظمات الإجرامية الموجودة في إيطاليا، التي يجتاحها الفيروس على نطاق واسع، ما جعلها ثاني أكثر بلد في العالم تضرراً من الفيروس بعد الصين.
المشهد عن قرب: إيطاليا في طليعة الدول التي واجهت حرباً شرسة مع الفيروس المستجد، مسجلةً قرابة 7 آلاف حالة وفاة حتى صباح الأربعاء 25 مارس/آذار 2020، بمعدلٍ أعلى من الصين التي بدأ فيها تفشِّي الفيروس، والتي وصل عدد قتلى الفيروس فيها إلى 3285، وفقاً لما ذكره موقع قناة Fox News الأمريكية.
الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات الإيطالية لتطبيق الحجر الصحي ووقف الأعمال التجارية، أدت إلى تقليل مكاسب المنظمات الإجرامية، مثل جماعة المافيا التي ظهرت في جزيرة صقلية، ومنظمة ندرانجيتا المرتكزة في كالابريا، وهي جماعات تعمل في الاتجار بالمخدرات وغيرها من البضائع المهرَّبة على سفن الشحن، حيث تُعد المافيات الإيطالية إحدى أقوى المافيات في العالم.
صحيحٌ أن تلك المنظمات الإجرامية لا تزال تُجري عمليات شحن المواد المخدرة، لكنها تواجه صعوبة في توزيعها بمجرد وصولها إلى إيطاليا.
في هذا السياق، قالت آنّا سيرجي، المتخصصة في علم الجريمة في جامعة إسكس البريطانية: "لا تزال أنواع معينة من المخدرات يجري شحنها، لكن المشكلة في كيفية تصريفها".
كذلك توقع خبراء آخرون في علم الجريمة، مثل فريدريكو فاريزي الأستاذ في جامعة أكسفورد، أن تستمر معاناة المنظمات الإجرامية في ظل انكماش الاقتصاد في إيطاليا، وقال: "لا أظن أنَّ تلك الجماعات تملك كل هذا القدر من المال في متناول يدها. فكلما استمرت في عملها، زادت المصاعب التي تواجهها".
ماذا بعد؟ لا يزال يوجد احتمالٌ بأن تستفيد هذه الجماعات من الوضع الراهن؛ إذا ما أقرضت الأموال للمؤسسات الصغيرة التي لا تستطيع دفع رواتب موظفيها خلال فترة الحجر.
في هذا السياق قالت أنّا: "ما يقلقني هو القروض بفوائد ضخمة (المراباة). سيكون رجال الأعمال في ضائقةٍ حقيقيةٍ ويعجزون عن دفع رواتب الموظفين، لذا سيصبح سهلاً عليهم التعامل مع مُرابي".
من جانبها تتجه الحكومة الإيطالية إلى إجراءات أكثر تشدداً، فيوم الثلاثاء 24 مارس/آذار 2020 أقرّت إجراءات أكثر صرامةً مع أولئك الذين يتحدُّون قرار الحجر، وزادت الغرامات من 206 يورو (قرابة 222 دولاراً) إلى ما بين 400 يورو و3 آلاف يورو (نحو 430 دولاراً إلى 3227 دولاراً).