إسرائيل تطور تطبيقاً يخترق هواتف المرضى وتقدمه لعدة دول لمراقبة مواطنيها

تعمل شركة المراقبة الإسرائيلية NSO، المتهمة بتطوير برنامج تجسس على تطبيق واتساب لاختراق الهواتف، على تطوير تقنية جديدة لرسم خريطة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) من خلال تتبع البيانات الهاتفية للمرضى، لكن هذا البرنامج الجديد الذي تجربه العديد من الدول في الوقت الحالي، أُطلق وسط مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية والأمان الإلكتروني أثناء تفشي المرض.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/03/20 الساعة 12:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/22 الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية - iStock

تعمل شركة المراقبة الإسرائيلية NSO، المتهمة بتطوير برنامج تجسس على تطبيق واتساب لاختراق الهواتف، على تطوير تقنية جديدة لرسم خريطة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) من خلال تتبع البيانات الهاتفية للمرضى، لكن هذا البرنامج الجديد الذي تجربه العديد من الدول في الوقت الحالي، أُطلق وسط مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية والأمان الإلكتروني أثناء تفشي المرض.

فقد اتخذت العديد من الدول بشكل منفصل، من بينها الصين وإيران وإسرائيل، تدابير لمراقبة هواتف المرضى لمحاولة رسم خريطة لانتشار وتفشِّي المرض، لكن الجمعيات الحقوقية حذرت من اختراق الخصوصية.

إذ أعربت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل عن قلقها وقدمت عريضة للمحكمة العليا الإسرائيلية يوم الأربعاء، 18 مارس/آذار 2020، من أجل إيقاف وكالة الاستخبارات في البلاد من استخدام برامج مكافحة الإرهاب لمراقبة هواتف المصابين وأي أشخاص خالطوهم خلال آخر 14 يوماً.

إلا أن شخصاً مطلعاً على برنامج NSO الجديد، قال لصحيفة The Independent البريطانية إن البرنامج لا يخترق الأجهزة، ولكنه يعالج مجموعة من بيانات هواتف المصابين من أجل رسم خريطة تحركات لهم خلال فترة حضانة الفيروس، وقال إن التطبيق ليس للتجسس، ولكن لجمع ومعالجة المعلومات التي تستخرجها السلطات في الدول التي تشتري البرنامج كون البرنامج لا يرسل رسائل نصية لأي شخص. وأن السلطات ستكون هي المنوطة بذلك.

إذ تجري الشركة حالياً مناقشات مع العديد من الدول وتنفذ بعض المخططات التجريبية بالفعل، إذ يسمح البرنامج أيضاً للحكومة بإرسال رسائل نصية للأشخاص المخالطين للمريض فترة كافية للإصابة بالعدوى وتحذيرهم، فيما أعربت المنظمات الحقوقية عن مخاوفها، وقالوا حتى إذا لم يكن البرنامج يخترق الهواتف فهو يسهّل قدرة الدول على جمع ومعالجة بيانات المواطنين.

حسب كلامه، فإن البرنامج يعمل عن طريق تتبع البيانات الهاتفية للمريض لمدة أسبوعين (فترة حضانة الفيروس) ثم مطابقة تلك البيانات مع بيانات المواقع المستخرجة من أبراج الشبكات الخلوية من أجل تحديد تحركات المريض وتحديد المخالطين له عن قرب في نطاق 15 دقيقة، ويترجم تلك البيانات إلى لوحة تحكم مليئة بالمعلومات سهلة المعالجة.

NSO رفضت التعليق على الخبر، ولكنها قالت لصحيفة The Independent: "لطالما سخّرت شركة NSO إمكاناتها التقنية بكل طريقة ممكنة لحماية الأرواح من أي تهديد سواء من الإرهاب أو الجرائم الخطيرة أو الأوبئة، وسوف نستمر في ذلك".

اتهامات سابقة بالتجسس لصالح أنظمة استبدادية

لكن NSO اتهمت في السابق بتطوير برمجيات خبيثة تستخدمها وكالات التجسس والأنظمة الاستبدادية من أجل جمع بيانات هواتف أهدافهم، فضلاً عن كشف بيانات سرية من خوادم شركات كبيرة مثل أبل وفيسبوك وجوجل.

ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019، لجأت شركة واتساب إلى مقاضاة الشركة، ووجهت إليها اتهامات بمساعدة وكالات الاستخبارات الحكومية على اختراق هواتف حوالي 1,400 مستخدم في أربع قارات في حملة اختراق كبرى استهدفت دبلوماسيين ومعارضين سياسيين وصحفيين ومسؤولين حكوميين.

إلا أن NSO أصرت على إنكار تلك المزاعم، وقالت في ذلك الوقت: "هدف شركة NSO الوحيد هو توفير التقنيات لجهات الاستخبارات الحكومية الرسمية ووكالات إنفاذ القوانين لمساعدتهم على مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة".

إسرائيل تراقب المرضى عبر هواتفهم

على صعيد آخر، يوم الأربعاء، 18 مارس/آذار 2020، أطلقت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية برنامجها الخاص لمراقبة الهواتف المحمولة وتتبع مرضى كوفيد-19 فضلاً عن الأفراد المخالطين لهم، ووفقاً لوزارة الصحة، ظهرت فحوصات إيجابية لأكثر من 40 شخصاً في إسرائيل، مع فرض الحجر الصحي الذاتي على أكثر من 50,000 شخص آخر.

فيما أكد بنيامين نتنياهو، في بيان تلفزيوني يوم 17 مارس/آذار 2020، بدء استخدام مراقبة الهواتف المحمولة من أجل تدعيم عمليات العزل الطبي، وقال: "بدأنا استخدام تقنية رقمية تحدد موقع الأشخاص المخالطين لمرضى فيروس كورونا، وسوف نبلغ هؤلاء الأشخاص بأن يضعوا أنفسهم تحت الحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يوماً".

بينما قدمت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل عريضة للمحكمة العليا في إسرائيل تقول فيها: "الطبيعة المتطرفة والوحشية لتلك التدابير تنتهك الحقوق المدنية للعامة وتضر أكثر مما تنفع".

الصين وإيران أيضاً تستخدمان تطبيقات المراقبة

الصين أيضاً تستخدم أدوات لجمع المعلومات والاستخبارات على مستوى البلاد لرسم خريطة تحركات للمواطنين بما في لك برامج للتعرف على الوجوه.

بينما في إيران، وجهت جماعات المعارضة اتهامات للحكومة على إثر تشجيعها المواطنين على تنزيل تطبيقات تجمع مقداراً هائلاً من البيانات، تتضمن بيانات مواقع المواطنين.

تحميل المزيد