أعلنت الصين، الجمعة 14 فبراير/شباط، عن إصابة 1716 من العاملين في قطاع الصحة بفيروس "كورونا"، فيما توفي منهم 6، حتى مساء الثلاثاء 11 فبراير/شباط، وفق تصريحات تشينغ يي شين نائب الوزير بلجنة الصحة الوطنية في الصين، مؤكداً في مؤتمر صحفي عن حماية العاملين في هذا القطاع وأن عدد المصابين بالعدوى بين الأطقم الطبية آخذ في الارتفاع، وذلك بعد عشرات التنبيهات من مسؤولي الصحة والمستشفيات في الصين حول نقص معدات الوقاية التي تشمل الأقنعة الواقية مع تفشي المرض في إقليم هوبي وانتشاره في بقية أنحاء البلاد.
قصة عدوى ممرضة: استعرضت شبكة CNN الأمريكية قصة ممرضة تدعى نينغ زو وتعمل في ووهان، المدينة الصينية المركزية ومركز انتشار فيروس كورونا القاتل، وتبين أنها تشعر بالجزع الشديد، فبدلاً من تقديم المساعدة في الخطوط الأمامية، عزلت نفسها في المنزل لأسابيع، بعد أن كشفت أشعة على الصدر أجرتها في 26 يناير/كانون الثاني 2020 الاشتباه في إصابتها بالفيروس، وقد قيل لزو أن تنتظر اختبار الحمض النووي الذي سيقود إلى القرار النهائي، لكنه لم يأتِ بعد.
وقد قالت لشبكة CNN الأمريكية عبر الهاتف: "إنها مشكلة كبيرة حالياً، يوجد في مشفانا أكثر من 100 عامل بالفعل معزولين في المنزل"، وأضافت أن هناك 30 عاملاً طبياً آخر تأكدت إصابتهم بالفيروس، وأضافت زو: "إذا كانت نتيجة الاختبار جيدة سيكون بإمكاننا العودة إلى العمل. أنا في الحقيقة لا أعاني من أي أعراض، لكن يبدو أن هناك مشكلة صغيرة في الأشعة المقطعية، يبدو أنني أصبت بقليل من العدوى".
خدمة لمئات المرضى: تقدر زو عدد العاملين الطبيين في المستشفى بـ500 عامل، ويُحتمل إصابة ما يزيد عن 130 منهم بالفيروس، الذي أصاب حتى الآن 60 ألف شخص حول العالم. ورفضت الإدلاء باسم المستشفى الذي تعمل به وطلبت استخدام اسمٍ مستعارٍ لها لأنها غير مخولة بالحديث إلى الإعلام.
وضع متكرر بالمستشفيات: الوضع في مستشفى زو ليس فريداً. إذ قالت ممرضة تعمل في مستشفى ووهان المركزي على موقع Weibo، المنصة الصينية الشبيهة بـ Twitter، إن حوالي 150 زميلاً لها في المستشفى تأكد أو تحتمل إصابتهم بالمرض، بما في ذلك هي نفسها.
أما الممرضة، التي عزلت نفسها في المنزل منذ إصابتها الشهر الماضي، فقد أُدخلت المستشفى الذي تعمل به من أجل العلاج أخيراً يوم الثلاثاء الماضي 11 فبراير/شباط 2020. إذ كتبت زو في منشور لها يوم الأربعاء 12 فبراير/شباط 2020: "يمتلئ طابق المرضى المقيمين الذي أعيش فيه بالأساس مع زملائي العاملين في المستشفى.. وهي عادة غرف تسع شخصين أو 3، ومكتوب فيها أسماء زملائي وأرقام أسرتهم بوضوح بالأبيض والأسود على الأبواب".
كما قالت إنها تحبس أنفاسها في كل مرة يأتي طبيب زميل لتفقدها؛ كتبت: "أخشى أن يخرج الفيروس الموجود في جسمي ويصيب زملائي الواقفين على الخطوط الأمامية حتى الآن".
مخاطر على العاملين بالمجال الطبي: لطالما واجه العاملون الطبيون مخاطر عالية من الإصابة بالعدوى خلال الوباءات الكبيرة، ومنها وباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة SARS الذي اجتاح الصين من أواخر 2002 وحتى 2003. لكن في ووهان، يتفاقم هذا الخطر بسبب النقص الحاد في الموارد الطبية اللازمة لاستيعاب تدفق المرضى، إلى جانب تحذير الحكومة المتأخر من المعدل المرتفع للإصابة.
الرئيس يحذرهم: زار الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع، في أول ظهور له منذ تفشي الوباء، مستشفى في بكين وحث الطاقم الطبي على ألا يدخروا جهداً في خفض معدلات الإصابة في المستشفيات، وفقاً لتلفزيون الصين المركزي CCTV.
مستشفيات الصين: هناك في ووهان 398 مستشفى وما يقرب من 6 آلاف عيادة محلية.غير أن لجنة الصحة المحلية في ووهان، حددت 9 مستشفيات فقد لعلاج الحالات المصابة بفيروس الكورونا، بالإضافة إلى 61 مستشفى إضافية تستقبل عياداتها الخارجية المرضى المصابين بالحمى؛ وهو عرض يُعتقد أنه دالٌ على المرض الشبيه بالالتهاب الرئوي.
هذا الإجراء بتقليل المستشفيات المعالجة للفيروس لا يحمي من مخاطر إصابة الأطباء والممرضين بالعدوى إلا أنه إجراء يعتقد أنه يقلله، ورغم ذلك، فقد أعلن عن إصابة أكثر من 1700 شخص بالفيروس.
إجمالي ضحايا الفيروس: أعلنت الصين، الجمعة 14 فبراير/شباط 2020، تأكيد 5090 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و121 حالة وفاة جديدة في البر الصيني الرئيسي، وبذلك وصل العدد الإجمالي للإصابات بفيروس كورونا إلى 63 ألفاً و851 حالة، ويخضع نحو 55 ألفاً و748 للعلاج حالياً بينما توفي 1380 شخصاً، وفق لجنة الصحة الوطنية.