هل تذكرون الطبيب الصيني الذي حذر من “كورونا”؟ توفي بعد أن أصيب بالفيروس القاتل

تُوفِّيَ الطبيب الصيني الذي حاول تحذير الآخرين من فيروس كورونا في مدينة ووهان، بحسب عددٍ من تقارير وسائل الإعلام الحكومية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/02/06 الساعة 18:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/06 الساعة 18:58 بتوقيت غرينتش
الطبيب العامل في ووهان، لي وينليانغ/ سي ان ان الأمريكية

تُوفِّيَ الطبيب الصيني الذي حاول تحذير الآخرين من فيروس كورونا في مدينة ووهان، بحسب عددٍ من تقارير وسائل الإعلام الحكومية.

إذ دقَّ الطبيب العامل في ووهان، لي وينليانغ (34 عاماً)، ناقوس الخطر، محذراً من فيروس كورونا الجديد في ديسمبر/كانون الأول 2019، حين كتب على مجموعة خريجي كلية الطب في تطبيق التراسل الصيني WeChat، عن تشخيص سبعة مرضى من سوق المأكولات البحرية المحلي بمرضٍ يُشبه السارس، وإيداعهم في الحجر الصحي داخل المستشفى.

اتهامات السلطة للطبيب الصيني: وفق تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، فبعد وقتٍ بسيط من نشر "لي وينليانغ" رسالته التحذيرية بخصوص الفيروس، اتّهمَته شرطة ووهان بنشر الشائعات. وكان "لي" واحداً من عدة أطباء استهدفتهم الشرطة؛ لمحاولتهم إعلام الناس بأمر الفيروس القاتل قبل أسابيع من تفشّيه، ليصيب أكثر من 28 ألف شخص ويقتل ما يزيد على 560.

في حين نُقِلَ "لي وينليانغ" إلى المستشفى في الـ12 من يناير/كانون الثاني 2020، بعد إصابته بالفيروس عن طريق أحد مرضاه، وتأكّدت إصابته بفيروس كورونا في الأول من فبراير/شباط.

تزايد أعداد الضحايا: ما تزال أعداد القتلى والمُصابين بفيروس كورونا الجديد في ازدياد، دون علامةٍ على التباطؤ رغم اتخاذ مختلف وسائل الحجر الصحي، والتحكُّم في السكان داخل وسط الصين.

حيث وصل عدد الحالات المُؤكّدة عالمياً إلى 28.275، الخميس 6 فبراير/شباط، و28 ألفاً منها توجد في الصين. وتُوفِّيَ 565 شخصاً بسبب الفيروس حتى الآن، وجميعهم كانوا في الصين، باستثناء شخصين في الفلبين وهونغ كونغ.

إسكاته على يد السلطات: في اليوم ذاته من شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، حين بعث "لي وينليانغ" برسالته إلى أصدقائه، أصدرت لجنة الصحة البلدية في ووهان إخطاراً طارئاً يُعلِم المؤسسات الطبية في المدينة بأنّ عدداً من المرضى من سوق هوانان للمأكولات البحرية بالجملة كانوا يعانون "ظاهرةً مجهولة".

لا مجال للحديث عن المرض: نصّ الإخطار على التالي: "ليس من المسموح لأي منظمة أو شخص بإصدار معلوماتٍ عن العلاج إلى الجمهور من دون تصريح".

في الساعات الأولى من الـ31 من ديسمبر/كانون الأول 2019، عقدت السلطات الصحية في ووهان اجتماعاً طارئاً لمناقشة المرض المُتفشّي. وبعدها، استُدعِيَ "لي" بواسطة المسؤولين في مستشفاه، ليشرح كيف عَلِمَ بأمر الحالات، وفقاً لصحيفة Beijing Youth Daily الحكومية.

في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، أعلنت سلطات ووهان تفشّي المرض، وأخطرت منظمة الصحة العالمية.

استدعاء الطبيب للتحقيق: في الثالث من يناير/كانون الثاني، استُدعِيَ "لي" إلى مركز شرطةٍ محلي، وتعرّض للتوبيخ بسبب "نشر الشائعات على الإنترنت.. والإخلال الشديد بالنظام الاجتماعي" حين بعث بتلك الرسائل إلى مجموعة الدردشة.

كان على "لي" أن يُوقّع بياناً -اطلعت شبكة CNN الأمريكية على صورةٍ منه- يُقِرُّ فيه بـ "جُنحته"، ويعد بعد ارتكاب مزيد من "الأفعال غير القانونية".

كان يخشى أن يجري احتجازه، إذ أخبر شبكة CNN في رسالةٍ عبر WeChat، وكان يسعل بشكلٍ واضح، ويتنفّس بصعوبةٍ منعته من الحديث عبر الهاتف: "ستقلق عائلتي عليَّ للغاية، إذ سُلِبَت حريتي بضعة أيام".

إطلاق سراح الطبيب بعد التحقيق: لكن بعد الاستدعاء، أطلقت الشرطة سراحه، لكنّه عاد إلى العمل في مستشفى ووهان المركزي وهو يشعر بالعجز. وقال: "لم يكُن بوسعي فعل شيء. إذ يجب أن يتوافق (كل شيء) مع الرواية الرسمية".

بعد أن عالج مريضاً بفيروس كورونا الجديد بالصدفة في العاشر من يناير/كانون الثاني؛ بدأ "لي وينليانغ" يسعل، وأُصيب بالحُمى في اليوم التالي. ونُقِلَ إلى المستشفى في الـ12 من يناير/كانون الثاني. وفي الأيام التالية، تدهورت حالة "لي" بشدة، لدرجة أنّه أُودِع داخل وحدة العناية المركّزة، وجرى توصيله بدعم الأكسجين. وتبيّن لاحقاً أنّه مُصابٌ بفيروس كورونا. 

حزن شديد لوفاة الطبيب: من جانبهقال مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، حين سُئِلَ عن موت الطبيب، خلال المؤتمر الصحفي اليومي حول فيروس كورونا، في جنيف: "نحن حزينون بشدة لسماع خبر فقدان لي وينليانغ. يجب أن نحتفي بحياته، ونبكي لوفاته مع زملائنا".

في حين ظهر الفيروس الغامض في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان  الصينية (وسط)؛ إلا أن بكين كشفت عنه رسمياً في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

"كورونا المستجد" الذي بات يسمى "فيروس ووهان"، ينتقل عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال.

من أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.

علامات:
تحميل المزيد