أعلن ناصر عمار، آمر قوة الإسناد التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية، انسحاباً جزئياً لمرتزقة شركة "فاغنر" الروسية الداعمة لميليشيات خليفة حفتر، فيما رحب بالدعم التركي لبلاده.
بدء انسحاب المرتزقة الروس من حول العاصمة طرابلس
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها "عمار" إلى مراسل الأناضول، السبت 11 يناير/كانون الثاني، تطرق خلالها إلى الدعم التركي المقدم إلى ليبيا وآخر التطورات الميدانية.
أما بخصوص مرتزقة حفتر وانسحابها، قال عمار: "نرصد ما يزيد عن 500 روسي في محوري صلاح الدين – اليرموك، والخلاطات – أبو سليم".
أضاف: "ينتشر في كل واحد منهما (المحورين) نحو 250 من الفاغنر، كذلك هناك ما يزيد عن ألف مرتزقة من الجنجويد (تابعة لقوة الدعم السريع السودانية) زج بهم حفتر من أجل حسم المعركة قريباً وسريعاً".
فيما تابع: "نرصد انسحاباً لقوات الفاغنر بدأ بعد لقاء الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين مع نظيره التركي (رجب طيب) أردوغان، وتم انسحاب العديد من القوات".
ناصر عمار أردف بالقول: "رصدنا مروحيات عمودية تنقل هذه القوات إلى (قاعدة) الجفرة (الجوية). هناك الكثير من قوات الفاغنر فعلاً تم انسحابها والقوات الباقية هي من أجل الدفاع عن آخر خطوط الفاغنر أو حماية ظهرها".
فيما تقول حكومة الوفاق أنها ترحب بمبادرة روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار
أما بخصوص موقف حكومة "الوفاق" من مبادرة وقف إطلاق النار، قال عمار: "نحن بادرنا بقبول السلام، قبلنا إيقاف الحرب. نحن حكومة الوفاق الوطني حكومة شرعية ولها جيش وطني، والقوات المساندة كذلك لها شرعيتها".
آمر قوة الإسناد التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية أوضح: "إذا كان هناك من يُنعت بالميليشيات فينبغي أن يُنعت حفتر بهذه الصفة، باعتباره لا يقاتل بجيش ليبي إنما بجيش مرتزقة متعددي الجنسيات من الجنجويد والروس والمصريين والإماراتيين وغيرهم".
أشار آمر قوة الإسناد التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية الى أن حفتر يركز على محورين أساسيين "صلاح الدين – اليرموك" و"الخلاطات – أبو سليم"، وأنه يهدف من خلالهما إلى التقدم نحو العاصمة.
مبيناً أن المحورين هما أقرب نقطة للعاصمة، وحفتر يريد الزج بقوات "الفاغنر" لتخصصها وإتقانها حرب الشوارع، وأن يدخلها في الأحياء السكنية.
تابع آمر قوة الإسناد التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية: "في الحقيقة تعاملنا مع الموضوع (إدخال الفاغنر في الأحياء)، وتنبأنا بهذا الأمر ولم نمنح حفتر الفرصة كي يقود حرب شوارع ضدنا وتصدينا لأي تحركات".
شدد على أن "حفتر الآن ينتحر بطرابلس، وينتحر بهؤلاء المرتزقة حول العاصمة".
فيما تقول روسيا أنها لا علاقة لها بالمرتزقة في ليبيا
من جانبه تبرأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المرتزقة الروس في ليبيا، وقال رداً على سؤال السبت بشأن المرتزقة التابعين لشركة فاغنر الذين يقاتلون في ليبيا إنه إذا كان هناك مثل هؤلاء فإنهم لا يمثلون الدولة الروسية ولا تمولهم الدولة.
في حين سبق أن أوردت رويترز ووسائل إعلام أخرى تقارير عن مشاركة متعاقدين عسكريين روس سراً في دعم القوات الروسية في سوريا وأوكرانيا. وتقوم بتشغيل المتعاقدين شركة خاصة معروفة باسم فاغنر معظم أفرادها من الجنود السابقين.
من جانبها تنفي الدولة الروسية استخدام المرتزقة في الخارج.
ألمانيا تتطلع لمؤتمر للسلام في برلين
حيث قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن محادثات السلام الليبية ستعقد في برلين، وذلك وسط دعوات تركية وروسية لأطراف الصراع بوقف إطلاق النار.
قالت ميركل في مؤتمر صحفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو السبت "نأمل في نجاح الجهود المشتركة لروسيا وتركيا وسنرسل قريباً دعوات لمؤتمر في برلين".
فيما يشن الجنرال المتقاعد خليفة حفتر هجوماً منذ 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس مقر الحكومة الليبية وسط استنفار قوات الأخيرة.
لاحتواء الأزمة الليبية، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بياناً مشتركاً دعوا فيه إلى وقف لإطلاق النار بداية من منتصف ليل الأحد المقبل.
لاقت المبادرة ترحيباً وموافقة من المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبية والمجلس الأعلى للدولة، بينما رفضها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مؤكداً أن عملياته العسكرية ستستمر.