أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تأييده لتصريحات مسعود أوزيل، لاعب فريق أرسنال، التي انتقد فيها معاملة الصين لمسلمي الإيغور، قائلاً إن بكين يمكنها منع بث مباريات الفريق، لكنَّها لا تستطيع إخفاء انتهاكات حقوق الإنسان.
إذ وصف أوزيل، الألماني ذو الأصول التركية، الإيغور في منشورات على الشبكات الاجتماعية بأنَّهم "محاربون يقاومون الاضطهاد"، وانتقد القمع الذي تمارسه الصين، وصمت المسلمين تجاه ذلك.
رداً على ذلك، ألغت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية CCTV بث مباراة أرسنال أمام مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، يوم الأحد الماضي 15 ديسمبر/كانون الأول.
لكن بومبيو، اعتبر أن ذلك ضمن آلة الحزب الشيوعي الصيني لطمس الحقيقة، إذ كتب: "يمكن لآلة الحزب الشيوعي الصيني الدعائية أن تمنع بث مباريات مسعود أوزيل وأرسنال طوال الموسم، لكنَّ الحقيقة ستظهر. لا يمكن للحزب الشيوعي الصيني إخفاء انتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان المرتكبة ضد الإيغور وأصحاب الديانات الأخرى عن العالم".
تعتبر رسائل دعم بومبيو التي لها ما وراءها سياسياً ليست الوحيدة لأوزيل، إذ أعلن المغني السويدي من أصل لبناني ماهر زين، ونجم كرة القدم المصري محمد أبوتريكة تضامنهما مع اللاعب من أصول تركية، شاكرين له موقفه المناهض للظلم رغم تبعات ذلك على مسيرته الرياضية.
هذا، وتُقدِّر الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان أنَّ عدداً يتراوح بين مليون ومليوني شخص، معظمهم من مسلمي الإيغور، محتجزون في ظروفٍ قاسية في إقليم شينجيانغ في إطار ما تصفه بكين بحملة ضد الإرهاب، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
غير أنَّ الصين نفت مراراً وتكراراً ممارستها أي نوعٍ من إساءة معاملة الإيغور.
على الجانب الآخر، انتقادات طالت أوزيل
بينما حاولت إدارة نادي أرسنال يوم السبت الماضي 14 ديسمبر/كانون الأول، أن تنأى بنفسها عن تعليقات أوزيل بعدما نشر رسائل على تويتر وإنستغرام. وقال الحساب الرسمي للنادي في منشور على منصة ويبو، التي تعد نسخةً صينية من موقع تويتر: "المحتوى الذي نشره أوزيل يعبر عن رأيه الشخصي".
في الوقت نفسه، ذكر يايا توريه، لاعب خط وسط مانشستر سيتي السابق، أنَّ أوزيل كان ينبغي ألَّا ينتقد وضع حقوق الإنسان في الصين علانيةً.
إذ قال توريه، الذي يلعب منذ خمسة أشهر في صفوف فريق تشينغداو هوانغهاي في دوري الدرجة الثانية الصيني: "يتعين على لاعبي كرة القدم التركيز في كرة القدم وترك السياسة للسياسيين، لأنك لا يمكن أن تتدخل في أمورٍ كهذه لأن ذلك سيجلب لك الكثير من المشكلات. وبصفته مسلماً، فالأمر مُعقَّد، وهذا خياره. لقد أعلن تصريحاته، لكنِّي أعتقد أنه كان مخطئاً في قول ذلك".
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الصينية يوم الإثنين الماضي 16 ديسمبر/كانون الأول، إنَّ أوزيل "مخدوع تماماً بأخبار وهمية وبيانات كاذبة".
فيما يعتبر الجدل الحالي هو الأحدث بين بعض أفراد المجال الرياضي والصين. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2019، عبر مسؤول تنفيذي في أحد فِرَق الدوري الأمريكي لكرة السلة عن دعمه المتظاهرين المُطالبين بالديمقراطية في هونغ كونغ، ما أغضب بكين وعرَّض سوق دوري كرة السلة الأمريكي في الصين، التي تُقدَّر بحوالي أربعة مليارات دولار، لخطرٍ كبير.
واشنطن تصعد انتقاداتها ضد الصين بسبب الإيغور
يأتي هذا في الوقت الذي تُصعِّد فيه واشنطن انتقاداتها لبكين بشأن الإيغور بينما تواصل مفاوضاتها التجارية معها. إذ وقَّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على تشريع مرَّره الكونغرس يدعم المتظاهرين في هونغ كونغ رغم اعتراضات الصين الغاضبة.
وفي وقتٍ سابق من الشهر الجاري ديسمبر/كانون الأول، أصدر مجلس النواب الأمريكي تشريعات تتطلَّب اتخاذ ردٍّ أقوى على معاملة بكين لأقلية الإيغور المسلمة.
وكذلك فالمظاهرات التي بدأت ضد مشروع قانون يسمح بتسليم المجرمين من هونغ كونغ إلى البر الرئيسي الصيني تحولت إلى مُطالباتٍ بمزيد من الحريات الديمقراطية واحتجاجات عنيفة في بعض الأحيان مستمرة منذ حوالي 6 أشهر في هونغ كونغ، رغم سحب مشروع القانون. وقد أدانت بكين هذه الاضطرابات واتهمت التدخُّل الأجنبي بإثارتها.