انطلاق الجلسة الثانية في تحقيق مساءلة ترامب، وتساؤلات حول استغلاله سلطاته بشكل «فاسد»

افتُتح اليوم الثاني من الجلسات العلنية التي يبثها التلفزيون في تحقيق المساءلة بحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بتسليط الضوء على السفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، التي وصفها ترامب بأنها "مُثيرة للمشاكل"، قبل أن يعزلها.

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/15 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/15 الساعة 16:29 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومحاميه رودي جولياني/رويترز

افتُتح اليوم الثاني من الجلسات العلنية التي يبثها التلفزيون في تحقيق المساءلة بحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بتسليط الضوء على السفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، التي وصفها ترامب بأنها "مُثيرة للمشاكل"، قبل أن يعزلها.

افتتاح الجلسة الثانية في تحقيق مساءلة ترامب 

الجلسة التي افتُتحت وكانت أمام لجنة المخابرات بمجلس النواب، جزء من تحقيق مساءلة يقوده الديمقراطيون ويهدد رئاسة ترامب حتى وهو يسعى لإعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وفُصلت السفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، من منصبها في مايو/أيار، بعد أن تعرَّضت لهجوم من رودي جولياني محامي ترامب الشخصي، في وقت كان يعمل فيه على إقناع أوكرانيا بفتح تحقيقين يصبّان في مصلحة الرئيس الجمهوري سياسياً.

كان جولياني يحاول الضغط من أجل بدء تحقيقات أوكرانية في أمر المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن نائب الرئيس السابق، وابنه هنتر الذي كان عضواً بمجلس إدارة شركة الطاقة الأوكرانية "بوريسما"، بالإضافة إلى نظرية مؤامرة تم دحضها، لكن تبنّاها عدد من حلفاء ترامب، وتفيد بأن أوكرانيا هي التي تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وليس روسيا.

ويركز التحقيق على مكالمة هاتفية بتاريخ 25 يوليو/تموز، طلب فيها ترامب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح التحقيقات.

حيث يحقق الديمقراطيون في مدى إساءة ترامب سلطات منصبه

ويحقق الديمقراطيون في مدى إساءة ترامب استغلال سلطات منصبه، بحجب مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة 391 مليون دولار، للضغط عليها لإجراء التحقيقات. وقُدمت الأموال إلى كييف في وقت لاحق. 

كان الكونغرس قد أقر المبلغ، لمساعدة أوكرانيا على محاربة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا، في الجزء الشرقي من البلاد.

وينفي ترامب ارتكاب أي مخالفة، ويصف التحقيق بأنه خدعة.

وقال آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات، في تصريحاته الافتتاحية: "سلطات الرئاسة هائلة، لكنها ليست مطلقة ولا يمكن استخدامها لأهداف فاسدة. الشعب الأمريكي يتوقع من رئيسه أن يستخدم السلطة التي يمنحه إياها لخدمة الأمة وليس لتدمير آخرين، من أجل النهوض بمصالحه الشخصية أو السياسية".

وأبلغت يوفانوفيتش، التي عملت تحت إدارات جمهورية وديمقراطية، النواب في جلسة مغلقة يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول، أن ترامب عزلها استناداً إلى "مزاعم مختلقة لا أساس لها، من أشخاص لديهم بالقطع دوافع مريبة"، بعد تعرضها لهجوم من جولياني. كما نفت مزاعم رددها حلفاء ترامب بأن ولاءها ليس له، وقالت إنها لا تعرف ما دوافع جولياني وراء مهاجمتها.

وقالت يوفانوفيتش إن مساعدي جولياني "ربما كانوا يعتقدون أن مطامحهم المالية الشخصية تضررت بسبب سياستنا المناهضة للفساد في أوكرانيا".

ووفقاً لملخَّص من البيت الأبيض، فقد وصف ترامب، يوفانوفيتش في مكالمة هاتفية مع زيلينسكي بأنها "مُثيرة للمشاكل"، وأضاف أنها "ستمر ببعض الأشياء". وردَّ زيلينسكي على ترامب قائلاً: "أتفق معك مئة بالمئة في أنها كانت سفيرة سيئة".

في المقابل تتهم نانسي بيلوسي ترامب بارتكاب أفعال ترقى إلى الرشوة

وقد  قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب أقر بالقيام بأفعال ترقى إلى حد الرشوة في فضيحة أوكرانيا، محور التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون لمساءلة ترامب.

وأضافت بيلوسي في مؤتمر صحفي: "الرشوة هي منح أو حجب مساعدات عسكرية في مقابل تصريح علني بشأن تحقيق مزيف في الانتخابات. هذه رشوة. ما أقر به الرئيس ويقول إنه مثالي، أقول أنا إنه خطأ محض. إنها رشوة".

وأدلت بيلوسي بتصريحاتها بعد يوم من بدء أول جلسات علنية في تحقيق المساءلة بمجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون، والذي أعلنت بيلوسي عنه في سبتمبر/أيلول. ومن المقرر أن تدلي شخصية محورية أخرى، هي السفيرة الأمريكية السابقة لكييف ماري يوفانوفيتش، بشهادتها غداً الجمعة.

وإذا وافق مجلس النواب على توجيه اتهامات رسمية إلى ترامب، فسيجري مجلس الشيوخ عندئذ محاكمة، لتحديد ما إذا كان ينبغي إدانته بالتهم وعزله من منصبه. ولم يبدِ الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ، أي تأييد يُذكر لعزل ترامب.

وقارنت بيلوسي تصرفات ترامب بأفعال الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون في فضيحة ووترغيت، التي أدت إلى أن يكون الرئيسَ الأمريكيَّ الوحيد الذي يستقيل من منصبه في عام 1974.

وأضافت أنَّ تحرُّك ترامب لطلب مساعدة قوة أجنبية في الانتخابات الأمريكية وعرقلة المعلومات بشأن ذلك، والذي سمَّته تستُّراً، "يجعل ما قام به نيكسون يبدو ضئيلاً".

تحميل المزيد