الأطراف السياسية اللبنانية تتفق على تسمية رئيس للحكومة بدلاً من الحريري

نقلت وكالة رويترز عن قناة "إل بي سي آي" اللبنانية، اليوم الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أنه تم الاتفاق على اختيار وزير المالية السابق، محمد الصفدي، رئيساً للحكومة في لبنان.

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/14 الساعة 22:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/15 الساعة 07:53 بتوقيت غرينتش
وزير المالية اللبناني السابق محمد الصفدي - رويترز

قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الأحزاب اللبنانية الثلاثة الكبيرة اتفقت على اختيار محمد الصفدي وزير المالية السابق لمنصب رئيس الوزراء، مما يشير إلى إحراز تقدم نحو تشكيل حكومة جديدة في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية حادة.

وجاء التوافق على اختيار الصفدي خلال اجتماع عقد في وقت متأخر أمس الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019،  بين الحريري وممثلين عن جماعة حزب الله التي تدعمها إيران وحليفتها الشيعية حركة أمل.

وكانت هذه الأنباء قد أوردتها في بادئ الأمر قناة تلفزيون إل.بي.سي.آي وقناة إم.تي.في.

توافق على تزكية الصفدي 

وذكر مصدر مطلع على الاجتماع أن الحريري لم يبد أي اعتراضات على اختيار الصفدي، مضيفاً أن أعضاء البرلمان من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري سيختارون الصفدي في عملية رسمية من المتوقع أن تبدأ قريباً.

وقال مصدر ثان وهو شخصية كبيرة على صلة وثيقة بحركة أمل وجماعة حزب الله إنه جرى خلال الاجتماع التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ على اختيار الصفدي.

ولم يرد أي تأكيد رسمي من الأحزاب أو الصفدي.

ويبلغ الصفدي من العمر 75 عاماً وهو رجل أعمال بارز من مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية وعضو سابق بالبرلمان. 

وسبق أن تولى حقيبتي المالية والاقتصاد والتجارة.

فيما ستواجه الحكومة المقبلة تحديات جسيمة.

وسوف يتحتم عليها الحصول على دعم مالي دولي ينظر إليه على أنه ضروري لتخفيف الأزمة الاقتصادية والتعامل مع التحدي الذي تمثله حركة احتجاجية واسعة النطاق ترغب في إزاحة الحرس القديم من السلطة.

وتفاقمت الأزمة الاقتصادية التي تتصاعد منذ فترة في لبنان منذ بدء الاحتجاجات. وفرضت البنوك قيوداً على التحويلات للخارج وعلى سحب الأموال بالدولار الأمريكي.

واستقال سعد الحريري من رئاسة الحكومة في 29 أكتوبر/تشرين الأول أمام موجة لم يسبق لها مثيل من الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة التي يتهمها المحتجون بالمسؤولية عن الفساد المستشري في الدولة وإغراق لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت في الفترة بين عامي 1975 و 1990.

عمل مع حكومتي ميقاتي والسنيورة

وكان الحريري قد قال إنه لن يعود لرئاسة الوزراء إلا في وجود حكومة من المتخصصين والتي يعتقد أنها ستكون في وضع أفضل للفوز بمساعدات وإنقاذ لبنان من الأزمة.

ومن أجل ذلك يعقد الكثير من الاجتماعات المغلقة مع الأحزاب الأخرى.

وفي حين أرادت جماعة حزب الله وحركة أمل عودة الحريري لرئاسة الوزراء فإن الجماعتين الشيعيتين والرئيس ميشال عون وهو حليف لحزب الله يصرون على أن تضم الحكومة كلاً من التكنوقراط والسياسيين.

وتسيطر جماعة حزب الله والجماعات المتحالفة سياسياً معها على أغلبية المقاعد في البرلمان.

ويتعين أن يجري الرئيس ميشال عون وهو مسيحي ماروني مشاورات رسمية مع أعضاء البرلمان بشأن اختيارهم لرئيس الوزراء. 

ويجب أن يعين الشخص الذي يحصل على معظم الأصوات.

ولا يزال الحريري يتولى تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

من هو الصفدي؟ 

وشغل الصفدي منصب وزير المالية في فترة من 2011 إلى 2014 في حكومة نجيب ميقاتي.

وفي عام 2008، أصبح وزيراً للاقتصاد والتجارة في حكومة فؤاد السنيورة الذي كان مدعوماً من الغرب. 

وشغل المنصب مجدداً في حكومة برئاسة الحريري عام 2009.

وكان الصفدي عضواً بتحالف 14 آذار بقيادة الحريري والذي تشكل بعد اغتيال رفيق الحريري والد سعد في عام 2005.

وتم اختيار الصفدي عضواً بالبرلمان للمرة الأولى في طرابلس عام 2000، لكنه لم يشارك في الانتخابات الأخيرة. وشغلت زوجته فيوليت الصفدي منصب وزير الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في حكومة الحريري.

ويأتي هذا التوافق المبدئي على تسمية الصفدي رئيساً للحكومة الجديدة، في وقت لا يزال لبنان يشهد انتفاضة شعبية مستمرة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد قرار الحكومة المستقيلة تضمين موازنة 2020 ضرائب ورسوماً جديدة.

وأجبرت الاحتجاجات سعد الحريري، في الـ29 من الشهر الماضي، على تقديم استقالة حكومته، لتتحول إلى حكومة تصريف أعمال، لكن المحتجين يصرون على تنفيذ بقية مطالبهم، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

ومن بين تلك المطالب، تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط، وإجراء انتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة المفسدين في السلطة، ورحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يرون أنها فاسدة وتفتقر إلى الكفاءة.

علامات:
تحميل المزيد