قالت وكالة أنباء رويترز، نقلاً عن مسؤولَين لم تسمّهما، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستحجب مساعدات أمنية عن لبنان حجمها 105 ملايين دولار، وذلك بعد يومين من استقالة رئيس وزرائه سعد الحريري.
وقال المسؤولان، الخميس 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس اليوم بأن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي اتخذا ذلك القرار.
ولم يذكر المسؤولان اللذان رفضا الكشف عن هويتهما سبب الحجب. وقال مصدر إن وزارة الخارجية لم توضح للكونغرس سبب القرار، فيما رفضت وزارة الخارجية التعليق.
وكانت الإدارة الأمريكية طلبت الموافقة على تلك المساعدات اعتباراً من مايو/أيار 2019، قائلة إنها ضرورية للبنان لتمكينه من حماية حدوده، وشملت المساعدات نظارات الرؤية الليلية وأسلحة تأمين الحدود.
وعبّر مسؤول أمريكي لـ"رويترز" عن اعتقاده بأن "المساعدة الأمنية ضرورية للبنان بينما يكافح للتغلب على حالة عدم الاستقرار داخل حكومته، ومع اضطراب المنطقة وإيواء آلاف اللاجئين من الحرب السورية".
وقال المسؤول إن المساعدات تكتسي أهمية خاصة لـ "إسهامها في دعم وتقوية الجيش اللبناني الذي اعتبره واحدة من أكثر مؤسسات ذلك البلد كفاءة في الوقت الحالي، فيما يرجع إلى حد بعيد للدعم الذي يلقاه من واشنطن".
وأفاد المسؤول بأن حجب الدعم عن لبنان قد يمهد الطريق لتدخل روسيا؛ إذ وسعت موسكو نفوذها في سوريا منذ أعلن ترامب سحب القوات الأمريكية من الجزء الشمالي الشرقي من البلد الذي تمزقه الحرب.
ورغم أن لبنان حليف مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إلا أن واشنطن عبرت مراراً عن قلقها من تنامي دور جماعة حزب الله الشيعية المسلحة في الحكومة اللبنانية، إذ تصنف الولايات المتحدة الجماعة المدعومة من إيران منظمة إرهابية.
وفي أعقاب استقالة الحريري يوم الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019 وسط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة، حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الزعماء السياسيين في لبنان على المساعدة في تشكيل حكومة جديدة تستجيب لاحتياجات شعبها، ودعا إلى القضاء على الفساد المستشري.
ويبحث لبنان مع المانحين الأجانب منذ أشهر مسألة المساعدات الخارجية. وكان الحريري فشل قبل استقالته في إقناع المانحين الأجانب بتقديم 11 مليار دولار تعهدوا بها في مؤتمر بباريس العام الماضي.