بيلوسي تصدُّ ترامب بإجابة صادمة بعد محاولته التفاوض معها بخصوص عزله

أوردت شبكة NBC News الأمريكية، أنه بعد مدة وجيزة من إعلان رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي عن إجراء تحقيق رسمي بشأن الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2019، تواصل ترامب معها من أجل التفاوض، وفقاً لما نشره موقع Business Insider الأمريكي.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/25 الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/25 الساعة 12:40 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي/رويترز

أوردت شبكة NBC News الأمريكية، أنه بعد مدة وجيزة من إعلان رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي عن إجراء تحقيق رسمي بشأن الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2019، تواصل ترامب معها من أجل التفاوض، وفقاً لما نشره موقع Business Insider الأمريكي.

وذكرت الصحفية هايدي برزيبيلا من شبكة NBC News، أنَّ ترامب قال لممثلة ولاية كاليفورنيا عن الحزب الديمقراطي إنه يرغب في "حلّ الأمر"، وأضاف قائلاً: "مهلاً، هل يمكننا فعل شيء حيال تلك الشكوى التي تقدَّم بها مبلّغون؟ هل بإمكاننا حلّ الأمر؟".

ويبدو أن نانسي بيلوسي أفحمته بإجابة قاسية، إذ قالت: "اطلب من شعبك أن ينصاعوا للقانون".

وكان الإجراء الأخير أحدث حلقة في السجال المحتدم بين ترامب والديمقراطيين في الكونغرس، إذ يتنازعون بشأن الشكوى التي تقدَّم بها مبلّغون ضد ترامب، في أغسطس/آب.

ويحجب جوزيف ماغواير، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية، الشكوى المقدمة عن الكونغرس، على الرغم من أن المفتش العام للاستخبارات الأمريكية، مايكل أتكينسون، قد أقرَّ بأنها "موثوقة" و "عاجلة"، وبالتالي ينبغي تسليمها إلى الكونغرس بموجب القانون الفيدرالي في البلاد.

بيلوسي مصرّة على فتح التحقيق 

وقد ألغى ماغواير قرار أتكينسون بعد التشاور مع وزارة العدل، وأصرَّ أنه لم يكن مطلوباً منه تسليم الشكوى، لأنها لا تتعلق بشخصٍ خاضعٍ مباشرةً لسلطة مدير الاستخبارات الوطنية.

 وأيّد بات سيبولون، مستشار البيت الأبيض ذلك القرار.

ولكن يبدو أن الموقف قد تغيَّر منذ أن أعلنت نانسي بيلوسي عن فتح التحقيق الرسمي الهادف إلى إقالة ترامب، أمس الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2019، إذ ذكرت مجلة Politico الأمريكية بعد إعلانها، أن البيت الأبيض يستعد الآن لرفع الشكوى إلى الكونغرس بحلول نهاية الأسبوع.

ويشير هذا التحول إلى الجدية التي يبدو أن البيت الأبيض ينظر بها إلى إجراءات الإقالة، حتى حين انتقده ترامب، واصفاً إياه بأنه مثل "مطاردة الساحرات" ضده وضد رئاسته. ويأتي قرار البيت الأبيض كذلك بعد تصويت مجلس الشيوخ بالإجماع، لصالح قرار يدعو إلى تسليم الشكوى إلى لجان الاستخبارات بالكونغرس.

وتتركز الشكوى حول إجراء ترامب لمكالمة هاتفية، في 25 يوليو/تموز مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ تشير إلى أن ترامب ضغط على زيلينسكي على الأقل ثماني مرات للعمل مع محاميه الشخصي، رودي جولياني، كي تُحقق بلاده مع نائب الرئيس السابق جو بايدن وابنه هنتر. وتقول تقارير إن الشكوى تشير أيضاً إلى "وعد" تقدّم به ترامب إلى زيلينسكي، ولكن ماهيّة هذا الوعد غير واضحة.

أدلة تدين ترامب 

وقد أثار طلب ترامب المزعوم غير المسبوق المتمثّل في أن تشوّه دولة أجنبية خصماً سياسياً قبل الانتخابات أجراس الإنذار بين جموع الديمقراطيين وأجهزة الأمن القومي، وأيّد عشرات الديمقراطيين في مجلس النواب عزل الرئيس مع انكشاف المزيد من التفاصيل الجديدة بشأن المكالمة الهاتفية المذكورة.

ويعدّ توقيت الطلب مثيراً للدهشة أيضاً؛ خاصّة أن ترامب قد علّق مساعدات عسكرية تبلغ قيمتها نحو 400 مليون دولار لأوكرانيا قبل أسبوع واحد من المكالمة الهاتفية، حسبما ذكرت صحيفة The Washington Post. 

ثم سمح ترامب بإرسال المساعدات في 12 سبتمبر/أيلول الجاري، بعد يوم واحد من طلب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف من ماغواير نسخة كاملة غير منقوصة من شكوى المبلغين.

ما قام به ترامب خيانة للأمن القومي 

وأكد الرئيس ذلك في تصريحاته يوم الثلاثاء، على أنه قرَّر حجب المساعدات قبل أيام من المكالمة التي أجراها مع زيلينسكي، لكنه نفى أن ذلك كان جزءاً من أي جهد يضغط على البلاد لتبذله في المقابل. بل قال إن شغله الشاغل في مسألة إرسال المساعدة العسكرية إلى أوكرانيا يكمن في أن هناك دولاً أخرى لم تدفع حصّتها العادلة أيضاً، وما زال هذا الوضع مستمراً.

ومع ذلك يبدو أنه اعترف يوم الإثنين 23 سبتمبر/أيلول، أن حزمة المساعدات كانت على الأقل -إلى حد ما- حاضرة في ذهنه أثناء المكالمة مع زيلينسكي.

وقال ترامب "من المهم للغاية التحدث عن الفساد، ولو لم تتحدّث عن الفساد، فلماذا تعطي المال لبلد تعتقد أنه فاسد؟ من المهم جداً أن تتحدث في بعض الأحيان إلى شخص ما عن الفساد" .

وانتقدت نانسي تصرفات ترامب يوم الثلاثاء، واصفة إياها بأنها "كشفت عن الحقيقة المشينة المتمثلة في خيانة الرئيس ليمين منصبه، وخيانة أمننا القومي، وخيانة نزاهة انتخاباتنا" .

ودعت الديمقراطيين فيما بعد "للطَّرْقِ على الحديد وهو ساخن" .

وقالت: "هذه قضية أمن قومي، ولا يمكننا أن ندعه يعتقد أن هذا أمر طبيعي، ومن ثمّ ها أنا هنا" .

وأصدر ماغواير، الذي يُتوقّع أن يدلي بشهادته أمام لجنة شيف في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بياناً في ضوء التطورات التي حدثت يوم الثلاثاء.

وقال: "في ضوء التقارير الأخيرة عن الشكاوى التي تقدّم بها مبلّغون، أودّ أن أوضح أنني أحمل على عاتقي مسؤولية التزامي بالقانون في كل خطوة على الطريق" .

وأضاف قائلاً: "أنا ملتزم بحماية المبلّغين، وضمان التعامل مع كل شكوى بالشكل المناسب، كما أتطلع إلى مواصلة العمل مع الإدارة والكونغرس لإيجاد حلٍّ بشأن هذه المسألة المهمة" .

تجدر الإشارة إلى أنه بعد إعلان بيلوسي، أصدر مكتب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض بياناً أدان فيه الديمقراطيين في مجلس النواب.

تحميل المزيد