مقاطع فيديو وتفاصيل لما حدث في “حرب العصابات” التي قتلت العشرات بسجن برازيلي

اندلعت حرب دموية بين عصابتين متناحرتين داخل سجن في مدينة ألتاميرا شمال البرازيل، تاركة وراءها 57 قتيلاً على الأقل، في مجزرة جديدة يشهدها أحد سجون المنطقة الاستراتيجية التي تتنازع عليها عصابات إجرامية لتهريب الكوكايين.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/30 الساعة 09:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/30 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
عشرات القتلى في حرب العصابات التي اندلعت بالسجن - رويترز

اندلعت حرب دموية بين عصابتين متناحرتين داخل سجن في مدينة ألتاميرا شمال البرازيل، تاركة وراءها 57 قتيلاً على الأقل، في مجزرة جديدة يشهدها أحد سجون المنطقة الاستراتيجية  التي تتنازع عليها عصابات إجرامية لتهريب الكوكايين. 

واندلعت المواجهات بين النزلاء لتجعل صباح يوم أمس الإثنين دموياً للغاية، فالحرب بين العصابتين شابتها عمليات قتل مروعة وبدا أنها كانت مقصودة، حيث قالت سلطات إدارة السجون إنها عثرت على جثث 16 سجيناً وقد قطعت رؤوسهم، بحسب ما ذكره موقع وكالة الأنباء الفرنسية. 

وأظهرت مقاطع فيديو جانباً من الأحداث العنيفة التي شهدها السجن، بدءاً من إشعار النيران في الزنزانات، مروراً بمشاهد أظهرت لحظات من المواجهات بين أفراد العصابات. 

لكن الصادم أكثر كانت لقطات فيديو انتشرت على الإنترنت لنزلاء في السجن، وهم يحتفلون بها ويركلون الرؤوس المقطوعة، وفقاً لوكالة رويترز، التي أشارت أيضاً إلى أنها لم تتمكن من التحقق على نحو مستقل من صحة التسجيل.

إحراق للزنازين

وقالت متحدثة باسم مصلحة السجون في ولاية بارا، حيث تقع مدينة ألتاميرا: "إنّها مواجهة بين أفراد عصابات متنافسة"، مشيرة إلى أنّ المواجهات بدأت قرابة الساعة السابعة (العاشرة بتوقيت غرينتش) وانتهت قبيل الظهر، في مركز ألتاميرا للإصلاح في قلب غابة الأمازون.

وقال جارباس فاسكونسيلوس حاكم ولاية بارا، إنّه "تمّ احتجاز حارسين رهينتين، لكن سرعان ما تمّ الإفراج عنهما، لأنّ الهدف كان إظهار أنّ ما يجري هو تصفية حسابات بين عصابات متناحرة وليس عصياناً للاحتجاج على ظروف الاحتجاز" .

وأضاف فاسكونسيلوس في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أنّ المواجهات اندلعت عندما تمكّن سجناء من التسلّل من جناحهم المخصّص لأفراد عصابة إجرامية محددة، والدخول إلى جناح مخصّص لأفراد عصابة إجرامية منافسة لعصابتهم أضرموا النار فيه.

ونقلت وكالة رويترز عن فاسكونسيلوس قوله إن "معظم القتلى سقطوا في الحريق"، مشيراً إلى أن ما حدث "كان عملاً موجهاً"، مضيفا أنه لم ترد أي إخباريات مسبقة تشير لوقوع هجوم وشيك.

وأظهر تسجيل فيديو تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي رؤوس سجناء وقد جرى تكويمها أمام حائط، قبل أن يبادر أحد السجناء إلى ركل أحدها كما لو أنّها كرة قدم. 

وفي تسجيل فيديو آخر بدت جثث متفحّمة على سطح ينبعث منه دخان كثيف أسود وسجناء مسلّحون بسواطير يتجوّلون في المكان.

واستنفرت السلطات عقب الحرب بين العصابتين في السجن، وقالت وزارة العدل في بيان إنه تمّ توفير أماكن في سجون فيدرالية مشدّدة الحراسة لنقل "القادة المتورّطين في التمرد" إليها.

طريق الكوكايين

وتفيد الأرقام الرسمية الأخيرة بأن سجون البرازيل تضم أكثر من 726 ألف شخص. ويحتل هذا البلد الذي تشهد سجونه باستمرار حوادث، المرتبة الثالثة عالمياً في عدد السجناء.

ورسمياً، تستطيع هذه السجون استيعاب 423 ألفاً و242 شخصاً، أي ثلاثة أخماس عدد السجناء الحالي في البرازيل، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 210 ملايين نسمة وتعد من الأعنف في العالم.

حوادث سابقة 

ولم تكن حادثة سجن التاميرا هي الأولى في البرازيل، ففي نهاية مايو/أيار الماضي، قُتل 55 سجيناً في مواجهات استمرت يومين في عدد من سجون ولاية أمازونيا بشمال البرازيل أيضاً.

وفي مطلع 2017، تسبّبت أعمال شغب دامية بمقتل نحو مئة سجين خلال شهر في عدد من ولايات شمال البلاد، قتل معظمهم بوحشية وقطعت رؤوس بعضهم، وانتزعت أحشاؤهم في بعض الأحيان.

وتنسب السلطات هذه المجازر إلى مواجهات بين عصابات متنافسة لتهريب المخدّرات تعتبر الشمال منطقة استراتيجية لنقل مادة الكوكايين التي يتم إنتاجها في كولومبيا وفنزويلا وبوليفيا، بحسب الوكالة الفرنسية. 

ألتاميرا تدفع الثمن 

وقال روبرت موغا، مدير معهد أيغارابي للأبحاث في ريو دي جانيرو، إن "المسؤولين البرازيليين ردوا على هذه الأزمات في نظام السجون دائماً ببناء مزيد من السجون والدعوة إلى عقوبات أقسى" .

وهو يرى أن الحل الأكثر فاعلية يتمثل في "البحث عن بدائل للسجون" لبعض المدانين في جرائم أقل خطورة من أجل خفض عدد السجناء.

وألتاميرا التي تبعد أكثر من 800 كيلومتر عن بيليم عاصمة ولاية بارا، تشهد مشاكل خطيرة تتعلق بانحسار الغابات وهي أراض يفترض أن تكون مخصصة لقبائل من السكان الأصليين ويستهدفها باستمرار مهربو الخشب وكبار ملاك الأراضي.

وشهدت هذه المدينة التي تضم نحو 110 آلاف نسمة، زيادة في عدد سكانها منذ بدء مشروع بيلو مونتي المحطة الكهرمائية التي يفترض أن ينتهي بناؤها في نهاية السنة الجارية.

ويتألف هذا المشروع من سد سيكون ثالث أكبر سدود العالم، ويتطلب نقل عشرات السكان الذين يعيشون على ضفاف شينغو، أحد روافد نهر الأمازون.

علامات:
تحميل المزيد