قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن العديد من السياسيين الألمان الذين تصدَّوا علناً لدعم اللاجئين تلقَّوا تهديداتٍ بالقتل منذ مقتل أحد حلفاء المستشاره أنجيلا ميركل الأيام الماضية، وتتعامل معها الشرطة باعتبارها جريمة قتل ذات دوافع سياسية.
ساسة ألمان يتلقون تهديدات بالقتل
وكشفت الصحيفة البريطانية أن رسالة بريد إلكتروني أُرسِلت إلى سياسيين ووسائل إعلام في مختلف أنحاء البلاد، مساء الثلاثاء 18 يونيو/حزيران 2019 حذَّرت من أنَّ القتل المزعوم للسياسي العضو بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فالتر لوبكه، الذي يُزعَم أنَّه قُتِل على يد رجل مرتبط باليمين المتطرف، كانت حادثة أولى ضمن سلسلة من عمليات "التطهير القادمة"، ودعت الرسالة إلى شن هجمات إرهابية على السياسيين ذوي التوجهات اليسارية واللاجئين واليهود في ألمانيا.
وذُكِر كلٌ من عمدتَي مدينة كولونيا وبلدية ألتينا الواقعة غرب البلاد بالاسم في الرسالة، وكان كلاهما ضحيةً لهجماتٍ بالسكاكين بسبب مواقفهما الداعمة للاجئين.
وكانت عمدة كولونيا هنرييت ريكر بالكاد نجت من الموت عام 2019 حين تعرَّضت لهجوم بسكين صيد من جانب أحد المتطرفين المنتمين لليمين المتطرف قال إنَّه كان يرغب بإرسال رسالة مناهضة لمسار الحكومة المتعلِّق بمسألة اللاجئين.
وتعرَّض أندرياس هولستاين، عمدة بلدية ألتينا، للطعن في الرقبة عام 2017 على يد رجل كان قد رفع صوته بالانتقاد لسياسة اللجوء الليبرالية التي تبنَّاها العمدة في البلدية الواقعة بولاية شمال الراين-فيستفاليا (نورد راين-فيستيفالن).
وأكَّد كلا العمدتين أنَّهما تلقَّيا تهديداتٍ بالقتل هذا الأسبوع.
ولم يُعلِّق متحدثٌ باسم الشرطة على ما إن كان هناك رابط مباشر مع مقتل لوبكه.
وذلك بعد مقتل أحد حلفاء أنجيلا ميركل
وكان عُثِر على العضو بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فالتر لوبكه الذي كان رئيساً للمجلس المحلي لمدينة كاسل، ميتاً في شرفة منزله ببلدة إستا قبل ما يربو على أسبوعين فقط. وألقت الشرطة القبض على مشتبه به يُدعى شتيفن إرنست والذي يتمتع بصلاتٍ مع متطرفين منتمين لليمين المتطرف وتعرَّض لإداناتٍ سابقة بهجمات ذات دوافع سياسية.
جاءت تهديدات القتل هذا الأسبوع بتوقيع "the musicians of the Staatsstreichorchester"، في تلاعبٍ بالكلمتين الألمانيتين "انقلاب" و "الأوركسترا الوترية". واستُخدِم نفس الاسم المستعار في مئات الرسائل التهديدية التي أُرسِلَت إلى صحفيين ومحامين وسياسيين وموظفين عموميين منذ ديسمبر/كانون الأول 2018.
وأُلقي القبض على رجل على صلةٍ بالتهديدات في أبريل/نيسان 2019 لكن يبدو أنَّ الرسائل الأخيرة تشير إلى شبكة وليس مجرد فرد وحيد.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية في مؤتمرٍ صحفي يوم الثلاثاء، إنَّ ما يقارب 13 ألف يميني متطرف عنيف يعيشون في ألمانيا، وهو رقم أكبر مما يمكن للأجهزة الأمنية مراقبته.
وصرَّحت إيرينه ميهاليتش، وهي سياسية بحزب الخضر الألماني، لصحيفة Die Tageszeitung الألمانية (المعروفة اختصاراً بصحيفة Taz) بأنَّ آخر التهديدات بالقتل تشير إلى "تصعيدٍ جديد للتحريض والعنف من جانب اليمين المتطرف".