أماندا نوكس المدانة بقتل زميلتها الجامعية تتهم الإعلام بتصويرها كآكلة لحوم بشر

نقلت صحيفة The Guardian البريطانية عن أماندا نوكس، المدانة مرتين بتهم قتل في إيطاليا، قولها إن وسائل الإعلام تصوّرها على أنَّها "آكلة لحوم بشر قذرة"

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/16 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/16 الساعة 14:36 بتوقيت غرينتش
أماندا نوكس، المدانة مرتين بتهم قتل في إيطاليا/ رويترز

نقلت صحيفة The Guardian البريطانية عن أماندا نوكس، المدانة مرتين بتهم قتل في إيطاليا، قولها إن وسائل الإعلام تصوّرها على أنَّها "آكلة لحوم بشر قذرة"، أثناء مُحاكمتها بتهمة قتل الطالبة البريطانية مرديث كيرتشر،  وهو ما ترفضه كليةً.

أماندا نوكس مدانة بالقتل مرتين في إيطاليا

وحسب الصحيفة البريطانية، فقد أُدينت أماندا، 31 عاماً، مرتين، بتُهمة قتل الطالبة البريطانية مرديث كيرتشر 21 عاماً، داخل مسكنهما المشترك في مدينة بيروجيا الجامعية الإيطالية، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007، قبل أن تحصل على البراءة في المرتين.

وعادت أماندا إلى إيطاليا هذا الأسبوع، للمرة الأولى، منذ إطلاق سراحها من السجن في عام 2011، من أجل المشاركة في مُناظرةٍ بعنوان "محاكمةٌ أمام وسائل الإعلام" ضمن فعاليات مهرجان العدالة الجنائية في مودينا.

وقال فرانشيسكو ماريسكا، محامي مرديث، في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، إنَّ ظهور أماندا العلني يُؤلِمُ أسرة الضحية.

وأضاف ماريسكا: "ينبُع كل هذا الإصرار والظهور من رغبتها في إبقاء الأنظار مُسلطةً عليها فقط. تُمثِّل جريمة القتل ذكرى مأساوية بالنسبة لأسرة مرديث، إذ فقدوا ابنتهم وأختهم بطريقة فظيعة. وما يزال الأمر ينطوي على ظُلمٍ بالنسبة لهم، لأنَّهم لم يعرفوا الحقيقة الكاملة حتى الآن".

وقال إنَّ عودة أماندا إلى إيطاليا ومُشاركتها في المؤتمر كانت خُطوةً غير لائقة، مضيفاً: "إنَّه تصرُّف غير مبرر، لأنَّ قضيتها لم تكن حالة (خطأ قضائي) تقليدية، إذ تباينت القرارات بهذا الشأن، وبَتَّ بعض القضاة في القضية بطريقة، وبتّ فيها آخرون بطريقةٍ أخرى".

وتحدثت أماندا، التي تُعلِن براءتها دائماً، عن اللحظة التي أُدينت فيها للمرة الأولى وحُكِم عليها بالسجن لمدة 26 عاماً في عام 2009.

وقالت أمام قاعةٍ مكتظة في يوم السبت 15 يونيو/حزيران: "لم تُنقذني براءتي لأنَّ وسائل الإعلام اختلقت قصة… وأحبّ الناس تلك القصة، كُنت أُوصَف بفوكسي نوكسي، آكلة لحوم البشر القذرة".

واتّهمت أماندا وسائل الإعلام باختلاق قصص "ذات عناوين تلفت الانتباه" أثناء سجنها، بدلاً من فحص أدلة القضية، وتحدَّثت أيضاً عن أسرتها التي عذَّبتها الصحافة.

واتّهمت أماندا وسائل الإعلام باختلاق قصص حول قضيتها

فحسب الصحيفة البريطانية، قالت أماندا: "لم أُعامل مُعاملة البريئة حتى تثبت إدانتي، بل كنت عاهرةً مُخدَّرة تُدرك ما تفعله، وهو أمرٌ لا أساس له من الصحة، لكنه أيقظ مُخيِّلة الرأي العام. ووصلت هذه الصور المثيرة والتشهيرية إلى قاعة المحكمة أيضاً، إذ كانت التحقيقات مُلوَّثةً وكانت هيئة المُحلَّفين فاسدة. وكان من المستحيل بالنسبة لي أن أُحاكم محاكمةً عادلة، ودخل رودي غيدي السارق إلى المنزل واغتصب وقتل زميلتي مرديث، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007. وكانت هناك آثارٌ من حمضه النووي في موقع الجريمة، قبل أن يَفِرَّ هارباً من البلاد. وحُوكِمَ غيدي وأُدين بارتكاب الجريمة، ولم يسمع أحدٌ تقريباً باسم رودي غيدي، رغم الاهتمام الكبير (بهذه القضية تحديداً)، لأن كل التركيز كان مُركَّزاً حولي".

وعُثِرَ على جثة مرديث، وهي طالبةٌ من كولسدون في مُقاطعة سوري وكانت في إيطاليا ضمن منحة "برنامج إيراسموس"، تحت لحافٍ في غرفة نومها وهي شبه عارية ومُصابة بعِدَّة طعنات.

وأمضت أماندا ورافاييل سوليسيتو، صديقها السابق، أربع سنوات في السجن بعد إدانتهما بالقتل في البداية. وقضت أماندا وحدها ثلاثاً من سنواتها الأربع نتيجة إدانتها بتهمة التشهير إثر اتّهامها الخاطئ لباتريك لومومبا، مالك حانة، بارتكاب الجريمة.

وأمضى لومومبا أسبوعين في السجن، ثُم أُطلِقَ سراحه بعد أن قدَّم أحد الأشخاص دليلاً يُثبِتُ عدم وجوده في مكان الجريمة.

وقالت أماندا للمحققين إنَّها "غَطَّت أذنيها أثناء ارتكابه (لومومبا) جريمة القتل"، ولكنها أضافت في وقتٍ لاحق أنَّها قالت ذلك تحت إكراه الشرطة.

وأوضحت نوكس، السبت، أنَّها تراجعت عن الاتهام بعد ساعاتٍ من تقديمه، لكن الشرطة تجاهلت ذلك. وقالت: "أُلقِيَ القبض على باتريك ورافاييل وأنا. وفي اليوم التالي نظمت الشرطة مؤتمراً صحفياً لتقول إنَّ القضية أُغلِقَت".

وقال كارلو باتشيلي، المحامي الذي مثَّل لومومبا، لصحيفة The Observer البريطانية، إنَّ مُوكِّله لم يحصل على تعويضٍ نتيجة التشهير الذي تعرَّض له. وأضاف باتشيلي: "وقع باتريك ضحيةً للتشهير من قِبَل أماندا نوكس، ولهذا السبب سُجِنَت ثلاث سنوات لأنَّها اتَّهمت رجُلاً كانت تعرف أنه بريء، ولم تعتذر له أبداً، إنَّه أمرٌ مُشين".

ورغم أن أماندا حصلت على البراءة في 2011، فإن القضية ما زال لها تأثير

وحصلت أماندا وسوليسيتو على البراءة في عام 2011، قبل إدانتهما مرةً أخرى في عام 2014 من قِبَل محكمة الاستئناف في فلورنسا. إذ قضت المحكمة بأنَّ حجم الإصابات التي لحقت بمرديث كانت أكبر من أن يقوم بها غيدي، الإيفواري الذي يقضي فترة العقوبة بتهمة القتل بمفرده. وألغت أعلى محكمةٌ في إيطاليا الإدانات في حكمٍ نهائي عام 2015، بسبب "الثغرات الصارخة" في سير التحقيقات.

وتعرَّضت مُنظمة Innocence Project الإيطالية، التي نظَّمت الحدث، للانتقاد نتيجة دعوتها أماندا للمشاركة في الحدث.

وقال غيدو سولا، المحامي في المنظمة: "حصلت أماندا على دعوةٍ لأنَّها رمز للمحاكمة أمام وسائل الإعلام. وهي إنسانةٌ حرة تتحدَّث عن تعرُّضها للنقد على الصفحات الأولى وانتهاك خصوصيتها".

ووصفت أماندا مرديث بأنَّها "فتاةٌ رائعة"، وأنَّها استمتعت بصداقتهما "لفترةٍ وجيزةٍ للغاية"، وأعربت عن تعازيها للأسرة.

ولا ترُدُّ أسرة مرديث عادةً على تصريحات أماندا، التي يُقال إنَّها كسبت 3.5 مليون جنيه إسترليني (4.4 مليون دولار) من بيع مذكراتها، ومشاركتها في فيلمٍ وثائقي لـNetflix حول القضية في عام 2016، وكونها موضوعاً لكتب وأفلام أخرى.

وقالت: "لا يوجد نظام مثالي، وهذه القضية لم تكُن مثالية، كان هناك الكثير من الالتباس، واضطرت أسرة مرديث أن تعيش وسط هذا القلق بمعلومات كاذبة… أنا آسفةٌ لهم، لكن القاتل في السجن".

علامات:
تحميل المزيد