أعلنت "قوى الحرية والتغيير"، التي تقود الاحتجاجات بالسودان، تعليقَ العصيان المدني، الثلاثاء 11 يونيو/حزيران 2019، مؤكدة أنَّه "نجح بصورة باهرة".
المعارضة السودانية تعلق العصيان الشامل
قالت قوى الحرية والتغيير، في بيانٍ، إن "العصيان المدني الذي استمرَّ لثلاثة أيام نجح بصورةٍ باهرة، وهو علامة بارزة في هذا المسار الذي سيتواصل حتى نقل السلطة".
وأشارت إلى انخراطها في سلسلة اجتماعات حول المسار السياسي والميداني في المرحلة الحالية والمقبلة "في طريق مراكمة العمل الشعبي الواسع لنقل مقاليد الحكم الذي مهرته الدماء الزكية، التي لن يفرّ سافكوها بغير عقاب".
وأوضحت أن "تجربة العصيان المدني ستظلّ بارزة في تاريخ المقاومة السلمية، فخلال ثلاثة أيام من الصمود التاريخي تم تنفيذ العصيان بنسبة مرتفعة جداً وعلى جميع المستويات الحيوية في جميع المدن السودانية".
ولفتت إلى أن "هذا الإجماع المدني غير المسبوق هو بمثابة رسالة واضحة للمجلس العسكري، حول مكامن قوة وجبروت الشعب السوداني، حيث تكبَّد المجلس العسكري خسائرَ سياسية جمّة بما لا يُقاس".
وشدَّدت على أن "وحدتنا وسلميتنا هما طريقنا نحو الخلاص، فإزالة سلطة مكثت على صدورنا لثلاثين عاماً تتطلب عبور جبال من المشاق، سنتجاوزها بإرادة لن تنكسر".
ويأتي ذلك بعد إعلان المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، في بيان اليوم، أن جماهير الشعب رفضت دعوات العصيان المدني، موجهاً الشكر للسودانيين على رفضهم "الدعوات الرامية إلى تعكير صفو الحياة العامة وتعطيل مصالح الناس".
ووافقت على البدء في استئناف التفاوض من جديد
حيث ذكر المبعوث الإثيوبي إلى السودان، أن الأطراف السودانية وافقت على مواصلة المباحثات بشأن تشكيل مجلس سيادي انتقالي بناء على ما تم الاتفاق عليه.
وأبلغ المبعوث الخاص محمود درير الصحفيين في الخرطوم، بأن المجلس العسكري وافق على إطلاق سراح السجناء السياسيين كبادرة لبناء الثقة.
وكانت المحادثات بين المجلس العسكري الحاكم وتحالف من جماعات الاحتجاج والمعارضة قد انهارت بعد فضٍّ عنيف للاعتصام، في الثالث من يونيو/حزيران 2019، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
فيما دعت الأمم المتحدة إلى وقف العنف ضد المتظاهرين
حيث قالت الأمم المتحدة، إنها تتابع "بقلق بالغ التطورات على الأرض في العاصمة السودانية الخرطوم"، وتدعو السلطات هناك إلى "الكفّ عن الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وأوضح دوغريك: "نريد أن نرى نهاية فورية للاستخدام المفرط للقوة، ونطلب من السلطات المعنية التوقف عن اعتقال الأشخاص المدنيين الذين لديهم دور مهم في عملية المفاوضات بين المعارضة والمجلس العسكري".
وأضاف: "نواصل بقلق بالغ متابعة الموقف على الأرض في الخرطوم، حيث يتعين العمل على عملية انتقال سلمي للسلطة إلى المدنيين".
وأعلنت أبوظبي أنها تتواصل مع المعارضة والجيش
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة الثلاثاء 11 يونيو/حزيران 2019، إن بلاده لا تزال تتواصل مع المعارضة السودانية والمجلس العسكري.
وأضاف قرقاش أن هدف الإمارات هو دعم استقرار السودان "والانتقال السياسي المنظم والسلس".
ولم يتضح بعد إن كانت الإمارات تلعب أيّ دور محدد، في الوقت الذي تحاول فيه المعارضة الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين، لكنها سبقت وتعهَّدت بتقديم المساعدات المالية والدعم للمجلس العسكري.