واشنطن قلقة من تعاون «القوى التحريفية».. البنتاغون حذَّر ترامب من نفوذ روسيا وإيران الزاحف في الشرق الأوسط

في الوقت الذي تُصعِّد فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على إيران، تحذر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) روسيا وإيران من التعاون في الشرق الأوسط، لأنَّ ذلك قد يزيد من زعزعة استقرار المنطقة، على حد قول مسؤولةٍ بارزة في الوزارة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/03 الساعة 20:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/03 الساعة 20:38 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي بوتين ونظيره الإيراني روحاني/ رويترز

في الوقت الذي تُصعِّد فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على إيران تحذر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) روسيا وإيران من التعاون في الشرق الأوسط، لأنَّ ذلك قد يزيد من زعزعة استقرار المنطقة، على حد قول مسؤولةٍ بارزة في الوزارة.  

مجلة Foreign Policy الأمريكية قالت إنه في فعاليةٍ أُقيمت بالعاصمة الأمريكية واشنطن، الخميس 30 مايو/أيار 2019، حذَّرت كاثرين ويلبارغر، القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، من نفوذ روسيا وإيران الزاحف في الشرق الأوسط، قائلةً إنَّ كلا البلدين له "طموحات تحريفية" ستضر شركاء الولايات المتحدة بالمنطقة.

وقالت ويلبارغر: "حتى في ظل فهم انعدام الثقة التاريخي بين موسكو وطهران، يجب على الولايات المتحدة والمنطقة أن تنتبها إلى تعاون القوى التحريفية. لذا نراقب هذه العلاقة من كثب".

روسيا شريك "غير جدير بالثقة وغير أمين"

وكذلك انتقدت ويلبارغر روسيا بشدة، لتواصل بذلك سياسة الإدارة الأمريكية المتمثلة في توجيه تصريحاتٍ حادة إلى موسكو، حتى مع امتناع ترامب في كثيرٍ من الأحيان، عن انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً.

إذ وصفت ويلبارغر روسيا بأنَّها شريك غير جديرٍ بالثقة وغير أمين، مضيفةً أنَّ علاقة موسكو بإيران على وجه الخصوص، تعد مثالاً على هذا النفاق.

وقالت ويلبارغر: "مساعي روسيا إلى نيل رضا جميع الأطراف الفاعلة الإقليمية -بصرف النظر عن العداوات الإقليمية والمصالح الوطنية المتضاربة- هي استراتيجية من المرجح أن تؤدي إلى التباعد وانعدام الثقة.

فبالسعي إلى التماشي مع جميع الأطراف في النزاعات الإقليمية، تُظهِر روسيا أنَّه لا يمكن الوثوق بها عند الحاجة إلى اتخاذ خيارات حقيقية أو اكتساب أصدقاء حقيقيين".

هذا وتأتي تصريحات ويلبارغر، التي يبدو أنها تهدف إلى إثارة خلافٍ بين إيران وروسيا -التي تعد طرفاً فاعلاً مؤثراً بالشرق الأوسط- في الوقت الذي تهدف فيه إدارة ترامب إلى الضغط على طهران اقتصادياً وعسكرياً.

فبعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أُبرم في عام 2015، أعادت في الأسابيع الأخيرة فرض عقوباتٍ على إيران، وأدرجت فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية، ونشرت قواتٍ ومعدات عسكرية إضافية في الخليج رداً على تهديدٍ غير محدد.

مع العلم أن موسكو تدرك مخاوف واشنطن

ومن جانبها يبدو أنَّ روسيا تُدرك المخاوف الأمريكية بشأن علاقتها بإيران، إذ ذكرت تقارير أنَّ موسكو رفضت طلب طهران شراء منظومة إس-400 الدفاعية الصاروخية، بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط.

وحذَّر مارك كاتز، الأستاذ في جامعة جورج ميسون، من أنَّ شركاء الولايات المتحدة الإقليميين الذين يأملون أن تضع موسكو حداً لتصرفات طهران في الشرق الأوسط سيَخيب أملهم على الأرجح، مؤكداً أنَّ الدولتين تتعاونان معاً في المنطقة بالفعل.

وقال كاتز: "نحتاج إقناع حلفائنا بالشرق الأوسط وفي مناطق أخرى بأنَّ روسيا وإيران معاً تمثلان مشكلة بالنسبة لنا. ويجب على أولئك القلِقين من إيران في الشرق الأوسط أن يفهموا أن العمل مع روسيا لن يساعدهم بالضرورة في حل مشكلتهم مع إيران".

وأشارت ويلبارغر كذلك إلى أنَّ الجيش الروسي مُقيَّد بقيودٍ كبيرة، مشيرة إلى أنَّ موسكو تتجنب الدخول في "مواجهة عسكرية حقيقية" حتى ولو في مصلحة تلك الدول التي وعدت بالدفاع عنها.

فعلى سبيل المثال، تُواصل الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا إضعاف المواقع الإيرانية دون ردٍّ من روسيا، وفي الوقت نفسه، لم ترُد روسيا على الضربات التي شنتها أمريكا على سوريا رداً على استخدام النظام السوري أسلحةً كيماوية.

والقلق الأمريكي يتزايد برغبة البعض في شراء السلاح الروسي

وأكَّدت أنَّ الولايات المتحدة، على النقيض من ذلك، تحتفظ بعشرات الآلاف من القوات في المنطقة بقواعد متعددة.

وحذَّرت ويلبارغر حلفاء الولايات المتحدة كذلك من شراء الأسلحة من روسيا، قائلةً إنَّ هذه الصفقات -عكس الصفقات العسكرية مع الولايات المتحدة- لا تتضمَّن التزاماتٍ طويلة الأجل مثل الصيانة والتدريب والتوافق التشغيلي.

وسلَّطت الضوء على القانون الأمريكي الذي يفرض عقوباتٍ على البلدان التي تشارك في صفقات أسلحة كبيرة مع روسيا، أو ما يُسمَّى قانون مكافحة أعداء أمريكا بالعقوبات.

وقالت: "هذا القانون موجودٌ لسبب وجيه، إذ تسعى روسيا إلى استغلال نقاط الضعف لدى الشركاء والتحديات الإقليمية لمصلحتها"، مشيرةً إلى أنَّ الولايات المتحدة ستواصل استخدام العقوبات التي يفرضها هذا القانون إذا لزم الأمر.

واستغلت ويلبارغر الفرصة لتوجيه تحذيرٍ ضمني إلى تركيا بأنَّ الولايات المتحدة قد تفرض عقوباتٍ بموجب هذا القانون إذا واصلت أنقرة تنفيذ خطتها الرامية إلى شراء منظومة إس-400 الصاروخية الروسية، التي يقول مسؤولون أمريكيون إنَّها تُشكِّل تهديداً للطائرات المقاتلة من طراز إف-35.  

إذ قالت: "إكمال هذه الصفقة سيسفر عن آثارٍ مُدمِّرة. لنكن واضحين، منظومة إس-400 منظومة روسية مصممة لإسقاط الطائرات مثل F-35، ومن المستحيل أن نتخيل أن روسيا لن تستغل الفرصة لتجميع المعلومات عن هذه الطائرات في حال تم تنصيبها بتركيا".

تحميل المزيد