أدَّت الحملة الأمريكية ضد شركة هواوي لأن تفكِّر بعض الدول مرتين قبل استخدامها منتجات الشركة الصينية، لكنَّ ماليزيا ليست من بين تلك الدول.
إذ قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد يوم الخميس الماضي، 30 مايو/أيار 2019، في طوكيو: "نحاول أن ننتفع بتكنولوجيا هواوي بأقصى ما يمكن"، قبل أن يمتدح براعة هواوي في مجال البحث العلمي، وفق ما نقلت شبكة CNN الأمريكية.
"هواوي" في ماليزيا
في وقتٍ سابق من العام الجاري، دخلت هواوي في شراكةٍ مع شركة تشغيل الهواتف الجوَّالة الماليزية Maxis لإجراء تجارب بتكنولوجيا الجيل الخامس في البلاد. وكذلك تبيع هواوي هواتفها الذكية في ماليزيا ولها مقرٌّ فيها، وفقاً لموقع هواوي.
وألمح مهاتير إلى أنَّه من المستبعد أن تتخذ حكومته إجراءً صارماً ضد شركة هواوي، حتى رغم اعترافه بالمخاوف الأمنية المطروحة حول أعمال الشركة.
وقال رئيس الوزراء: "نحن أصغر من أن يكون لنا تأثيرٌ على الشركة. نعم، يُحتمَل أن تكون الشركة تمارس بعض أعمال التجسس. لكن ماذا هناك ليتجسَّسوا عليه في ماليزيا؟ نحن كتابٌ مفتوح".
فيما قال غلين شلوس، وهو متحدثٌ باسم شركة هواوي، يوم الجمعة 31 مايو/أيار: "لم يُطلَب منَّا يوماً أن نمنح أحداً إمكانية الوصول للتكنولوجيا التي نصنعها، ولا أن نوفّر أية بياناتٍ أو معلوماتٍ عن أي مواطن أو منظمة أو حكومة".
حرب أمريكا مع "هواوي"
شنَّت إدارة ترامب على مدار الشهور الأخيرة حملةً ضد شركة هواوي، إذ حظرت على الشركات الأمريكية أن تبيع أية مكوناتٍ للشركة المصنعة لمعدَّات الاتصالات، وحثَّت حلفاءها ألَّا يستخدموا منتجاتها في شبكات الاتصالات العاملة بتكنولوجيا الجيل الخامس 5G.
إذ تزعم الولايات المتحدة أنَّ بكين قد تستخدم معدَّات هواوي للتجسس على دولٍ أخرى، وهو اتهامٌ أنكرته الشركة مراراً.
ويُجبر هذا النزاع الحكومات ومقدِّمي خدمات الاتصالات على اختيارٍ صعب بشأن استخدام معدَّاتٍ من تصنيع شركة هواوي في شبكات الجيل المقبل من الاتصالات. وقد أعلن عددٌ من كبرى شركات الاتصالات بالفعل استبعادها استخدام منتجات هواوي.
ففي هذا الأسبوع، خسرت هواوي أمام شركتي إريكسون السويدية ونوكيا الفنلندية في التنافس للحصول على عقود تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس من شركة الاتصالات اليابانية SoftBank، والتي كانت قد شاركت هواوي من قبل في إجراء تجارب بتكنولوجيا الجيل الخامس.
الضغط الأمريكي مستمر دون تهاون
ومن جانبها، لا يبدو مِن الحملة الأمريكية أي علاماتٍ على التهاون.
فقد حظرت إدارة ترامب بالفعل على الوكالات الحكومية استخدام التكنولوجيا التي تُصنِّعها هواوي.
وفي وقتٍ سابق من الشهر الماضي، أدرجت الإدارة الأمريكية اسم شركة هواوي على لائحة الشركات الأجنبية التي تُعد خطرةً على الأمن القومي الأمريكي أو مصالح السياسة الخارجية. وهذه الخطوة تمنع الشركات الأمريكية عملياً من التعامل مع هواوي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يوم الجمعة 31 مايو/أيار، إنَّ الجهود الأمريكية مُعدَّة "لضمان إمكانية الثقة بالشبكات التي تسري فيها المعلومات الأمريكية، كيلا ينتهي بها الأمر بين أيدي الحزب الشيوعي الصيني".
وأخبر وزير الخارجية المراسلين في ألمانيا: "الأمر بهذه البساطة".
لكنَّ مهاتير لديه رأيٌ آخر
قال رئيس الوزراء الماليزي إن التوتُّر المتزايد يحرُّكه على الأغلب "التقدُّم الهائل" الذي تحرزه الشركة الصينية مقارنةً بالتكنولوجيا الأمريكية.
وأضاف: "إذا كنتَ تريد وضعاً تكون فيه دائماً في الصدارة، لكنَّك الآن لستَ المتقدِّم، فتقرر حظر المنافس.. هذه ليست منافسةً شريفة".
وتابع: "علينا قبول حقيقة أنَّ الولايات المتحدة لن تكون للأبد الدولة العليا في العالم التي تملك أفضل تكنولوجيا".