ذكرت الأمم المتحدة ومنظمة طبية، الخميس 23 مايو/أيار 2019، أن آلافاً آخرين من السكان في شمال غربي سوريا فروا من القتال المستعر هناك، في ظل هجوم مضاد تشنه فصائل المعارضة المسلحة، بعد حملة لقوات النظام السوري على آخر جيب كبير تسيطر عليه المعارضة، ووصل العدل إلى 200 ألف نازح سوري جديد بسبب المعارك.
وبدأ رئيس النظام السوري بشار الأسد، في نهاية أبريل/نيسان 2019، حملة قصف عنيف على إدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة لها، قائلاً إن المسلحين خرقوا الهدنة.
وأوقفت المعارضة، هذا الأسبوع، جانباً من التقدم الحكومي، على جبهة القتال الرئيسة، مستعيدةً بلدة كفر نبودة.
وقوات بشار الأسد مدعومة من القوة الجوية الروسية، في حين يساند معارضون تدعمهم تركيا، الجماعة المعارضة الرئيسة التي تهيمن على إدلب.
واستعاد الأسد بعد مرور ثماني سنوات على اندلاع الحرب الأهلية، السيطرة على معظم مناطق سوريا، في حين انحصر وجود المعارضة المسلحة بشمال غربي البلاد.
وتسيطر جماعات المعارضة التي تدعمها تركيا، على شريط من الأرض على الحدود، في حين يهيمن مقاتلون يقودهم الأكراد على الشمال الشرقي.
200 ألف من النازحين السوريين يفرون من المعارك
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، إن القتال شهد زيادة كبيرة في الضربات الجوية هذا الأسبوع، حيث سقطت قنابل على بلدات وقرى بأنحاء الجزء الجنوبي من الجيب.
وأضاف المرصد أن نحو 600 ضربة جوية استهدفت جيب المعارضة الخميس 23 مايو/أيار 2019؛ وهو ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين.
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص فروا من العنف منذ نهاية أبريل/نيسان 2019، وهُم في حاجة مُلحَّة للغذاء والحماية.
وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، الذي يقدم المساعدة للمنشآت الصحية، إن عدد النازحين هذا الشهر ارتفع إلى أكثر من 300 ألف.
وأضاف أن معظمهم يلجأ إلى مناطق على الحدود مع تركيا، حيث تقام مخيمات عند الجدار الحدودي.
بيد أن 44 ألف شخص انتقلوا إلى عاصمة محافظة إدلب و50 ألفاً آخرين إلى معرة النعمان، وهي بلدة كبيرة أخرى، قال المرصد إن ضربة جوية استهدفت سوقاً بها، أودت بحياة 12 شخصاً ليل الثلاثاء.
وقال المرصد وخدمات إنقاذ إن القصف شمل ضربات جوية بكل من الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة.
مع استمرار قصف قوات النظام السوري للمنشآت المدنية
وذكرت الأمم المتحدة أن 20 هجوماً استهدفت منشآت الرعاية الصحية وسيارة إسعاف واحدة منذ نهاية أبريل/نيسان، وهو ما أخرج 19 منشأة تخدم ما لا يقل عن 200 ألف شخص من الخدمة. وأضافت أن بعضها تعرض للقصف أكثر من مرة.
وقال المرصد أن 669 شخصاً قُتلوا منذ نهاية أبريل/نيسان، منهم 209 مدنيين. وأفاد اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية بأن 229 مدنياً قُتلوا في تلك الفترة.
وذكر مقاتلو المعارضة الذين يخوضون قتالاً في الحافة الغربية الجبلية من الجيب، الأحد الماضي، إن الجيش قصفهم بغاز سامٍّ، وهو ما جعل بعضهم يشعر بأعراض الاختناق.
وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أنها ستردُّ، "على نحو سريع ومتناسب"، إذا ثبت ذلك.
غير أن المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا قال الأربعاء 22 مايو/أيار 2019، إن واشنطن لم تتأكد بعدُ من استخدام الغاز السام. وقال معارضون إنهم لم يوثقوا الهجوم، لتعرُّضهم للقصف حين وقع. وتنفي الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية.