غضب، واستياء، واعتقالات للطلاب، بهذه الأجواء يؤدي الطلاب المصريون في مرحلة التعليم الثانوي امتحانات الفصل الثاني من العام الدراسي، الذي شهد تغييراً كبيراً بعد اعتماد النظام الإلكتروني الجديد "التابلت"، بدلاً من الورق.
ومثّل النظام الجديد صدمةً للطلاب الذي تجمهر المئات منهم في محافظات مصرية، وخرجوا في مظاهرات نادرة للاحتجاج على أزمات تعطل "الامتحان الإلكتروني" (نظام التابلت) في بلدهم، وسط انتقادات للتعامل الأمني ضد بعضها.
وبدأت وزارة التعليم بمصر قبل أيام امتحانات إلكترونية في نهاية العام الدراسي، لطلاب الصف الأول الثانوي (مرحلة ما قبل الجامعة) بعد تجارب سابقة صاحبتها أعطال لم تسلم من انتقادات من أولياء الأمور؛ خوفاً على مستقبل أبنائهم، وسط تطمينات رسمية مستمرة.
وخرج أمس الثلاثاء مئات الطلاب للاحتجاج في سوهاج، وعدد من مراكز محافظة الدقهلية بعد انتهاء امتحانات اللغة الفرنسية، وقالت صحيفة "المصري اليوم"، إنهم طالبوا بإقالة وزير التربية والتعليم بسبب ما لحق بهم من أضرار.
وواجه طلاب الصف الأول الثانوي الذين يصل عددهم إلى نحو 600 ألف طالب على مستوى الجمهورية، أزمة تعطل النظام الإلكتروني، خلال امتحان اللغة العربية، يوم الأحد الماضي.
وقال موقع "مصراوي" إنه لم يتمكن سوى 128 ألف طالب فقط من أداء الامتحان إلكترونياً، بحسب تصريحات وزارة التربية والتعليم، فيما اتجهت معظم المدارس للامتحان الورقي البديل.
وبحسب مقاطع فيديو متداولة ردد مئات الطلاب، الثلاثاء، متفرقين بعدد من شوارع محافظات مصر هتافات متعلقة بانتقاداتهم للنظام التعليمي الجديد الإلكتروني قائلين: "نظام فاشل"، "يسقط النظام"، "شمال يمين عايزين (نريد) نظام قديم"، "يا اللي (من) بتسأل احنا مين، احنا الطلبة المظلومين".
وردت قوات الأمن المصرية على الاحتجاجات بضرب واعتقال عدد من الطلاب المحتجين عند مراكز الامتحانات، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقوبل رد قوات الأمن ضد الطلاب بانتقادات واسعة، حيث قال حزب العيش والحرية "تحت التأسيس" (يساري بمصر) في بيان مساء الثلاثاء، إنه "يدين العنف الأمني ضد طالبات وطلاب الصف الأول الثانوي"، متحدثاً عن وجود حالات توقيف لطلاب شاركوا في التظاهرات، دون تفاصيل عن الأرقام أو صدور تعليق رسمي.
وأكد الحزب أن "هناك عواراً ونقصاً حاداً في رؤية التربية والتعليم"، مشيرين إلى "أزمات وقوع السيستيم (عطل بالنظام الإلكتروني)".
ولم تعلق السلطات المصرية على تلك التظاهرات الطلابية النادرة، خاصة مع حديث نشطاء عن فرض قيود على خروج التظاهرات السنوات الأخيرة، وهو اتهام ترفضه الحكومة وتؤكد أنها إجراءات تنظيمية لا تفرض قيوداً.
وقالت وسائل إعلام مصرية محلية، أمس الثلاثاء، إن اجتماع مجلس الوزراء المصري، سيناقش اليوم الأربعاء في اجتماعه الأسبوعي المعتاد تقارير عدة بينها المتعلقة بامتحانات نهاية العام لا سيما امتحانات الصف الأول الثانوى، دون تفاصيل أكثر.
وعادة ما تؤكد وزارة التعليم أنها مستمرة في العمل بالنظام الإلكتروني الجديد، وتلافي أي عيوب، واللجوء مؤقتاً حال تعثر النظام الجديد للامتحان الورقي، والحديث عن أداء أغلب الطلاب الذين يقدر عددهم بأكثر من 600 ألف للامتحان إلكترونياً.