قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ترى دلائل على أن حكومة نظام بشار الأسد ربما تكون قد شنت هجمات بأسلحة كيميائية، منها هجوم بغاز الكلور في شمال غرب سوريا وقع يوم الأحد الماضي.
وحذرت أمريكا، أمس الثلاثاء 21 مايو/أيار 2019، نظام الأسد من أن واشنطن وحلفاءها سيردون "على نحو سريع ومتناسب" إذا ثبت استخدام الأسلحة الكيميائية.
وكانت المعارضة السورية قد أعلنت يوم الأحد الفائت أن قوات النظام قصفت بغاز "الكلور" السام تلة "الكابينة" في ريف اللاذقية الشمالي، دون أن تشير إلى وقوع إصابات جراء الهجوم.
دلائل على استخدام الكيماوي
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، مورغان أورتاجوس، في بيان: "للأسف، ما زلنا نرى دلائل على أن نظام الأسد ربما يكون قد استأنف استخدامه للأسلحة الكيميائية، بما في ذلك هجوم مزعوم بغاز الكلور في شمال غرب سوريا صباح يوم 19 مايو".
وأضافت: "ما زلنا نجمع معلومات بشأن هذه الواقعة، لكننا نكرر تحذيرنا من أنه إذا كان نظام الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية فسترد الولايات المتحدة وسيرد حلفاؤنا على نحو سريع ومتناسب".
وقالت إن الهجوم المزعوم جزء من حملة عنيفة تشنها قوات الأسد وتنتهك وقفاً لإطلاق النار كان بمثابة حماية لملايين المدنيين في منطقة إدلب الكبرى.
وجاء في البيان أيضاً أن "هجمات النظام على تجمعات سكانية في شمال غرب سوريا لا بد أن تنتهي.. وتكرر الولايات المتحدة تحذيرها الذي أطلقه الرئيس ترامب أول مرة في سبتمبر 2018، من أن أي هجوم يستهدف منطقة عدم التصعيد في إدلب سيكون تصعيداً طائشاً يهدد بتقويض استقرار المنطقة".
وقصفت إدارة الرئيس دونالد ترامب مواقع لقوات النظام في سوريا مرتين، في أبريل/نيسان 2017 وأبريل/نيسان 2018، بعدما قالت واشنطن إن النظام شن هجوماً بالكيماوي ضد سوريين معارضين له.
وفي سبتمبر أيلول/الماضي، قال مسؤول أمريكي كبير إن هناك أدلة على أن قوات النظام تجهز أسلحة كيميائية في إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا.
استخدام الكيماوي في المعارك
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، شون روبرتسون، في بيان: "على نظام الأسد ألا يعيد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.. ويجب ألا يكون هناك أدنى شك في عزمنا على التحرك بقوة وبسرعة إذا استخدم نظام الأسد هذه الأسلحة مرة أخرى في المستقبل".
واتهم بيان وزارة الخارجية الأمريكية روسيا وقوات الأسد "بمواصلة حملة تضليل.. لاختلاق رواية زائفة بأن آخرين هم المسؤولون عن الهجمات بأسلحة كيميائية".
وقال البيان: "غير أن الحقائق واضحة.. نظام الأسد هو الذي شن تقريباً كل الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي تم التحقق من وقوعها في سوريا، وهي نتيجة توصلت إليها الأمم المتحدة مرة تلو الأخرى".
وقال مسؤول أمريكي، تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته، إن النظام في سوريا لديه باع من اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية عندما يحتدم القتال.
لكن المسؤول ليس على علم بأي تأكيد لنوع المادة التي يزعم أنها استخدمت، إذا كان حدث استخدام فعلاً، وقال إن الحكومة الأمريكية لا تزال تجمع المعلومات، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة في سوريا على البيان الأمريكي.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً.
وقال بولتون وقتها: "ليس هناك أي تغيير في الموقف الأمريكي إزاء استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية وليس هناك أي تغيير في موقفنا بأن أي استخدام للأسلحة الكيميائية سيلقى رداً في غاية القوة، كما فعلنا مرتين من قبل".