مخرج مصري يريد تصوير فيلم عن «مجزرة نيوزيلندا»، لكن الجالية المسلمة ترفض!

طلب أعضاء الجالية المسلمة في كرايستشيرش، من منتجي الأفلام تأجيل خطط إنتاج فيلم عن هجوم مسجد كرايستشيرش، نظراً إلى أنهم لا يزالون في حداد على أرواح الضحايا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/15 الساعة 16:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/15 الساعة 16:37 بتوقيت غرينتش
مسجد النور الذي تعرض للهجمات الإرهابية بنيوزيلندا/رويترز

طلب أعضاء الجالية المسلمة في كرايستشيرش، من منتجي الأفلام تأجيل خطط إنتاج فيلم عن مجزرة نيوزيلندا وهجوم مسجد كرايستشيرش، نظراً إلى أنهم لا يزالون في حداد على أرواح الضحايا.

وحسب موقع Stuff النيوزيلندي، يخطط المخرج المصري معز مسعود لإخراج فيلم عن الهجوم الإرهابي، الذي أودى بحياة 51 شخصاً، وتسبَّب في جرح العشرات في 15 مارس/آذار من هذا العام.

أعلن مقدم البرامج والكاتب والمخرج، وكاتب الأغاني المصري عن هذا الفيلم عبر تويتر، بعد حوالي أسبوع من مجزرة نيوزيلندا الإرهابية.

وكتب مسعود في تغريدته: "ما حدث ويحدث في نيوزيلندا يستحق التأريخ والتوثيق الإنساني".

عنوان فيلم عن مجزرة نيوزيلندا Hello Brother 

وقال إن الفيلم سيكون عنوانه Hello Brother (مرحباً أخي)، وهي الكلمات التي أُلقيت على مسامع المتهم بتنفيذ الهجوم، عندما دخل إلى مسجد النور وبدأ في إطلاق النار. وسوف يركّز الفيلم على عائلة فرَّت من أفغانستان.

كتب مسعود: "(في 15 مارس) شهد العالم مجزرة نيوزيلندا في جريمة بشعة ضد الإنسانية، تستند في الأساس إلى الجهل بـ "الآخر"، كل المدافعين عن جريمة الكراهية الشنعاء هذه، سواء كانت دوافعهم سياسية أو دينية أو من أي نوع، يكونون في الأساس متواطئين معها".

وأضاف: "يجب علينا أن ندين بالإجماع وبعبارات لا لبس فيها جميع أعمال الإرهاب والجهل والكراهية التي تؤدي إليها، وأن نشجع حركة تصالحية عالمية نحو السلام والتفاهم المتبادل الحقيقي".

الجالية المسلمة في نيوزيلندا لا زالت غير مستعدة لهذا المشروع/ رويترز
الجالية المسلمة في نيوزيلندا لا زالت غير مستعدة لهذا المشروع/ رويترز

أخبر شجاف خان، رئيس المجلس الإسلامي في كانتربري، موقع Stuff، أنه لم يكن الوقت المناسب لإنتاج أي فيلم. وأضاف: "من المحتمل أن يؤجِّج الوضع في هذه المرحلة".

وأوضح قائلاً: "أيما تكون الحقيقة التي أمامنا، لماذا نحتاج إلى تكرارها مرة أخرى؟"

وقال خان أيضاً إنه تلقَّى مكالمة من منتج تركي بعد حوالي أسبوعين من مجزرة نيوزيلندا الإرهابية، لكنه رفض الخوض في الحديث. وأوضح: "أوقفته حينها وقلت إنه لن يساعدنا… لأنه مبكر جداً".

بدا خان "غير متأكد" من التوقيت الذي سوف تصير فيه الجالية مستعدة للحديث عن أي فيلم محتمل، وقال: "من الصعب جداً أن نرى ذلك الآن". 

لكن الأمر قد لا يحظى بالقبول من قِبَل الجميع 

وقال المجلس الإسلامي في كانتربري، عبر منشور له على فيسبوك الأربعاء 15 مايو/أيار 2019، إنهم لم يعرض عليهم أي مقترح، ولم يوافقوا كذلك على أي فيلم.

وجاء في المنشور: "زار رجل المسجد أمس (الثلاثاء)، وقال إن لديهم أفكاراً غير واضحة حول تصوير شيء، ولكن لم يتقدم أحد بأي اقتراح إلينا. لا يمكننا إيقاف مثل هذه المشروعات من المضي قدماً إذا اختار منتجو الفيلم الشروع فيها، لكن المجلس الإسلامي في كانتربري يولي أهمية قصوى لكرامة وخصوصية جاليتنا، وكرامة هؤلاء الذين فقدوا أرواحهم في مجزرة نيوزيلندا الإرهابية. حاولنا دائماً صون هذه الكرامة، وسوف نواصل القيام بذلك".

التقى توني غرين، المتحدث باسم شركة MAC media، بالرجل الأربعاء 15 مايو/أيار 2019، لكنه لم يستطع تذكر اسمه.

وقال: "كان هناك نقاش محدود جداً وسطحي، ولم تكن هناك إشارة إلى أي عنوان، بل مجرد إمكانية القيام بشيء".

فقد أبلغه أحد الصحفيين عن عنوان العمل وتفاصيل الفيلم المقترح، ثم قرأ مقالات في مجلة Variety وموقع Stuff، وكانت كلها "أخباراً بالنسبة إليه".

أبدى غرين تفضيله لشخص جلس مع الجالية ليوضح مقترحهم بـ "تفاصيل واضحة ومحددة".

سوف ينتج مسعود فيلم بشأن مجزرة نيوزيلندا المقرر في نيوزيلندا، من خلال شركته Acamedia Pictures، التي أسَّسها بنفسه.

وأوضحت مجلة Variety أن مسعود كتب سيناريو الفيلم بالاشتراك مع ريك كاستانيدا.

وقال مسعود في حديثه إلى مجلة Variety، إنه يريد للفيلم "أن يجمع الناس من جميع أنحاء العالم معاً، ليتحدَّثوا عن ذلك اليوم ويواصلوا الحوار الإيجابي من أجل مستقبل قائم على التفاهم المتبادل الحقيقي".

وقال: "القصة التي سوف يعرضها فيلم Hello Brother على الجمهور هي مجرد خطوة في عملية تضميد الجراح، ومن ثم سوف نحظى بصورة أفضل من استيعاب بعضناً البعض، واستيعاب الأسباب الجذرية للكراهية والعنصرية والشعور بالسيادة والإرهاب". 

وهناك من يتهمه بمحاولة منح الشهرة للمجرم مُنفذ الاعتداء 

واجه مشروع فيلم حول مجزرة نيوزيلندا بعض ردود الأفعال العكسية، من أشخاص من خارج الجالية المسلمة. فقد قال المخرج النيوزيلندي جيسون لي هودين، إنه تمنى من أطقم العمل النيوزيلندية "أن يرفضوا العمل عليه".

وكتب تغريدة عبر موقع تويتر قال فيها: "رجاءً، هل يمكن أن يقاطع الجميع في نيوزيلندا هذا الشيء؟ أوقفوا هؤلاء الغيلان من الاستفادة من الاغتيال والإرهاب".

وأضاف: "صُعقنا جميعاً بالفيديو المنتشر، والآن علينا أن نشاهد إعادة إصدار له؟! إنه أمر مخزٍ. يمنح هذا القاتل ما يريده: وهي الشهرة والسمعة السيئة".

حتى غير المسلمين من النيوزلنديين يعارضون الفكرة/ رويترز
حتى غير المسلمين من النيوزلنديين يعارضون الفكرة/ رويترز

كان هودين منتج فيلم الكوميديا المرعبة النيوزيلندي Deathgasm عام 2015. وصُورت بعض مشاهد فيلمه الثاني Guns Akimbo في العاصمة النيوزيلندية ويلينغتون، العام الماضي، بمشاركة النجم دانيل رادكليف.

قالت مجلة Variety إن فيلم Hello Brother يُعتقد أن يكون أول مشروع مؤكد حول الهجوم الإرهابي الذي وقع في كرايستشيرش.

وكانت شركة Acamedia تعرض المشروع على الشركاء في مهرجان كان السينمائي، الذي يُعقد في الوقت الحالي جنوب فرنسا.

زار أعضاء آخرون من فريق العمل الخاص بالفيلم كرايستشيرش لعقد لقاءات مع مسؤولين وأسر ضحايا الهجوم، إضافة إلى لقاءات مع الناجين والشركاء المحتملين، حسبما قالت مجلة Variety.

أنتج معز مسعود في 2016 فيلم اشتباك، الذي تدور أحداثه حول معتقلين داخل سيارة شرطة في الأجواء التالية لخلع الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

تحميل المزيد