كشف مسؤولون من الولايات المتحدة عن قائمة أهداف قالوا إن إيران حددتها لاستهداف المصالح الأمريكية، والتي كانت سبباً في إرسال واشنطن قوات لها إلى الشرق الأوسط بهدف ردع أي تحرك محتمل لطهران.
ونقلت صحيفة wall street journal الأمريكية، الإثنين 6 مايو/أيار 2019، عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم، قولهم إن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها واشنطن، أفادت بأن إيران كانت تخطط لضرب مصالح أمريكية في عدة دول بالشرق الأوسط.
ضرب القوات الأمريكية
ويوم الأحد الفائت، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن بلاده أرسلت مجموعة حاملة طائرات، وقوة من القاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط، رداً على "مؤشرات وتحذيرات" مقلقة من إيران، ولإظهار أن أمريكا سترد "بقوة لا تلين" على أي هجوم.
وبحسب المسؤولين الأمريكيين الذي تحدثوا للصحيفة، فإن إيران كانت تنوي استهداف القوات الأمريكية في العراق وربما في سوريا، فضلاً عن نيتها شن هجمات منسقة من مضيق باب المندب، الواقع جنوب غرب اليمن، عبر وكلاء إيران من المجموعات المسلحة، في إشارة على ما يبدو إلى الحوثيين.
ويُقدر عدد الجنود الأمريكيين في العراق بما يتراوح بين 5 إلى 7 آلاف مقاتل، وفي سوريا ما لا يقل عن ألف مقاتل، بحسب المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة أيضاً، أن إيران كانت تخطط لاستهداف القوات الأمريكية المنتشرة في الكويت، فيما قال المسؤولون إن المعلومات الاستخباراتية، تشير إلى أن إيران كانت ستنفذ الهجمات من خلال الطائرات المسيرة، والتفجيرات.
وقال مسؤول أميركي إنه ليس واضحاً إذا كانت المعلومات الاستخبارية الجديدة قد حددت أن العمليات خططت إيران لتنفيذها قريباً، أم أنها تحضير لعمليات في حال انتقلت التوترات الإيرانية الأميركية المتصاعدة إلى مواجهة مباشرة.
وهذه التعزيزات التي بعثتها القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط، جاءت بطلب من الجنرال ماكنزي جونيور، وهو قائد المنطقة الوسطى، وذلك بعدما أكدت التقارير الاستخبارية وجود خطر على القوات الأمريكية في المنطقة، فيما قال المسؤولون إن التهديدات تشمل الوجود الأمريكي في البر والبحر.
وأمس الإثنين، قال باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، إنه وافق على إرسال حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب "تهديد جاد من قوات النظام الإيراني"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
ورغم أن شاناهان وبولتون لم يتطرقا لتفاصيل، فقد أبلغ مسؤولون أمريكيون رويترز بأن هناك "عدة تهديدات جادة" من إيران والقوات التي تحارب بالوكالة عنها للقوات الأمريكية على الأرض، بما في ذلك في العراق، وفي البحر.
وقال شاناهان على تويتر إن هذا "يمثل إعادة تمركز للعتاد تتسم بالحذر ردا على مؤشرات على تهديد جاد من قوات النظام الإيراني"، مضيفاً: "ندعو النظام الإيراني إلى وقف جميع الاستفزازات. سنحمل النظام الإيراني مسؤولية أي هجوم على قوات أمريكية أو مصالحنا".
حرب نفسية
وردت إيران على تعزيز أمريكا لقواتها في الشرق الأوسط، من خلال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي وصف تحرك واشنطن بأنه "حرب نفسية"، وفقاً لما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية، اليوم الثلاثاء.
ونقلت الوكالة عن كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي قوله "تصريح بولتون استخدام أخرق لحرب نفسية مستهلكة".
والإجراء الأخير الذي اتخذته أمريكا، هو الأحدث في سلسلة من التحركات التي قامت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب لزيادة الضغط على إيران في الأشهر الأخيرة.
وقالت واشنطن إنها ستلغي الإعفاءات للدول التي تشتري النفط الإيراني، وذلك في محاولة لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى الصفر. كما أدرجت قوات الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء، متخذة بذلك خطوة غير مسبوقة بتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو ما اعتبرته إيران بمثابة استفزاز أمريكي.
وبدأت جهود إدارة ترامب لفرض عزلة سياسية واقتصادية على طهران العام الماضي، عندما انسحبت من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه مع قوى عالمية أخرى ضد إيران في عام 2015.