من الممكن أن يكون علامة على مرض أشد، وقد يخفف تقليل الكافيين من حدته.. تعرَّف على رفة العين «تشنج الجفن»، وأسبابه وطرق علاجه

إذا كنت تريد معرفة السبب العلمي لحدوث رفة العين، وطريقة التخلص منها، فإليك هذا التقرير الذي يقدم لك كل ما تريد معرفته عن رفة العين.

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/24 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/25 الساعة 07:48 بتوقيت غرينتش
young women have itching in the eye

"خير اللهم اجعله خير؛ عيني بترف"، عادةً ما كنا نسمع هذه الكلمة من أجدادنا، وتكون تلك الجملة مصحوبة إما بإحساس بالسعادة وإما بإحساس القلق. فقد كانت رفة العين اليمنى تجلب السعادة، لأن صاحبها يعتقد حدوث أشياء جيدة خلال أيام.

في حين كانت رفة العين اليسرى تعد نذير سوء على صاحبها، فقد تصحبها بعض الأحداث السيئة. ولكن بالطبع، هذه مجرد أساطير وفلكلور ثقافي فقط.

أما إذا كنت تريد معرفة السبب العلمي لحدوث رفة العين، وطريقة التخلص منها، فإليك هذا التقرير الذي يقدم لك كل ما تريد معرفته عن رفة العين.

حركات لا إرادية قد تستمر شهوراً

تُعرف رفة العين علمياً بما يسمى Blepharospasm أو Eyelid Twitch رجفة العين، أو تشنج الجفن، وهي ومضات أو تشنجات لا إرادية وطارئة في جفن العين.

أحياناً تكون رفة العين قوية لدرجة تجعلها تتسبب في إغلاق الجفون تماماً ثم فتحها من جديد. وبعض الناس يستمر لديهم التشنج طوال اليوم، وقد يمتد أياماً، أو أسابيع، وربما شهوراً.

في حالة استمرار رفة العين، فبالطبع تسبب الإزعاج، وتتسبب تقلصات العضلات المحيطة بالعينين في حدوث غمزة أو حدوث حوَل لا إرادي، وهو ما يزيد من صعوبة إبقاء العين مفتوحة، وقد يؤدي إلى ضعف في الرؤية.

قد تكون أسبابها بسيطة، أو علامة على مرض أشد خطورة

على الرغم من أن أسباب رفة العين (تشنج الجفن) غير معروفة، فإن هناك نظرية تقترح وجود تشوهات في طريقة عمل الدماغ؛ حيث تفشل الرسائل الكيميائية في الانتقال من خلية عصبية إلى أخرى بمراكز التحكم في الدماغ.

كما يعتقد الأطباء أن حدوث تشنج الجفن قد يكون بسبب الإعياء، أو الضغط العصبي، أو الكافيين، وعادةً ما تكون هذه التشنجات غير مؤلمة، وغير ضارة، وتختفي من تلقاء نفسها.

في بعض الأحيان تكون رفة العين أو تشنج الجفن علامة على وجود ظروف أكثر خطورة مثل: التهاب جفني العين، أو جفاف العيون، أو حساسية الضوء، أو التهاب الملتحمة.

نادراً ما تكون رفة العين علامة على وجود اضطراب في الدماغ أو الأعصاب مثل شلل الوجه النصفي، أو خلل التوتر العضلي، أو مرض باركنسون، أو متلازمة توريت، كما قد تكون عرضاً جانبياً لتناول بعض الأدوية، خاصة تلك التي تعالج الذهان والصرع.

منها البسيط والمزمن.. ما أنواع رفة العين؟

تختلف أنواع رفة العين حسب شدتها، وتنقسم إلى:

– تشنج الجفن الثانوي: Minor eyelid twitch.

وغالباً ما يرتبط بالإعياء، والضغط العصبي، وقلة النوم، واستخدام الكحول أو الكافيين، كما قد ينتج أيضاً عن تهيج القرنية أو الملتحمة.

– تشنج الجفن الحميد Benign essential blepharospasm.

هو شكل من أشكال خلل التوتر، ويظهر على هيئة مجموعة من اضطرابات الحركة، التي تنطوي على توتر غير مقيد للعضلات (الانقباضات)، والارتعاش الإيقاعي (الرجفان)، والحركات اللاإرادية الأخرى.

يحدث تشنج الجفن الحميد في كل من الرجال والنساء، رغم أنه شائع بشكل خاص في النساء بمنتصف العمر. ومن أسبابه الإعياء، والضغط العصبي، والضوء الساطع، والرياح، وتلوث الهواء.

تتضمن الأعراض الأولية زيادة في تواتر الوميض وجفاف العين وتهيجها. ومع تقدم الحالة، تكون العين أكثر حساسية للضوء، وتصبح الرؤية غير واضحة، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تصبح التشنجات شديدة لدرجة تبقى فيها الجفون مغلقة مدة قد تصل إلى عدة ساعات.

– تشنج الوجه النصفي hemifacial spasm

وهي حالة نادرة، وتشمل تشنج كل العضلات حول الفم والجفن، ويؤثر في جانب واحد فقط من الوجه. في معظم الأحيان، يكون السبب هو الشريان الذي يضغط على العصب الوجهي.

نصائح للتخلص من رفة العين

هناك بعض الحالات التي يمكن فيها التخلص من رفة العين إذا اتبع المريض عدة نصائح بسيطة، تتمثل في الآتي:

– الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

– الابتعاد عن الضغوط النفسية، ومحاولة الاسترخاء.

– تقليل المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

– استخدام الكمادات الباردة على العين.

– استخدام قطرات العين التي تقي من جفافها.

متى يجب عليك الذهاب إلى الطبيب؟

هناك عدة حالات يجب على المريض عندها أن يتوجه إلى الطبيب فوراً، ومنها استمرار التشنج أكثر من أسبوع، أو إغلاق الجفن بالكامل، أو تشنج عضلات الوجه، أو تورم أو احمرار أو تكوُّن إفرازات في العين. كذلك من الواجب زيارة الطبيب عند حدوث تدلٍّ بالجفن السفلي.

كيفية علاج رفة العين

في معظم الحالات تزول رفة العين الخفيفة من تلقاء نفسها، وذلك فقط عند الحصول على قسط كافٍ من الراحة، والابتعاد عن الكحول والتبغ والكافيين.

إذا كان المريض يعاني أيضاً جفاف العين أو تهيُّجها، فمن الممكن اللجوء إلى الدموع الاصطناعية التي تُصرف دون وصفة الطبيب، فيمكنها في كثير من الأحيان تخفيف رفة العين.

لم يجد الأطباء حتى الآن علاجاً لمرض تشنج الجفن الحميد، ولكن هناك بعض الأدوية التي تُوصف لتخفيف حدة المرض، وأكثرها استخداماً البوتوكس Botulinum Toxin، كما أنها تُستخدم في كثير من الأحيان مع تشنج الوجه النصفي.

يحقن الطبيب المادة بكميات قليلة في عضلات العين لتخفيف التشنجات، ويستمر التأثير بضعة أشهر، ويحتاج هذا العلاج إلى التكرار.

إذا فشلت هذه الخيارات، فقد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية تسمى Myectomy، يقوم فيها الجراح بإزالة بعض العضلات والأعصاب حول الجفن.

بإمكان الجراحة أيضاً تخفيف ضغط الشريان على العصب الوجهي، الذي يسبب تشنجاً في الوجه. نتائج العملية الجراحية تكون دائمة، ولكن كما هو الحال مع أي عملية، هناك فرصة للمضاعفات.