انتقادات حادة لرئيس الحكومة السورية عماد خميس شهدتها ندوة نظمتها الجمعية البريطانية السورية التي يترأسها فواز الأخرس والد أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد.
الندوة التي أقيمت بالمدرج الرئيسي في جامعة دمشق تمثل النشاط الثالث للجمعية البريطانية السورية برئاسة الأخرس، حسب ما ورد في موقع صحيفة تشرين السورية التابعة للنظام.
وفي مؤشر على تزايد نفوذ حمى الرئيس، حضر الندوة وفد حكومي كبير على رأسه رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، والذي اضطر للرد على الانتقادات التي وجهت لأداء الحكومة.
انتقادات حادة لرئيس الحكومة السورية في مجالات عدة
الندوة تأتي في إطار ما تصفه المصادر السورية الحكومية محاولة التحضير لمرحلة ما بعد الحرب.
وناقش الحاضرون المشكلات في مجالات عدة مثل القضاء أو التنمية الإدارية أو واقع القطاع العام، أو التشريع والتشريعات المعتمدة في سوريا.
أدار الجلسات فواز الأخرس، وكانت مداخلاته بين الفينة والأخرى تركز على ضرورة الحديث بشفافية من قبل الحضور وتقبل ما يقال من قبل المسؤولين، وفقاً لما ورد في موقع الصحيفة السورية.
وشهدت الندوة، انتقادات حادة لرئيس الحكومة السورية في مجالات عدة.
وشهد شاهد من أهلها.. الفساد سبب للمعاناة أيضاً وليس الحرب فقط
الفساد خرب حياة المواطن السوري، هكذا وصف الأخرس حال المواطن السوري في ظل الفساد المستشري في البلاد.
وقال إن المواطن الذي يعاني ارتفاع أسعار مواد التدفئة والتغذية والأدوية، ليس بسبب سياسات الحصار الخارجي فقط، وإنما بسبب غياب الخطة الشاملة للتعامل مع تلك الأزمات.
وقال: إن الحكومة وضعت برنامجاً وطنياً تنموياً للخروج من حالة الحرب إلى السلم، وهدف الندوة بحث ما يمكن تنفيذه من البرنامج، وذلك بالاطلاع والاستماع إلى طرح الجانب الحكومي ومداخلات الخبراء، وأسئلة المشاركين لتوسيع قاعدة النقاش.
وكانت موضوعات إنجازات البرنامج الوطني للإصلاح الإداري، وكفاءة واستقلالية القضاء والمؤسسات الرقابية والتفتيشية ومتطلبات مكافحة الفساد لها النصيب الأكبر من المداخلات، وربما الانتقادات.
القضاة لا يجدون مكاناً ليحكموا بين الناس بالعدل وأحياناً يعتمدون على الشموع
وكان هناك انتقادات حادة لرئيس الحكومة السورية في مجال القضاء تحديداً
عضو المحكمة الدستورية السورية العليا والأستاذ الجامعي الدكتور سعيد النحيلي استعرض بعضاً من واقع القضاء واستقلاليته وضرورة حمايته من التبعية لأي جهة أخرى، والمساواة بين القضاة في الحقوق والواجبات.
وأكد ضرورة الجمع بين الكفاءة والمهنية عند تعيين القضاة.
وأثار كلامه، كثيراً من من المداخلات التي تتناول واقع عمل القضاة.
إذ قال أمين سر نقابة المحامين القاضي أحمد خليل إنه يجب البحث في شروط عمل القضاة قبل تقييم أدائهم.
وأضاف أنهم "يعملون بلا مكاتب، ويمضون الكثير من الأيام يتابعون أعمالهم على ضوء الشمعة لغياب الإنارة ويلتحفون الأغطية للتدفئة بسبب عدم وجود تدفئة.
وعرض القاضي خليل معاناته الشخصية قائلاً "إنه يقرأ يومياً أكثر من ثلاثة آلاف صفحة على هذه الحال".
ورأى أن الحديث عن تعديل التشريعات التي طرحت خلال الورشة أمر مهم، لكن العمل على البنية التحتية هو الأهم.
وأضاف "إن القاضي يعمل أكثر من 18 ساعة في اليوم، وفي نهاية الدوام عليه أن يصطف على دور طابور الخبز وجرة الغاز".
لن نزيد رواتبكم
رئيس الوزراء السوري أقر بوجود مشكلة قديمة في البنية التحتية لأماكن وجود القضاة، وأنهم يعملون على ضرورة إعطاء مساكن.
وقال إنهم يفعلون ذلك عندما تسمح الظروف، كما حصل في اللاذقية مثلاً عندما أعطوا مبنى تابع لوزارة الكهرباء إلى العدل".
أما موضوع الدخل المنخفض للقضاة فرد رئيس مجلس الوزراء أن هذا ينطبق على القضاة كما غيرهم، وأنه عند إعلان الانتصار هناك رؤية زمنية لزيادة الرواتب.
والأبنية موجودة ولكن لا أحد يطلبها
وأشار والد زوجة بشار الأسد إلى أنه منذ فترة طويلة وحتى قبل الحرب كان هناك حديث عن مشكلة الأبنية المخصصة للقضاء.
وقال إنه في المؤتمر القضائي الدولي الذي عقد في 2006 كان هناك حديث عن نقص الأبنية.
وعندما سئل رئيس مجلس الوزراء آنذاك قال: لدينا أبنية ولا توجد طلبات للنقل إليها، حسب الأخرس.
وأضاف "إنه يجب عدم إحالة كل الأمور إلى الأزمة والحرب.
بعيدة المدى
انتقادات لبرنامج الإصلاح الإداري
توجيه انتقادات حادة لرئيس الحكومة السورية امتد إلى وزيرة التنمية الإدارية السورية سلام سفاف التي استعرضت إنجازات البرنامج الوطني للإصلاح الإداري.
فقد تساءلت عضو مجلس الشعب السوري أشواق عباس عما يقدمه المشروع للمواطن الذي هو الهدف؟ وما هي فلسفة هذا المشروع، وهل هو مناسب للحالة السورية؟.
فردت الوزيرة واصفة المشروع بالعظيم وأنه اختراع عالمي وليس من اختراع الحكومة السورية فقط.
وقالت "إن من يجد صعوبة في فهم المشروع لديه خلل في فهم العمل الإداري، وأن نتائج عملهم بعيدة المدى".
لا حوكمة ولا يحزنون.. إنهم مرعوبون من مكافحة الفساد
وعقدت محاضرة ضمن فعاليات الندوة، عن الحوكمة والإدارة الرشيدة ودورها في تعزيز اللامركزية قدمها الأستاذ الجامعي د.عقبة الرضا.
ورأى الرضا أن نظام الحوكمة يرعب الحكومات لأنه يتضمن مكافحة الفساد، وأن ركائز الحوكمة هي سيادة القانون والقيادة المسؤولة والمساءلة والنزاهة والشفافية، والعدالة ومكافحة الفساد.
وعندما سأل والد زوجة الأسد المحاضر: كم مرة استخدمت فيها الحوكمة؟.
كان الجواب أنه لا يوجد أي تطبيق للحوكمة في سوريا.
المشكلة ليست في غياب الإنجازات بل أن المواطن لا يعرفها
توجيه انتقادات حادة لرئيس الحكومة السورية خلال الندوة جعله يتوتر على ما يبدو.
إذ قال خميس إنهم اكتشفوا نقصاً في المعلومات التي تصل إلى المواطنين.
وأضاف إن المواطن السوري يتميز عن كثير من شعوب العالم بحب المعرفة والاطلاع على كل شيء، وإنهم الآن يعملون على تطوير آلية عمل وصول المعلومة للمواطنين، لأن هنالك تقصيراً في نقل ما يتم عمله يومياً خلال سنوات الحرب وخاصة للمواطنين، حسب قوله.
دارين سليمان من الاتحاد الوطني لطلبة سوريا قالت: وصلنا لفترة انعدام الثقة بأداء الحكومة، ونريد المكاشفة!
رد رئيس مجلس الوزراء: إذا كان الاتحاد الوطني للطلبة ليس على دراية بالعمل الحكومي فما حال المواطن العادي؟