وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة في حق أجهزة الاستخبارات الأمريكية عقب تقريرها الأخير، الذي قللت فيه من خطورة التهديدات التي تشكلها إيران بالنسبة للولايات المتحدة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن دونالد ترامب هاجم الأربعاء 30 يناير/كانون الثاني 2019، أجهزة الاستخبارات في بلاده، ووصفها بأنها "ساذجة" و"مخطئة" فيما يتعلق بالتهديد الذي قال إن إيران تمثله. وكتب ترامب على صفحته في تويتر تغريدة قاسية اللهجة، "ربما يجدر بأجهزة الاستخبارات أن تعود إلى المدرسة".
The Intelligence people seem to be extremely passive and naive when it comes to the dangers of Iran. They are wrong! When I became President Iran was making trouble all over the Middle East, and beyond. Since ending the terrible Iran Nuclear Deal, they are MUCH different, but….
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 30, 2019
وأدلى مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأميركية الثلاثاء 29 يناير/كانون الثاني 2019، بتصريحات ناقضت تصريحات الرئيس دونالد ترامب، بأنه تمت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وأنه يمكن إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية.
وفي تقريرهم السنوي حول التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة، عارض مديرو أجهزة الاستخبارات كذلك مزاعم ترامب بأن طهران تسعى بالفعل لامتلاك أسلحة نووية، وهو التبرير الذي قدمه ترامب للانسحاب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015.
أجهزة الاستخبارات الأمريكية ترى أن يران ملتزمة بالاتفاق النووي
سلط تقرير مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس، الضوء على التهديد الواسع والمتزايد على الولايات المتحدة من الصين، وهو ما اتفق فيه مع إدارة ترامب.
إلا أن الخلاف في الرأي بشأن كوريا الشمالية وإيران وتنظيم الدولة الإسلامية في التقرير، يظهر قلقاً متزايداً لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية ، من استعداد ترامب لتجاهل أو تسييس النتائج التي تتوصل إليها تلك الأجهزة.
ورفض ترامب مراراً النتيجة التي توصلت إليها الاستخبارات بأن روسيا تدخلت بشكل كبير في انتخابات 2016، التي أتت به إلى الرئاسة، وساعدت في تغلبه على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبالنسبة لإيران قالت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جينا هاسبل، إن إيران لا تزال ملتزمة بشروط الاتفاق النووي المبرم عام 2015، رغم انسحاب واشنطن منه.
وأضافت مديرة أجهزة الاستخبارات الأمريكية أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ "في الوقت الحاضر هم (الإيرانيون) ملتزمون من الناحية الفنية"، بالاتفاق الذي أبرمته إيران مع أطراف دوليين.
وأضافت: "أعتقد أن أحدث المعلومات تشير إلى أن الإيرانيين يفكرون في اتخاذ خطوات تقلل من التزامهم بالاتفاق، في إطار مساعيهم للضغط على الأوروبيين لتقديم المزايا الاستثمارية والتجارية التي كانت إيران تأمل في الحصول عليها نتيجة الاتفاق".
كوريا الشمالية لن تتخلص بسهولة من أسلحتها النووية
وقبل أسابيع من القمة الثانية التي ينوي ترامب عقدها مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، قال مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أنه من غير المرجح أن توافق بيونغ يانغ على التخلص من جميع أسلحتها النووية.
وزعم ترامب أن كيم وافق على ذلك بعد أول قمة لهما في سنغافورة، في حزيران/يونيو 2018. ويسعى الرئيس إلى الحصول على هذا الالتزام من الزعيم الكوري الشمالي الشهر القادم مقابل رفع العقوبات وتطبيع العلاقات بين البلدين.
واورد كوتس: "نستمر في تقييمنا بأنه من غير المرجح أن تتخلى كوريا الشمالية عن جميع أسلحتها النووية وقدراتها على إنتاج تلك الأسلحة، رغم سعيها للتفاوض على خطوات لنزع الأسلحة النووية جزئياً للحصول على تنازلات أمريكية ودولية رئيسية".
وأضاف أن "قادة كوريا الشمالية يرون أن امتلاك قدرات نووية أمر "مهم للغاية لاستمرار النظام".
بينما تنظيم الدولة الإسلامية ينتظر العودة
من ناحية أخرى وطبقاً لتقرير أجهزة الاستخبارات الأمريكية ، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديداً قوياً في منطقة الشرق الأوسط، ويواصل قادته التشجيع على شن هجمات على الغرب.
وقال كوتس: "لا يزال لدى داعش آلاف المقاتلين في العراق وسوريا، كما أن له ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة وآلاف المناصرين المنتشرين حول العالم، رغم خسائره الجسيمة في القياديين والأراضي".
وأضاف أن الجهاديين، الذي استولوا في السابق على مناطق واسعة من سوريا والعراق وتراجعوا حالياً في جيب صغير، سيستغلون فرصة تراجع الضغوط ضد الإرهاب للعودة.
وأكد أن التنظيم "سيستغل تقلص الضغوط ضد الإرهاب لتعزيز تواجده السري وتسريع إعادة بناء قدراته، مثل الإنتاج الإعلامي والعمليات الخارجية".
وأضاف: "من المرجح جداً أن يواصل داعش السعي لشن هجمات خارجية من العراق وسوريا ضد أعدائه في المنطقة والغرب، بما فيهم الولايات المتحدة".