قالت صحيفة nytimes الأميركية، إن السعودية جنّدت مسلحين من السودان، بينهم آلاف الأطفال، للقتال في الحرب التي تقودها باليمن.
وأضافت الصحيفة، في مقال لها نشرته الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول، أن "الرياض عرضت مبالغ كبيرة لاستمالة المسلحين السودانيين للمشاركة في الحرب مستغلة الظروف المعيشية الصعبة لاسيما في دارفور".
مشيرة إلى أنه "منذ أربع سنوات يقاتل في اليمن نحو 14 ألفاً من أفراد مليشيات سودانية، قتل منهم المئات".
وتشير الصحيفة إلى أن "معظم هؤلاء ينتمون إلى مليشيا الجنجويد، التي ألقي باللوم على أفرادها في ارتكاب فظائع بإقليم دارفور".
حيث كانت بعض الأسر التي تتوق إلى المال، تدفع رشى لقادة المسلحين للسماح لأطفالهم بالقتال في اليمن، حسب المصدر نفسه.
وأضافت نيويورك تايمز، إن آلاف الدولارات عرضتها السعودية على الضباط والمقاتلين السودانيين للمشاركة في الحرب، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ15 والـ16 سنة.
فبحسب مقاتلين سودانيين عائدين، كانت الرواتب الشهرية لدى بعض المقاتلين الصغار تتراوح بين 480 دولاراً إلى 530.
واستندت الصحيفة إلى مقابلات مع مسلحين قالت إنهم شاركوا في الحرب، بعد عودتهم من اليمن. في حين ذكرت أن "الأطفال يمثلون ما يتراوح بين 20 و40% من إجمالي عدد المقاتلين".
"كانوا يستخدموننا مثل حطب النار"
وحول الحرب، قال محمد سليمان الفضيل (28 عاماً)، أحد المسلحين المشاركين فيها، والذي أجرت الصحيفة مقابلة معه: "كان السعوديون يبلغوننا بما نفعله من خلال الهواتف والأجهزة الأخرى عن بُعد، ولم يقاتلوا معنا مطلقاً".
مضيفاً: كان المراقبون السعوديون والإماراتيون يأمرون المقاتلين السودانيين بالسير للهجوم أو التراجع في المعارك، من خلال الأجهزة اللاسلكية، المقدمة إلى الضباط السودانيين المسؤولين عن كل وحدة.
في حين، اتفق أحمد (25 عاماً)، وهو ضمن وحدة مقاتلين، شارك في معارك الحديدة هذا العام، والذي طلب عدم نشر اسمه بالكامل: "لقد كان السعوديون يتعاملون معنا عن بعد، كانوا يستخدموننا مثل حطب النار".
لا تعليق من السعودية
ولم يرد تعليق من السعودية على ما أوردته الصحيفة حتى الساعة 13:00 ت.غ من السبت.
ويعاني اليمن، منذ قرابة 4 سنوات، من حرب بين القوات الحكومية وجماعة "الحوثي"، التي تسيطر على محافظات، بينها صنعاء منذ 2014.
ويدعم تحالف عسكري عربي، تقوده السعودية، منذ عام 2015، القوات الحكومية اليمنية، في مواجهة الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني.
وخلفّت الحرب المستمرة أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.