أوقفت جامعة كولومبيا 4 طلاب إلى أجل غير مسمى وطردتهم من السكن الجامعي بعد حضورهم فعالية مؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، بحسب تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
الفعالية التي حملت اسم "المقاومة 101″، شهدت ظهور خالد بركات، الذي يزعم البعض أنَّه مسؤول كبير سابق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أوقفت جامعة كولومبيا في البداية 6 طلاب لاستضافتهم حلقة النقاش بمقر الإقامة الجامعي، لكنَّها رفعت القرار الخاص بطالبين منهم. وبحسب صحيفة Columbia Spectator المحلية، فإنَّ قرار الإيقاف جاء بسبب انتهاك الطلاب لمعايير الجامعة وإرشادات الانضباط.
"بكل عزم من أجل الشفاء"
ندد الطلاب المطرودون بقرار جامعة كولومبيا في فعالية منفصلة مؤيدة للفلسطينيين، الخميس 4 أبريل/نيسان 2024، تحمل اسم "بكل عزم من أجل الشفاء"، في إشارة إلى مستشفى الشفاء بغزة الذي هاجمته القوات الإسرائيلية مراراً.
فيما قال أحد الطلاب في الفعالية: "أقف أمامكم اليوم بصفتي أحد طلاب جامعة كولومبيا الستة الذين جرى إيقافهم بصورة ظالمة ولا إنسانية من جامعة كولومبيا، اعتباراً من الساعة الثامنة ليلة الأمس. جامعة كولومبيا تجعلنا بلا مأوى، فحرمتنا من وظائفنا في الحرم الجامعي، مصدر دخلنا الوحيد، وحرمتنا من منحنا الدراسية، ومن قدرتنا على الوصول إلى الصفوف الدراسية والتعليم".
تمثل خطوة إيقاف الطلاب الفصل الأحدث ضمن صراع جامعة كولومبيا مع الطلاب الذين يتبنّون مواقف مؤيدة للفلسطينيين.
ففي مارس/آذار الماضي، تقدَّم "اتحاد الحريات المدنية في نيويورك"، بالتعاون مع منظمة "Palestine Legal"، بدعوى قانونية ضد جامعة كولومبيا بسبب وقفها لفرعي مجموعتي "طلبة من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام" بالجامعة.
كما اتَّهم الطلاب المؤيدون لفلسطين جامعات "رابطة اللبلاب" (Ivy League)، مثل جامعة كولومبيا، بإسكات دعمهم لفلسطين في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة. لكنَّ الجامعات تعرَّضت أيضاً للضغوط من الجانب المقابل، الجانب المؤيد لإسرائيل، الذي يتهم الجامعات بالسماح بالخطاب المعادي للسامية وإسكات الطلاب والأساتذة الداعمين لإسرائيل.
في يناير/كانون الثاني الماضي، أرسلت اللجنة المعنية بالتعليم والقوة العاملة بمجلس النواب الأمريكي سلسلة من الرسائل إلى جامعات هارفارد، وكولومبيا، ومعهد ماساتشوستس للتقنية، وبنسلفانيا، تطلب فيها أن تمد هذه الجامعات اللجنة بالوثائق المتعلقة بـ"رد الجامعات على معاداة السامية في الحرم الجامعي".
في الوقت ذاته، أبلغ الطلاب اليهود الداعون لوقف إطلاق النار في غزة عن تعرُّضهم لمضايقات في الحرم الجامعي. وفي يناير/كانون الثاني الماضي أيضاً، أُودِعَ ثمانية طلاب، بينهم أعضاء من مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، المستشفى بسبب هجوم بأسلحة غير قانونية ذات أساس كيميائي، تُعرَف باسم "ماء الظربان"، خلال مسيرة تتعلَّق بغزة.
ومن بين جامعات رابطة اللبلاب، تُعتَبَر جامعة كولومبيا بصفة عامة من بين الأكثر تساهلاً مع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك بين أعضاء هيئة التدريس البارزين.
ودافعت رئيسة جامعة كولومبيا، مينوش شفيق، بقوة عن قرار وقف وطرد الطلاب، مُشيرَةً إلى أنَّ الجامعة حظرت فعالية "المقاومة 101" مرتين، قائلةً إنَّها تُشجِّع متحدثين "معروفين بدعم الإرهاب والترويج للعنف"، على حد زعمها.