نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الإدارة الرئاسية في أذربيجان، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023، قولها إن باكو ستواصل ما تسميه إجراءات مكافحة الإرهاب في قره باغ "حتى النهاية" ما لم تستسلم الوحدات العسكرية الأرمنية وتسلم أسلحتها.
وأضافت أن الرئاسة مستعدة للقاء مع ممثلي الأرمن الذين يسيطرون على الجيب الجبلي الانفصالي داخل أذربيجان.
وقالت: "غير أنه لكي تتوقف إجراءات مكافحة الإرهاب، يجب على التشكيلات العسكرية الأرمينية غير الشرعية أن ترفع الراية البيضاء، ويجب عليها تسليم جميع الأسلحة، ويجب حل النظام غير القانوني.. وإلا فإن إجراءات مكافحة الإرهاب ستستمر حتى النهاية".
سقوط عشرات القتلى
يأتي ذلك بينما قال المحقق المعني بحقوق الإنسان التابع للانفصاليين في إقليم قره باغ، الثلاثاء، إن 25 قُتلوا في الإقليم خلال عملية عسكرية تنفذها أذربيجان، وأضاف أن اثنين من القتلى مدنيون، بحسب ما نقلت رويترز.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان، أنها بدأت "أنشطة محلية لمكافحة الإرهاب" في منطقة قره باغ التي تقطنها غالبية من عرقية الأرمن؛ وذلك "لكبح استفزازات واسعة النطاق" وطرد ما قالت إنها قوات أرمينية.
وقالت أذربيجان إن 6 من مواطنيها لقوا حتفهم في انفجار لغمين أرضيين بحادثين منفصلين في قره باغ، واتهمت "جماعات مسلحة أرمينية غير شرعية" بزرعهما.
باكو قالت إن 4 من العاملين بوزارة الداخلية قُتلوا عندما انفجر لغم في شاحنتهم بالقرب من موقع لحفر نفق. وأضافت أن لغماً آخر قتل مدنيَّين اثنين كانا في شاحنة أيضاً.
ووقع الحادثان بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة يبدو أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.
يُذكر أن أغلبية السكان في قره باغ المعترَف بها دولياً جزءاً من أذربيجان من عرقية الأرمن، وانفصلت عن سيطرة باكو في أوائل التسعينيات، واستعادت أذربيجان مساحات واسعة من الأراضي فيها وحولها في حرب عام 2020.
أذربيجان تحثّ المدنيين على المغادرة
في سياق متصل، حثت وزارة الدفاع في أذربيجان المدنيين على مغادرة منطقة قره باغ عبر الممرات الإنسانية التي أقيمت على طريق لاشين نحو أرمينيا وفي اتجاهات أخرى، في وقت ناشدت فيه أرمينيا قوات حفظ السلام الروسية بالتدخل لوقف ما وصفته بـ"العدوان".
وحثت وزارة الدفاع الأذربيجانية، المدنيين على الابتعاد عما وصفتها بالأهداف العسكرية المشروعة التي تهاجمها قوات أذربيجانية في إطار عملية "مكافحة الإرهاب" التي تشنها باكو.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية تعرض مواقع جيشها باتجاه محافظة آغدام لنيران كثيفة بأسلحة مختلفة من قبل القوات المسلحة الأرمينية الموجودة على الأراضي الأذربيجانية.
روسيا تعلّق
في المقابل، طالبت وزارة الخارجية الأرمينية قوات حفظ السلام الروسية في منطقة قره باغ في أذربيجان، الثلاثاء، بالتدخل ووقف ما وصفته بـ"العدوان الشامل" من باكو على السكان المحليين.
من جانبها، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو تشعر بالقلق إزاء تصعيد الوضع في قره باغ، وتدعو الأطراف للعودة إلى التسوية الدبلوماسية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام روسية.
وقالت زاخاروفا: "نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الحاد للوضع في ناغورنو قره باغ. هناك تقارير تفيد بأن القوات المسلحة الأذربيجانية بدأت، كما تزعم باكو، إجراءات مكافحة الإرهاب في المنطقة وعمليات الرد من قبل التشكيلات المسلحة الأرمينية".
وأضافت: "الجانب الروسي يحث الأطراف المتصارعة على وقف إراقة الدماء ووقف الأعمال العدائية على الفور، والعودة إلى الطريق المؤدي إلى تسوية سياسية ودبلوماسية".
أشارت زاخاروفا إلى أن "جميع خطوات الحل السلمي لمشكلة قره باغ منصوص عليها في مجموعة من البيانات الثلاثية لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، والتي تم اعتمادها في الفترة من 2020 إلى 2022".