انتقد مئات الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسائل الإعلام الدولية لما وصفوه بأنه تباين ملحوظ في تغطية حطام سفينة المهاجرين التي غرقت الأسبوع الماضي في البحر المتوسط، وغواصة "تيتان" التي تدمرت في المحيط الأطلسي، الخميس 22 يونيو/حزيران 2023.
وتصدرت الغواصة تيتان، التي كانت في رحلة استكشافية لمشاهدة حطام تيتانيك في المحيط الأطلسي، عناوين الأخبار منذ اختفائها الأحد 18 يونيو/حزيران.
حيث قدمت المنافذ الإخبارية الرئيسية التقارير على مدار الساعة، وعرضت التغطيات الحية، والشرح، ومعلومات أساسية عن الأشخاص الخمسة الموجودين على متن الطائرة، بحسب ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني.
نفاق إعلامي
وبينما توجَّه الناس إلى الشبكات الاجتماعية لنشر رسائل تعاطف أو دعوات أو مقالات إعلامية عن الغواصة، سارع العديد على تويتر وفيسبوك إلى إبراز الاختلاف في التعاطف العام، متهمين المنافذ الإخبارية بالنفاق بسبب "صمتهم" النسبي عن كارثة قارب يحمل نحو 750 شخصاً وغرق الأسبوع الماضي.
وسلّط آخرون الضوء على التفاوت في ثروة الأفراد على متن الغواصة وسفينة الصيد التي انقلبت قبالة سواحل اليونان.
وقال أحد مستخدمي الشبكات الاجتماعية إنَّ الاختلاف في التغطية الإعلامية يمثل "رسالة فعلية" مفادها أنَّ "من الطبيعي موت مهاجري الجنوب العالمي في البحر، لكن موت المليارديرات في البحر يمثل مأساة".
وتبلغ تكلفة التذكرة الواحدة للرحلة الاستكشافية في المياه العميقة 250 ألف دولار، وفقاً لموقع الشركة المُنظِمَة للرحلة على الإنترنت.
تباين في جهود الإنقاذ
في غضون ذلك، أفادت الأنباء بأنَّ غالبية ركاب سفينة الصيد الغارقة كانت من مصر وسوريا وباكستان، وهي دول تشهد حرباً أو أوضاعاً اجتماعية واقتصادية متدهورة.
كما أعرب مستخدمو تويتر عن استيائهم من التباين بين جهود الإنقاذ في الكارثتين، حيث اجتمعت الهيئات الدولية والعامة والخاصة لتنفيذ مهمة بحث وإنقاذ ضخمة للتيتان.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنَّ غرق السفينة قد يكون ثاني أخطر كارثة تُسجَّل في البحر المتوسط على الإطلاق، إذ أُبلِغ عن مقتل أكثر من 80 شخصاً حتى الآن.
لكن الرقم الدقيق غير مؤكد، إذ يُعتقَد أنَّ ما يصل إلى 500 شخص؛ من بينهم ما لا يقل عن 100 طفل، في عداد المفقودين.