نشرت سفارات وبعثات دبلوماسية روسية في أوروبا، مقطع فيديو مفبركاً يسخر من زعماء أمريكا وبريطانيا وفرنسا، باستخدام تقنية التزييف العميق الأكثر تطوراً، ظهر فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن وهو يضرب رأسه بالحائط، بحسب ما نقلت صحيفة The Times البريطانية.
ونُشِر الفيديو على قنوات الشبكات الاجتماعية لقواعد ومقرات الكرملين الدبلوماسية في أوروبا، تحت عنوان "الحزمة الحادية عشرة من العقوبات (خلف الكواليس)"، ويظهر فيه بايدن وهو يضرب رأسه بالحائط في نوبة غضب، بينما يعاني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتحريك لافتة.
أما رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، فظهر وهو يُدوِّر عجلة العقوبات التي تستقر على صورة قنفذ، وفي بروكسل تتخذ رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، موقفاً متشدداً بشأن السلطات وكلاب الصيد.
وفي برلين، نفدت الأفكار من المستشار الألماني، أولاف شولز، ليلجأ إلى برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT للحصول على المساعدة.
11th package of sanctions (behind the scenes) pic.twitter.com/ZuyEgbThrJ
— Russian Embassy, UK (@RussianEmbassy) June 14, 2023
وقالت صحيفة "التايمز" إن موسكو تتبنّى "بقوة" مقاطع الفيديو المُنتَجة باستخدام تقنية التزييف العميق الأكثر تطوراً، والتي تطمس الخط الفاصل بين الواقع والخيال، في حملتها الدعائية الأخيرة.
وصنعت الفيديو في الأصل شبكةُ RT الإخبارية، التي يسيطر عليها الكرملين، ويبدأ في المكتب البيضاوي، حيث تقول شخصية بايدن التي ولّدها الذكاء الاصطناعي: "لا، هذا هراء. نحن بحاجة إلى أفكار جديدة أقوى وأكثر فاعلية"، بينما يلقي بالوثائق ويضرب رأسه بالحائط.
بينما يظهر شولز لاحقاً وهو يكتب "أفكاراً لفرض عقوبات ضد روسيا" على منصة الذكاء الاصطناعي ChatGPT.
العقوبات الغربية على روسيا
يشار إلى أن سفراء الاتحاد الأوروبي اجتمعوا في بروكسل للتداول بشأن الجولة الحادية عشرة من الإجراءات الاقتصادية التي تستهدف روسيا، والتي قدمتها المفوضية الأوروبية في أبريل/نيسان الماضي.
ودعت كييف هذا الأسبوع إلى تشديد العقوبات لوقف تدفق المكونات المستخدمة في الصواريخ الروسية، قائلة إنَّ وقف نقلها أرخص من تحسين الأنظمة المضادة للطائرات ضد انتشارها.
وضاعف الكرملين مؤخراً حملته التضليلية، حيث كُشِف، الثلاثاء 13 يونيو/حزيران، عن أنَّ روسيا كانت مسؤولة عن قصة إخبارية مزيفة تهدف إلى إقناع الشعب الفرنسي بأنَّ البلاد مهددة بسبب سحابة مُشعّة ناتجة عن أسلحة بريطانية زودت أوكرانيا بها، بحسب "التايمز".
وتضمنت حملة التضليل الواسعة استنساخ مواقع الصحف الغربية، في محاولة لتقويض الدعم لأوكرانيا، وفقاً لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا.
كان هناك ما لا يقل عن 49 مقال من هذا القبيل تتعلق بصحيفة Le Parisien الفرنسية، و7 تتعلق بصحيفة 20Minutes، وصحيفة مجانية، وواحد بكل من Le Monde و Le Figaro.
وسقطت روسيا نفسها هذا الشهر ضحية لمقطع فيديو مزيف يعلن فيه الرئيس بوتين الأحكام العرفية على عدد من شبكات الإذاعة والتلفزيون الروسية، في حين وصف الكرملين الحادث بأنه اختراق.
وفي فبراير/شباط من العام الماضي، أعلنت فون دير لاين أنَّ الاتحاد الأوروبي سوف يحظر شبكتي RT و Sputnik والشركات التابعة لهما من العمل في دوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة. ويعني الحظر أيضاً حجب RT في المملكة المتحدة لأنه يعتمد على شركات الاتحاد الأوروبي لتغذية الإشارة.