“لم يكن لدينا خيار آخر”.. روسيا تكشف سبب تأجيل المحادثات النووية مع أمريكا وتوجه اتهامات لها

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/29 الساعة 18:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/29 الساعة 18:46 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/رويترز

وجّهت السلطات الروسية اتهامات للولايات المتحدة، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بتبني "نهج سام" مناهض لروسيا، وأن هذا هو ما دفعها إلى تأجيل المحادثات بشأن الأسلحة النووية مع المسؤولين الأمريكيين في القاهرة هذا الأسبوع، مضيفة بالقول: "لم يكن أمامنا خيار آخر".

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت عبر تليغرام: "في جميع المجالات، نلاحظ أعلى مستوى من السمية والعداء من واشنطن"، على حد وصفها. 

أضافت: "في إطار الحرب الشاملة التي شُنت ضدنا على عدة أصعدة، فإن كل خطوة أمريكية تقريباً تجاه روسيا تنبع من رغبة في إلحاق الضرر ببلدنا حيثما أمكن ذلك".

المعاهدة النووية "لا تزال سارية"

لكن من جانب آخر، أكد مسؤول روسي كبير أن تأجيل المحادثات النووية التي كانت من المفترض أن تنطلق الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة، لا يؤثر على سريان مفعول معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة.

التصريحات التي صدرت عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أكدت أن المعاهدة "لا تزال سارية"، على الرغم من غياب التفتيش المتبادل بين البلدين وقرار روسيا في اللحظة الأخيرة إلغاء محادثات لجنة مشتركة هذا الأسبوع.

نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف / رويترز
نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف / رويترز

فيما كشف ريابكوف أن واشنطن كانت تريد مناقشة استئناف عمليات التفتيش بينما كانت موسكو لديها أولويات أخرى.

في الوقت ذاته، لعب الوضع في أوكرانيا أيضاً دوراً في قرار روسيا الذي جاء في اللحظة الأخيرة بإلغاء اجتماع اللجنة الثنائية، الذي كان من المقرر أن يبدأ في القاهرة الثلاثاء. 

في السياق، نقلت وكالة ريا نوفوستي عن ريابكوف القول: "بشكل عام، وصل الوضع إلى درجة أنه لم يكن لدينا خيار آخر. القرار اتُّخذ على المستوى السياسي". 

كما نقلت وكالة تاس عن ريابكوف القول: "ركز الأمريكيون على مسألة استئناف عمليات التفتيش فقط.. في حين كان حل القضايا الأخرى ولا يزال يمثل أولوية بالنسبة لنا". وأضاف: "أوضحنا موقفنا مراراً.. لكننا لم نجد أدنى رغبة من الجانب الأمريكي للتحرك في هذا الاتجاه". 

وأوضح ريابكوف أن موسكو ترغب في مناقشة قضية "الاستقرار الاستراتيجي" الأوسع. وتشمل هذه المسألة مجموعة من القضايا المتعلقة بالطاقة النووية بين البلدين.

يشار إلى أنه كان من المقرر أن يلتقي مسؤولون من البلدين في العاصمة المصرية القاهرة من 29 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 6 ديسمبر/كانون الأول؛ لمناقشة استئناف عمليات تفتيش بموجب معاهدة نيو ستارت للحد من انتشار الأسلحة النووية، والتي عُلقت في مارس/آذار 2020 بسبب جائحة كوفيد-19.

معاهدة نيو ستارت

تحدد معاهدة نيو ستارت، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2011، عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا نشرها وكيفية نشر الصواريخ التي تُطلق من الأرض وتلك التي تُطلق من الغواصات، فضلاً عن القاذفات المستخدمة للإطلاق.

وتنص المعاهدة على أن كل طرف من الأطراف يقلل ويحد من أسلحته الهجومية الاستراتيجية، ونصت على أعداد محددة للصواريخ الهجومية بأنواعها.

الولايات المتحدة ورورسيا – تعبيرية / رويترز
الولايات المتحدة ورورسيا – تعبيرية / رويترز

كما تنص المعاهدة على إجراء فحوصات متبادلة منتظمة في قواعد الصواريخ العابرة للقارات وقواعد الغواصات الاستراتيجية والقواعد الجوية الاستراتيجية للطيران، وكذلك في مواقع التحميل والتخزين والإصلاح والاختبار، لكنها توقفت منذ عام 2020، بالاتفاق المتبادل بسبب وباء فيروس كورونا.

وقلل نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، من التوقعات بحدوث انفراجة، على الرغم من أن المحادثات كانت علامة على أن الجانبين يرغبان على الأقل في استمرار الحوار، في وقت بلغت فيه العلاقات أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.

واللقاء في حالة انعقاده سيكون الأول منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسيعني أنه رغم المواجهة الصعبة، فإن روسيا والولايات المتحدة مستعدتان لمناقشة القضايا في المجالات ذات الاهتمام المشترك، والحد من التسلح.

وبعقد المناقشات في مصر، ستكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، بعدما استضافتها سابقاً العاصمة السويسرية جنيف، لكن موسكو باتت تعتبر سويسرا، دولة غير محايدة ولا ترغب في إقامة اتصالات مع أطراف ثالثة على أراضيها، بعدما انضمت لمعظم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

تحميل المزيد