قالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن 218 سفينة في المجمل "توقفت فعلياً" بسبب قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، بعد تعليقها من قبل روسيا، السبت، على خلفية هجمات شهدتها مدينة سيفاستوبول جنوبي شبه جزيرة القرم التي تحتلها من أوكرانيا منذ 2014.
الوزارة الأوكرانية أشارت في بيان عبر تطبيق تلغرام إلى أنه نظراً لعدم الحصول على تصاريح من مركز التنسيق المشترك للعبور من خلال الممر الآمن فإن "218 سفينة توقفت في مواقعها الحالية"، في حين تحاول تركيا التوسط بين روسيا وأوكرانيا لإحياء الاتفاق من جديد، وفق وزارة الدفاع التركية.
في الوقت ذاته، ذكر البيان أن 95 سفينة محملة كانت قد غادرت الموانئ الأوكرانية تنتظر حالياً التفتيش للإبحار باتجاه المستهلك النهائي، وأن 101 سفينة فارغة تنتظر التفتيش لدخول الموانئ الأوكرانية.
أضاف البيان أن "22 سفينة محملة بالسلع الزراعية تنتظر لمغادرة الموانئ الأوكرانية". وكانت أوكرانيا أعلنت أن الاتفاق، الذي أتاح فتح ثلاثة موانئ على البحر الأسود، سمح لها بتصدير نحو تسعة ملايين طن من السلع الزراعية حتى الآن.
وساطة تركية
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، أن الوزير خلوصي أكار يبذل "جهوداً" لاستئناف مبادرة شحن الحبوب الأوكرانية بعد تعليقها من قبل روسيا، مضيفة في بيان أن روسيا أعلمت تركيا والأمم المتحدة بأنها أوقفت مؤقتاً عمل آلية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، بعد هجمات سيفاستوبول.
وأضاف البيان أن أكار يواصل مباحثاته مع محاوريه والجهات المعنية لحل المشكلة، واستئناف أنشطة مبادرة الحبوب التي نفّذت بنجاح عبر التنسيق المشترك حتى اليوم (الأحد).
وأشار إلى أن أكار "يهيب خلال مباحثاته مع تلك الأطراف بأهمية استمرار مبادرة شحن الحبوب التي أثبتت منحاها الإيجابي على الإنسانية في أنحاء العالم، وإمكانية حل كافة الأزمات عبر الحوار والنوايا الحسنة، ويؤكد ضرورة تجنب أي استفزاز من شأنه أن يؤثر سلباً على استمرار الآلية".
كما أكد البيان أن "الجمهورية التركية ستواصل كما كانت في السابق، القيام بدورها لضمان السلام بالمنطقة وإيصال المساعدات الإنسانية". لافتاً إلى أن الموظفين الروس العاملين في مركز التنسيق المشترك بإسطنبول (تركي روسي أممي) لا يزالون في أماكن عملهم.
في الوقت ذاته، أوضح البيان أنه لن تنطلق سفن جديدة من السواحل الأوكرانية خلال الفترة الراهنة، مع مواصلة تفتيش السفن المحملة بالحبوب المنتظرة على سواحل إسطنبول الأحد والإثنين 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول.
تعليق اتفاقية تصدير الحبوب
يُذكر أن روسيا أعلنت، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول، تعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب مع أوكرانيا، على خلفية استهداف أسطولها في البحر الأسود بمدينة سيفاستوبول. ووصف بيان لوزارة الدفاع الهجوم بـ"الإرهابي"، حسبما ذكرت وكالة "تاس" المحلية.
جاء في البيان: "أخذاً بالحسبان العمل الإرهابي الذي ارتُكب من قبل نظام كييف وبمشاركة مختصين بريطانيين في 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ضد سفن أسطول البحر الأسود والسفن المدنية التي تعمل لحماية أمن ممر الحبوب، فإن روسيا تعلق مشاركتها في تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بصادرات المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية".
من جانبها، نددت كييف بالقرار الروسي، وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "حذرنا من خطط روسيا لإفساد مبادرة الحبوب في البحر الأسود". مضيفاً: "تستخدم موسكو ذريعة زائفة لإغلاق ممر الحبوب الذي يضمن الأمن الغذائي لملايين الناس".
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صدها هجوماً شنته مسيرات أوكرانية على سفنها في البحر الأسود في سيفاستوبول، أكبر مدن القرم. وقالت الوزارة، في بيان: "نفذ نظام كييف هجوماً إرهابياً، صباح اليوم، على سفن أسطول البحر الأسود والسفن المدنية التي كانت على ممرات خارجية وداخلية لقاعدة سيفاستوبول".
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وتضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.