قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه لا داعي لشن هجمات ضخمة جديدة على أوكرانيا وإن روسيا لا تتطلع إلى تدمير جارتها، مشيراً إلى إن استدعاءه قوات الاحتياط الروسية سينتهي في غضون أسبوعين، وإنه لا خطط لديه لأي تعبئة أخرى.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي بنهاية قمة في كازاخستان "أن روسيا مستعدة لعقد محادثات، على الرغم من أنه قال إنها ستتطلب وساطة دولية إذا كانت أوكرانيا عازمة على المشاركة".
وتلمح تعليقات بوتين إلى تخفيف طفيف في لهجته مع اقتراب الحرب من إنهاء شهرها الثامن وتقدم القوات الأوكرانية أمام تقهقر الجيش الروسي على مدى الأسابيع الماضية. وفتحت بورصة وول ستريت على ارتفاع، إذ فسر المتعاملون تعليقات بوتين باعتبارها مؤشراً على انخفاض حدة التوترات السياسية.
لكن بوتين، الذي قال إنه سيكون مستعداً لاستخدام أسلحة نووية للدفاع عن "وحدة الأراضي" الروسية، حذّر أيضاً من "كارثة عالمية" إن اشتبكت قوات حلف شمال الأطلسي اشتباكاً مباشراً مع روسيا.
كان بوتين يتحدث بعد أسبوع من شن روسيا أعنف هجماتها الصاروخية على كييف وغيرها من المدن الأوكرانية منذ بداية غزوها يوم 24 فبراير/شباط، وهي هجمات قال عنها بوتين إنها تأتي انتقاماً من هجوم دمر أحد الجسور الروسية المؤدية إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الطرف.
وقال بوتين: "لا نضع نصب أعيننا تدمير أوكرانيا".
أضاف أنه "لا داعي لشن هجمات ضخمة" الآن، لأن أغلب المواقع المستهدفة قُصفت بالفعل.
ووضع تعثر الغزو الروسي بوتين في مواجهة أصعب أزمة تقابله خلال 22 عاماً كان فيها زعيم روسيا الأهم، حتى إن أوفى حلفاء الكرملين هاجموا إخفاقات قادته العسكريين والفوضى التي شابت عملية التعبئة.
لكن عند سؤاله عما إذا كان يشعر بأي ندم إزاء سير العملية، قال بوتين: "لا"، مشيراً إلى أن التقاعس عن شن عملية أوكرانيا كان سيكون تصرفاً أسوأ.
ومضى قائلاً: "أريد إيضاح أمر ما: ما يحدث اليوم أمر بغيض، وذلك تلطيف للحقيقة، ولكننا كنا سنواجه الشيء نفسه في وقت لاحق قليلاً، ولكن في ظروف أسوأ… لذا نحن نتصرف بشكل صحيح وفي الوقت المناسب".
أوكرانيا تستعيد مناطق
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت الرئاسة الأوكرانية، الجمعة، استعادة قواتها 1620منطقة سكنية من القوات الروسية منذ اندلاع الحرب أواخر فبراير/ شباط.
وقال كيريل تيموشينكو، نائب رئيس المكتب الرئاسي، عبر حسابه على تلغرام، إن قوات بلاده تواصل جهود إعادة بسط سيطرتها على مناطق خسرتها أمام القوات الروسية خلال الحرب.
وأشار إلى أن بلاده تحتفل الجمعة بـ "يوم المدافعين عن الوطن"، قائلا "بفضلكم (الجنود الأوكرانيين) تم تحرير 1620 منطقة سكنية من الغزاة الروس".
ولفت إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 20 مدنياً جراء الهجمات الروسية على مناطق شرقي البلاد الخميس.
وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.