قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول 2022، إنه يسعى إلى إنهاء القتال بين أرمينيا وأذربيجان، بعد اشتباكات حدودية قتلت 49 جندياً أرمينياً، في حين أكدت تركيا وقوفها "الدائم" إلى جانب الحليفة أذربيجان، في ظل مخاوف من اندلاع حرب أخرى بعد عامين من معركة قره باغ.
من جانب آخر، دعت كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى ضبط النفس، بعد اشتباكات دموية كانت الأعنف منذ اندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان في 2020، واستمرت 44 يوماً، وتمخضت عن تحرير الأراضي الأذربيجانية في قره باغ، التي كانت تحتلها أرمينيا منذ 30 عاماً.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن الاشتباكات التي وقعت مساء الإثنين، 12 سبتمبر/أيلول، بدأت عقب "عمل استفزازي واسع النطاق للجيش الأرميني في ساعات المساء، على محاور داشكسن وكلبجار ولاتشين".
وأوضحت أن "مجموعات تخريبية من القوات الأرمينية زرعت ألغاماً على أراضٍ وطرق بين مواقع الجيش الأذربيجاني، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الجانبين".
لكن في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن أذربيجان "شنّت قصفاً مكثفاً بالمدفعية، وبأسلحة نارية من العيار الثقيل، على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات غوريس وسوتك وجيرموك"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأشارت إلى أن القوات الأذربيجانية استخدمت في "الهجوم" طائرات من دون طيار، من طراز بيرقدار تي بي 2، حسب البيان الأرميني الذي نقلته وسائل إعلام تركية.
تحركات روسية
عقب اتصال أجراه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان، الثلاثاء، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح الكرملين بأنه "لا يمكن إغفال دور روسيا الاتحادية ودور بوتين".
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين: "من الطبيعي أن يبذل الرئيس قصارى جهده للمساعدة في تهدئة التوترات على الحدود".
كانت روسيا أرسلت ألوفاً من قوات حفظ السلام إلى المنطقة عام 2020، في إطار اتفاق لإنهاء حرب شهدت تحقيق أذربيجان مكاسب إقليمية كبيرة في ناغورني قره باغ وما حولها.
وفي اتصال اليوم، أدان باشنيان ما وصفه بـ"عدوان" أذربيجان، في الوقت الذي أكدت فيه باكو أن أرمينيا تتحمل مسؤولية بدء الاشتباكات والتصعيد، حيث هي مَن "باشرت بالاعتداء".
في حين قالت وسائل إعلام أرمينية إن يريفان تتوجه رسمياً إلى روسيا، لتفعيل معاهدة الصداقة والتعاون، التي تتضمن الدفاع المشترك.
وفي السياق، قالت وكالة إنترفاكس الروسية، إن وزيرَي الدفاع الأرميني والروسي يتفقان على اتخاذ خطوات لتثبيت الوضع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
تركيا تساند أذربيجان
على صعيد آخر، أعربت تركيا التي أمدت أذربيجان بدعم عسكري سخي خلال حربها في قره باغ عام 2020، عن "مساندتها" لأذربيجان، كما طالبت أرمينيا "بوقف استفزازاتها"، عقب الاشتباكات الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن وزير الدفاع خلوصي أكار عقد اجتماعاً مع نظيره الأذري ذاكر حسنوف، مضيفة أنه "شدّد على أن تركيا وقفت دائماً إلى جانب أذربيجان الشقيقة، وأنها ستواصل الوقوف إلى جانبها في قضاياها العادلة".
بينما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن علاقات أنقرة مع أرمينيا ليست بمعزل عن العلاقات بين يريفان وباكو. وناقش الوضع أيضاً مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف.
وأضاف تشاووش أوغلو على تويتر، بعد المحادثات "يجب أن توقف أرمينيا استفزازاتها، وتركز على مفاوضات السلام والتعاون مع أذربيجان".
كانت القوات التركية قد أجرت تدريبات عسكرية مشتركة مع أذربيجان منذ حرب عام 2020، "لتحسين القدرات القتالية"، ويُعرف أنها أمدت باكو بطائرات بيرقدار تي بي 2 المسيّرة ذائعة الصيت، والتي أثّرت على موازين الصراع في مناطق عدة.
يشار إلى أن أذربيجان تمكنت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2020، من تحرير أراضيها بإقليم قره باغ، التي احتلتها أرمينيا قبل 30 عاماً عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في 27 سبتمبر/أيلول من العام ذاته، واستمرت 44 يوماً، لتنتهي بانتصار أذربيجان على القوات الأرمينية.