طالبت مجموعة من أعضاء مجلس بلديةٍ بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية، بتوجيه تهمة "الخيانة العظمى" إلى الرئيس فلاديمير بوتين وإقالته من منصبه، وذلك في احتجاج نادر الحدوث على الحرب في أوكرانيا، وفق ما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الجمعة 9 سبتمبر/أيلول 2022.
وجاء بيان مجلس المقاطعة في شكل طلب إلى البرلمان الروسي "مجلس الدوما"، وأكد أن قرار بوتين غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح، وحوّل عدداً لا يحصى من الرجال الروس إلى معاقين، وعطل الاقتصاد الوطني، وسرّع وتيرة توسع حلف الناتو شرقاً.
الشرطة تلاحقهم
لكن مركز الشرطة في مقاطعة سمولنينسكي، ردّ بشكل سريع على هذه الخطوة "النادرة"، وأبلغ النواب الموقعين على الطلب بأنهم يواجهون تهماً قانونية تتعلق بـ"تشويه سُمعة الحكومة الروسية الحالية"، بعد يوم واحد فقط من الحدث.
في سياق متصل، حذا مجلس محلي آخر في مقاطعة لومونوسوفسكي بالعاصمة موسكو حذو زملائهم في سمولنينسكي، حيث صوّت على اقتراح مماثل يطالب بويتن بالاستقالة من منصب الرئاسة.
يعتبر هذا الانتقاد الصريح لبوتين "نادر الحدوث"، ورغم أن المقترحَين ليسا أكثر من مجرد بيانات رمزية، لكنهما يمثلان رفضاً عاماً ملحوظاً. كما يمثلان دليلاً على أن الدعم الشعبي للحرب في أوكرانيا ليس مطلقاً، وأنه يتراجع وفقاً لما توصل إليه استطلاع حديث للرأي العام الروسي، وفق "واشنطن بوست".
وجاء في مقترح سمولنينسكي المقدم مساء يوم الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول: "نرى أن القرار الذي اتخذه الرئيس بوتين بإطلاق هذه العملية العسكرية الخاصة يضر بأمن روسيا ومواطنيها".
وكتب النواب: "ونطالبكم بتوجيه تهمة الخيانة إلى رئيس روسيا الاتحادية لإقالته من منصبه".
"آراؤك عفا عليها الزمن"
في الوقت ذاته، أقرّ واضعو التصريح بأن أملهم في الاستجابة لطلبهم "ضئيل"، لكنهم يرون أنهم حققوا هدفهم الرمزي إلى حد كبير: وهو أن يعلم الروس الرافضون للحرب أنهم ليسوا وحدهم في رفضهم، الذي غالباً ما يطغى عليه خطاب الدولة العسكري الذي يردده داعموه في التلفزيون الحكومي.
كما انتقد بيان مقاطعة لومونوسوفسكي خطاب بوتين وطالبه بالتنحي، مضيفاً: "الخطاب الذي تروج له أنت ومرؤوسوك يعج بالتعصب والعدوان. والناس بدأوا يخافون ويكرهون روسيا من جديد وهم يروننا نهدّد العالم كله بالأسلحة النووية".
وأضاف البيان: "لذلك، نطالب بإعفائك من منصبك لأن آراءك ونموذج حكمك عفا عليهما الزمن ولا فائدة ترجى منهما".
بينما قال نيكيتا يوفيريف، أحد أعضاء المجلس السبعة الذين كتبوا المقترح، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست؛ إنه بعد انتشار بيانهم على مواقع التواصل الاجتماعي الروسية، تلقى أعضاء المجلس "سيلاً من رسائل الدعم" من أشخاص يعرضون مساعدتهم بشتى السبل من الدعم القانوني إلى التبرعات لسداد الغرامات التي من المحتمل أن تُفرض عليهم.