“الشيطان 2” الروسي يحمل 10 رؤوس نووية وهو أقوى صاروخ عابر للقارات على الإطلاق!

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/21 الساعة 16:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/11 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
الصواريخ تتمتع بأطول مدى على الإطلاق - ShutterStock

بعد أن اختبرت روسيا بنجاحٍ صواريخ سارمات الباليستية العابرة للقارات (ICBM)، مع تفاخر الرئيس فلاديمير بوتين بالقذيفة النووية الجديدة القادرة على جعل أعداء موسكو "يفكرون ألف مرة" قبل أن يقوموا بأي خطوة على حد قوله، بات من المهم معرفة كل ما يلزم من تفاصيل حول الصاروخ الجديد الذي تم إطلاق اسم "الشيطان 2" عليه؛ لما يتمتع به من قدرات فائقة.

وأعلن الجيش الروسي، الأربعاء 20 مارس/آذار 2022، أن الصاروخ أُطلق من بليسيتسك في شمال غربي روسيا، وضرب أهدافاً في شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق، قاطعاً ما يقرب من 6000 كم.

رؤوس صواريخ باليسيتية عابرة للقارات - ShutterStock
رؤوس صواريخ باليسيتية عابرة للقارات – ShutterStock

ما هي صواريخ سارمات الباليستية؟

قاذفات سارمات الجديدة هي صواريخ باليستية ثقيلة عابرة للقارات، من المتوقع أن تعززها روسيا بعشرة رؤوس حربية أو أكثر على كل صاروخ، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس بالولايات المتحدة، نقلاً عن وكالة رويترز للأنباء.

صواريخ سارمات الجديدة كانت قيد التطوير لسنوات، وبالتالي فإن إطلاقها التجريبي لم يكن مفاجئاً للعالم والقوى الغربية، لكنه يأتي في لحظة توتر محتدم، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا؛ ما يدفع المراقبين إلى اعتقاد أن تجربته في هذا التوقيت ما هي إلا إثبات لمعادلات القوى.

ويمتلك الصاروخ الجديد خصائص تكتيكية وفنية فائقة، فهو قادر على التغلب على جميع الوسائل الحديثة للدفاعات المضادة للصواريخ.

وقد قال بوتين في خطابه عقب الاختبار الناجح للصاروخ، إنه "ليس له نظير في العالم ولن يكون له نظير لفترة طويلة قادمة".

بدوره قال إيغور كوروتشينكو، رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني الروسية، لوكالة أنباء (RIA) الروسية، إن هذه إشارة للغرب بأن موسكو قادرة على تنفيذ "انتقام ساحق يضع حداً لتاريخ أي دولة تتعدى على أمن روسيا وشعبها".

كان هذا هو الإطلاق الأكثر شمولاً لصواريخ سارمات حتى الآن، إذ تم اختباره لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول من عام 2017، لكن حينها تم كشف العديد من العيوب الفنية في نظام الإطلاق.

بحسب محللين فإن الإطلاق يُعد خطوة إضافية في برنامج تعزيز روسيا ترسانتها من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وقالوا وفقاً لموقع CNN، إن صاروخ سارمات عند تشغيله واستخدامه، سيكون بديلاً لصواريخ فويفودا الباليستية العابرة للقارات التي تعود إلى الحقبة السوفييتية، والتي يُعرِّفها الناتو باسم SS-18 Satan.

بدايات التصنيع وسبب التسمية

تم الإعلان عن السلاح الذي صممه وصنعه مكتب تصميم الصواريخ في شركة Makeyev، من قبل بوتين عام 2018 في خطابه السنوي، على الرغم من أنه كان من المفترض أن يبدأ العمل على صواريخ سارمات في العام 2016.

سُمي سارمات تيمناً بشعب "سارماتيان" الذين عاشوا في جبال الأورال بالقرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، بحسب صحيفة The National البريطانية.

ويُعتقد أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات شديد الثقل والمسلح نووياً وحرارياً هو أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات على الإطلاق.

يبلغ مداه نحو 18.000 كيلومتر ويمكنه السفر بسرعة قصوى تبلغ 25.500 كيلومتر في الساعة، بمعنى أنه قادر على الوصول مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

كما صرح خبراء في وقت سابق، بأن صواريخ RS-28 Sarmat قادرة على حمل رؤوس نووية كبيرة بما يكفي للقضاء على منطقة بحجم تكساس أو دولة فرنسا بأكملها.

تتمتع الصواريخ بقدرة استثنائية لا يمكن لأي دفاعات ضد الصواريخ أن تتصدى لها - ShutterStock
تتمتع الصواريخ بقدرة استثنائية لا يمكن لأي دفاعات ضد الصواريخ أن تتصدى لها – ShutterStock

وبينما يمكن إطلاق صواريخ سارمات مثل الصاروخ الباليستي العادي العابر للقارات، وإرسال حمولة عالية إلى طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي قبل أن تهبط الرؤوس الحربية إلى الأرض، يُعتقد أيضاً أنها قادرة على تنفيذ ما يسمى بالقصف المداري الجزئي.

ويعني القصف المداري الجزئي إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) في مدار منخفض من الأرض، وهو أقل بكثير، من الإطلاق التقليدي الذي يحتمل أن يكون في الاتجاه المعاكس للهدف.

يمنحه المدار المنخفض نطاقاً غير محدود تقريباً، ويجعل من الصعب تحديد الهدف المقصود في أثناء السير بالاتجاه المعاكس حول الأرض.

من الناحية النظرية، يعني أنه يمكنه التهرب من أنظمة الكشف عن الصواريخ.

على سبيل المثال، تركز معظم أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، التي تهدف إلى إحباط هجوم روسي مُحتمل، على اكتشاف الصواريخ التي تحلّق فوق الدائرة القطبية الشمالية، في حين أن RS-28 Sarmat أو صواريخ سارمات الروسية الجديدة، يمكنها من الناحية النظرية، أن تُطلَق فوق القطب الجنوبي وضرب هدف أمريكي من جهة عادةً لا توجد فيها أية أنظمة دفاعية.

تكنولوجيا مُعادٌ تطويرها منذ الاتحاد السوفييتي

هذه التكنولوجيا ليست جديدة وكان رائدها الاتحاد السوفييتي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ومع ذلك، قام الاتحاد السوفييتي بإيقاف تشغيل وتفكيك أنظمة القصف المداري الجزئي بحلول عام 1982، لعدد من الأسباب، من ضمنها مستوى الدقة المشكوك فيه، والحاجة الدفاعية المشكوك فيها والقلق الذي تسبب فيه بين دول الناتو، مما أدى إلى تفاقم توترات الحرب الباردة آنذاك.

إمكانات فائقة ومدى يصل لأمريكا

وتقول ورقة بحثية لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، إن الصواريخ بإمكانها أيضاً حمل مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت لإلقاء الرؤوس الحربية في مدى يصل إلى أمريكا.

يُشار أيضاً إلى أن برنامج سارمات تعرض للعديد من التأخيرات. وقالت المخابرات المركزية الأمريكية إنه كان من المقرر إعلان إطلاق وجهوزية تلك الصواريخ العام الماضي.

وعند تشغيل الصاروخ سارمات، مثل جميع الصواريخ القائمة على الصوامع، من المرجح أن يظل في حالة تأهب أعلى من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على منصات الإطلاق المتنقلة. 

الصواريخ الروسية الجديدة يمكنها الوصول إلى أمريكا - ShutterStock
الصواريخ الروسية الجديدة يمكنها الوصول إلى أمريكا – ShutterStock

الصواريخ الأمريكية الباليستية

مثل روسيا، تمتلك الولايات المتحدة صواريخها الباليستية العابرة للقارات، إضافة إلى غواصات الصواريخ الباليستية والقاذفات الاستراتيجية ذات القدرة النووية، والتي من شأنها أن تثبت أنها رادع قوي لبوتين في حال لجأ إلى استخدام "الشيطان 2" أو Satan 2.

وكان المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، قد صرح في وقت سابق، لقناة Fox News، بأن واشنطن واثقة بقدراتها الصاروخية الباليستية.

ومع ذلك، وعكس روسيا، بذلت الولايات المتحدة جهوداً لتجنب تأجيج التوترات ببرامج الصواريخ الخاصة بها.

إذ قامت أمريكا في وقت سابق من هذا الشهر، بإلغاء اختبار القوات الجوية الأمريكية صواريخ Minuteman III ICBM من نوع سارمات، لهذا السبب بالذات.

ما معنى هذا التوقيت بالتحديد لاختبار الصاروخ؟

يقول جاك واتلينج، الخبير بمركز الأبحاث الروسي في لندن، لوكالة رويترز، إن توقيت الاختبار يعكس رغبة الروس في الحصول على شيء لإظهاره على أنه إنجاز تقني في الفترة التي تسبق أعياد يوم النصر المقررة في 9 مايو/أيار المقبل، وذلك في وقت لم تحقق فيه الكثير من تقنياتهم النتائج التي كانوا يرغبون فيها نسبة للوضع في أوكرانيا.

بدوره يقول دوجلاس باري، أستاذ الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الإطلاق كان علامة فارقة مهمة بعد سنوات من التأخير بسبب مشكلات التمويل وتحديات التصميم والأعطال الفنية.

وأشار في الوقت نفسه إلى أنه ستكون هناك حاجة لمزيد من الاختبارات قبل أن تتمكن روسيا فعلياً من استخدام صواريخ سارمات لتحل محل صواريخ SS-18 وSS-19 القديمة التي "تجاوزت تاريخ بيعها بكثير".

تحميل المزيد