اتهم طاهٍ ومقدم للمساعدات الإنسانية، كان يقدم ملايين الوجبات للأوكرانيين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بغياب القيادة في مسألة الاستجابة لأزمة اللاجئين، محذراً من "حالة طوارئ إنسانية على أعتاب أوروبا".
متحدثاً من مدينة لفيف في أوكرانيا، زعم خوسيه أندريس، الحائز على نجمتيّ ميشلان ومدير منظمة المطبخ المركزي العالمي غير الربحية، أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يبذلان ما يكفي من "الجهود على أرض الواقع" للعناية باللاجئين. وقد قدمت المنظمة غير الربحية أكثر من 3 ملايين وجبة في المنطقة منذ بداية الغزو الروسي، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية يوم الأحد 27 مارس/آذار 2022.
اقرأ أيضاً
أزمة في العناية بحقوق اللاجئين
في السياق ذاته، أشاد بعمل الحكومة البولندية، وقال إن العناية بالاحتياجات الأساسية للاجئين تعد "مهمة ضخمة" تحتاج إلى المزيد من الدعم.
في حين وصلت منظمة المطبخ المركزي العالمي، التي تهم بدورها أثناء الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية حول العالم، إلى معبر ميديكا الحدودي مع بولندا في غضون ساعات من الغزو، وبدأت فوراً في إطعام اللاجئين الفارين من أوكرانيا. وتعمل شبكتها التي تضم أكثر من 200 موظف ومتطوع على تقديم حوالي 180 ألف وجبة يومية في جميع أنحاء أوكرانيا وبولندا والمجر ومولدوفا ورومانيا.
جاءت تعليقات أندريس أثناء اجتماع حلف شمال الأطلسي (Nato) ومجموعة الدول الصناعية السبعة (G7) المنعقد في بروسلز يوم الخميس 24 مارس/آذار 2022 من ضمن الاجتماعات الطارئة حول الأزمة الأوكرانية.
اقرأ أيضاً
تطبيق نظام لتوفير حياة أفضل للنساء
في حين ناشد أندريس القادة قائلاً إنه بدلاً من إلقاء الخطب ومشاهدة الوضع يتدهور من على بعد، يجب على القادة تطبيق أنظمة لمساعدة اللاجئين في العثور على ملجأ آمن وتوفير حماية أفضل للنساء والأطفال من الضياع.
فيما اتحد مجتمع المطاعم في جميع أنحاء أوكرانيا للمساعدة في تقديم الطعام، حتى في غمار القصف الروسي العنيف والاحتلال والحصار. وتتعاون منظمة المطبخ المركزي العالمي مع أكثر من 150 مطبخاً وطاهياً في أوكرانيا ممن يقدمون وجبات الطعام.
قال أندريس إن الطهاة في مدينة ماريوبول عمدوا نحو صيد الغزلان وطهي اليخنة، على الرغم من وجودهم تحت الحصار والطهي في المخابئ. وأضاف: "الطهاة أبطال، إنهم يطبخون في المخابئ، ويطبخون تحت القصف، ويجمعون الطعام بأي طريقة ممكنة. إنها تلك اللحظة التي يفعل فيها الجميع كل ما بوسعهم حسب ما هو في المتناول".
في حين سافرت كارلا هويوس، الطاهية التي تدير مطبخ المنظمة بالقرب من حدود مدينة برزيميسل ببولندا، بالطائرة إلى موطن الأحداث بتذكرة ذهاب فقط من ميامي بعد أربعة أيام من بداية الغزو، والحقيقة أنها كانت تستطلع أفضل الأطعمة التي يحبها الأوكرانيون وهي على متن الطائرة. وفي غضون 6 أيام تمكنوا من بناء مطبخ من لا شيء في مستودع خالٍ، حيث ينتجون الآن ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف وجبة يومياً، بما فيها شوربة البورش ويخنة الدجاج وأكواب الشوكولاتة الساخنة والمرق.
توزيع المشروبات الساخنة
في خضم عملية بناء المطبخ، ذهب فريق كارلا إلى الحدود لتوزيع المشروبات الساخنة، وقد وقفت مشدوهة تجاه عدد الأطفال والأمهات.
أما في لفيف، في مقر منظمة المطبخ المركزي العالمي، فيخزنون الإمدادات التي يمكنهم بعد ذلك توزيعها في جميع أنحاء البلاد، ويعملون مع أشخاص في جميع أنحاء أوكرانيا للتوصل إلى أفضل السبل لدعم الطهاة الذين يطبخون لمجتمعاتهم.
من جانبه، قال تيم كيلكيون، مدير الإغاثة والعمليات الخاصة: "هناك الكثير من المطاعم والحانات الصغيرة التي تواصل الطهي، والكثير من المطاعم التي تحتوي على مطابخ في القبو تؤدي مهمة الطبخ وتفعل كل ما في وسعها لدعم الملاجئ ودور الأيتام والمستشفيات".
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت كذلك إن أنشطة التعبئة داخل أوكرانيا "أثبتت صعوبتها، إذ نزح الكثير من زملائنا بسبب الحرب ويؤدون أعمالهم في ظل قيود أمنية هائلة".
جهود الاستجابة في أوكرانيا
في سياق متصل، صرح المتحدث باسم المفوضية: "تتزعم الحكومات، بدعم من الشركاء المحليين، جهود الاستجابة الطارئة داخل أوكرانيا وفي المدن المجاورة. ويتمثل هدفنا في دعم واستكمال هذه الجهود حيثما وجدت فجوات وحيث يمكن أن تُحدث المساعدات أكبر تأثير".
المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قال كذلك: "إننا ممتنون للغاية للدعم الرائع الذي قدمته المنظمات غير الحكومية والجهات المحلية الفاعلة بما فيها المطبخ المركزي العالمي (الذي نتعاون معه) للاجئين الفارين من أوكرانيا".
وفي إشارة إلى آلية الحماية المدنية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي التي تقدم المساعدة ومنح مبلغ يقارب 550 مليون دولار أمريكي ضمن حزمة مساعدات طارئة، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إنه: "قد حُشد أكبر قدر من الاستجابة على الإطلاق من الاتحاد الأوروبي من أجل أوكرانيا وإنها تعمل على جميع الجبهات لدعم البلاد وشعبها بالمساعدات الطارئة، ومن بينها استقبال جموع الشعب الفارة من الغزو". لكنهم قالوا إن مشكلة وصول منظمات المساعدة الإنسانية قد صعّبت من وصول المساعدات إلى بعض المناطق.