وصل الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت إلى جامايكا، الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022، ضمن جولة في دول منطقة الكاريبي، وواجهت الزيارة احتجاج النشطاء للمطالبة بتعويضات من بريطانيا؛ عن حقبة العبودية التي عانت منها جامايكا بسبب بريطانيا.
وتتزايد مراجعة الجامايكيين للإرث الاستعماري للإمبراطورية البريطانية، بما في ذلك بدء جامايكا إجراءات إزالة الملكة البريطانية كرأس للدولة، كما نقلت مصادر لصحيفة The Independent البريطانية، وستستمر في العمل على ذلك بمجرد انتهاء زيارة الأمير ويليام.
كان في استقبال الأمير ويليام وزوجته كيت مجموعة من المسؤولين الحكوميين، بينهم وزيرة خارجية جامايكا كامينا جونسون-سميث، ورئيسة أركان الجيش أنتونيت ويميس جورمان، وجرى الاستقبال في المطار، قبل توجه الاثنين للقاء الحاكم العام باتريك ألين، ممثل التاج البريطاني.
مطالبات بالاعتذار والتعويض
في وقت سابق، تجمع العشرات من الأشخاص خارج المفوضية السامية البريطانية، والتي تشكل البعثة الدبلوماسية البريطانية في جامايكا، مطالبين بريطانيا بالاعتذار عن التاريخ الاستعماري.
بينما قال الدكتورة روزاليا هاميلتون، الخبيرة الاقتصادية والناشطة التي ساعدت في تنظيم المسيرة، إن "هناك أخطاء تاريخية يجب معالجتها"، بينما تلا المتظاهرون 60 سبباً للمطالبة بتعويضات من بريطانيا.
وأعلنت الحكومة الجامايكية، العام الماضي، أنها تخطط لمطالبة بريطانيا بتعويضات عن النقل القسري، والذي جرى على مئات آلاف الأفارقة للعمل في مزارع قصب السكر والموز، مما كون ثروات للبريطانيين من أصحاب العبيد.
أحد اقتراحات المشرعين المطالبة بتعويضات تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، وهو مستقى من قرار تعويض بريطاني تاريخي، حصل عام 1837، وقضى بتعويض أصحاب العبيد في المستعمرات البريطانية، بعد إعلان تحرير العبيد بسبب إلغاء الرق عام 1833.
الانفصال عن التاج
ترغب جامايكا بالانفصال عن التاج البريطاني، وإزالة ملكة بريطانيا من موقعها الحالي كرأس للدولة الجامايكية، بهدف الوصول إلى إقامة جمهورية في جامايكا.
وقد بدأت الدولة بالفعل بهذه الإجراءات، رغم صعوبة تحقيقها واحتياجها لوقت طويل، إلا أن الضغوطات الشعبية أصبحت كبيرة جداً.
ولا يقتصر الموقف "المعادي للاستعمار" و"التاريخ الاستعماري" على جامايكا، فقد واجهت زيارة الأمير ويليام احتجاجات "مضادة للاستعمار" في بليز الكاريبية.
وينظر إلى الزيارة الملكية لدول الكاريبي، على أنها جهد لإقناع المستعمرات البريطانية السابقة الأخرى، وبينها بليز وجزر الباهاما، على البقاء في "فلك" النظام الملكي البريطاني، وسط تصاعد الحركات الإقليمية الهادفة لإقامة أنظمة جمهورية.