كشفت وزارة الدفاع الأوكرانية، الأحد 20 مارس/آذار 2022، عن تعهد اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بإرسال مرتزقة إلى روسيا "لدعم" الجيش الروسي في عملياته العسكرية التي بدأها في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي، ومن المرجح أن تتولى مجموعة "فاغنر" الروسية نقل المقاتلين الليبيين إلى هناك على متن طائرات عسكرية روسية، حسب كييف.
الدفاع الأوكرانية زعمت أن ذلك جرى في زيارة مؤخراً -لم يعلن تاريخها- أجراها حفتر إلى موسكو والتقى خلالها مسؤولين روساً تعهّد أمامهم بدعم بوتين في هجومه على أوكرانيا.
وتشير تقديرات إلى أن القوات المنضوية تحت قيادة حفتر نصفها من ميليشيات متطرفة ومرتزقة من دول إفريقية، كما دعمت فاغنر الروسية ذاتها قوات حفتر في معارك الأخير ضد قوات حكومة الوفاق الوطني خلال السنوات الماضية.
تصريحات وزارة الدفاع التي دعت مراراً هي الأخرى لحشد مقاتلين أجانب بهدف القتال إلى جانب القوات الأوكرانية، تأتي عقب أيام من إعلان الرئاسة الروسية "الكرملين" فتح الباب أمام "السوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي" في إطار عمليته العسكرية.
بدورها نفت السفارة الليبية في كييف، الثلاثاء 15 مارس/آذار، تجنيد مرتزقة من ليبيا لدعم روسيا، خلال ردها على تقارير إعلامية عربية وغربية، واصفة الأخبار تلك بأنه "عارية عن الصحة".
وأضافت أنها "تخلي مسؤوليتها من أي عمل مشين يصدر عن أشخاص لا يمثلون الدولة الليبية".
وكانت روسيا قد أظهرت دعماً سخياً لقوات حفتر التي حاربت حكومة الوفاق الوطنية عام 2019 وأرادت السيطرة على طرابلس، فضلاً عن مشاركة مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة "والمتهمة بقربها من الحكومة الروسية" بشكل مباشر في الصراع الليبي، والذي لم يتمكن حفتر من حسمه بسبب الدعم الذي حصلت عليه القوات الليبية في طرابلس من دول عدة.
خطوات جديدة
على صعيد آخر، كان تقرير لموقع Africa Intelligence، المتخصص في الشؤون الأمنية، نشر في 9 فبراير/شباط 2022، أي قبل بدء الهجوم على أوكرانيا بنحو أسبوعين أن روسيا "تعمل على بناء جسور جديدة مع ليبيا".
وفق الموقع نفسه فإن روسيا تتجه إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات التي من شأنها إعادة تعزيز العلاقات مع طرابلس، خاصة بعد أن وُجهت إليها انتقادات كبيرة بشأن دعمها للمشير المتقاعد خليفة حفتر، والدور الذي لعبته مرتزقة "فاغنر" في ساحة الأحداث.
وأشار الموقع في ذلك الوقت إلى أن موسكو تأمل موسكو افتتاح سفارتها بالعاصمة الليبية مجدداً في يونيو/حزيران.
وكانت هذه السفارة أُغلقت في 2014، على خلفية حالة الانعدام الأمني المتزايدة، ولكن عكس البلاد الأخرى، لم تفتح روسيا سفارتها بعد؛ نظراً إلى أن ممثليها الدبلوماسيين غير مرحَّب بهم، بسبب دعم روسيا لخليفة حفتر.