قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 14 مارس/آذار 2022، إن ناشطَين روسيين ألقي القبض عليهما بعد أن اقتحما فيلا فاخرة في منطقة بياريتز الفرنسية تعود ملكيتها إلى صهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حيث دخل بيير هافنر، أحد أعضاء منظمة Svoboda Liberté Association الذي تُنشر مدونته بصحيفة Mediapart الإلكترونية الفرنسية، في صحبة سيرجي سافيليف إلى الفيلا التابعة لشركة العقارات Alta Mira والواقعة في منتجع ساحلي فرنسي يشتهر باستضافة الأوليغارشيين الروس. وأعلن كلاهما على مواقع التواصل الاجتماعي أنهما غيّرا أقفال الفيلا، وأنهما سوف يعرضان الفيلا لاستضافة اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب.
عقار مملوك لصهر بوتين
يُقال إن العقار مملوك لكيريل شامالوف، وهو ملياردير روسي وزوج سابق لابنة بوتين الصغرى، كاترينا تيخونوفا. وادعى هافنر وسافيليف أنهما عثرا على أحد جوازات سفر شامالوف وترجمة لفاتورة كهرباء تعود إلى موسكو.
في حين نُشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر أحد الناشطين في شرفة بالطابق العلوي بينما يحمل العلم الأوكراني.
من جانبه قال هافنر إنه أعاد تسمية الفيلا لتصبح "فيلا أوكرانيا"، مضيفاً أنه سوف يطلب من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين أن يطالبوا مجلس بلدية بياريتز ومراكز الشرطة بأن يستخدموا الفيلا لإيواء اللاجئين الأوكرانيين.
في حين كسرت الشرطة الفرنسية لاحقاً أبواب الفيلا، واعتقلت الناشطين ولا يزالان الآن محتجزين لدى الشرطة.
انتهاكات روسية
لكن في حديث مع صحيفة The Guardian، قال المعارض الروسي المنفي فلاديمير أوسيشكين، مؤسس مجموعة حقوق الإنسان التي فضحت عمليات الاغتصاب والانتهاكات المزعومة في السجون الروسية والمُدرج ضمن قائمة أكثر المطلوبين في روسيا: "هذا ليس عادلاً. ليست هذه العدالة… صديقاي لم يُلحقا أي ضرر بالعقار، بل كانا يعدّانه حتى يتمكن اللاجئون من أوكرانيا، وبينهم أطفال، من البقاء فيه. ذلك هو كل ما فعلاه. لقد طلبا مني أن أشتري بعض الملايات والمفارش من أجل الناس كي يبقوا هنا".
كذلك، كتب أوسيشكين على موقع فيسبوك: "في أوروبا، مئات الفيلات اشترتها عائلة بوتين والأوليغارشيون المتواطئون معهم. حياتهم البرجوازية المرفهة وصلت إلى نهاية منطقية، بسبب جرائم الحرب والجرائم التي سيدفع ثمنها النظام… والآن لا يتعلق الأمر بالحفلات الساحرة في الفيلات. من المهم أن نكون مسؤولين ومنصفين بالقرن الحادي والعشرين. نحن مستمرون. أوقِفوا الحرب".
في سياق آخر، قالت صحيفة The Guardian إن واضعي اليد احتلوا قصراً في وسط لندن تعود ملكيته إلى الملياردير الروسي أوليج ديريباسكا.
تهديد روسي لأوروبا الشرقية
في حين يقول واضعو اليد الخمسة الذين اقتحموا البناية الكائنة بساحة بلغريف -اثنان منهم من أوروبا الشرقية ولكنهم ليسوا من أوكرانيا- إنهم يشعرون بأن بلادهم أيضاً تحت وطأة التهديد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتستهدف خطتهم فتح القصر -الذي يقولون إنه يحتوي على كثير من الغرف التي تضم سينما- أمام الأوكرانيين الفارين من الحرب، بجانب اللاجئين الآخرين الذين يحتاجون إلى مأوى.
ففي رسالة إلى الروس الأوليغارشيين، قال واضعو اليد: "أنتم تحتلون أوكرانيا، ونحن نحتلكم".
في حين منع الحضور الكثيف من جانب الشرطة دخول البناية. وشوهد الضباط لاحقاً وهم يستخدمون مثقاباً للدخول عبر الباب الأمامي. فيما صاح واضعو اليد من الشرفة الموجودة في الأعلى: "ضرر جنائي".
تجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة تعرف بـ"منطقة الأوليغارشيين"، بسبب وجود عدد كبير من الأثرياء الروس الذين اشتروا عقارات فيها، بجانب أنها قريبة للغاية من قصر باكنغهام.
كذلك، يُعرف الملياردير الروسي ديريباسكا بأنه قطب من أقطاب صناعة الألومنيوم. وقد طالب بوتين بعقد سلام مع أوكرانيا. فضلاً عن أنه كان ضمن سبعة روس أوليغارشيين خضعوا لعقوبات الحكومة البريطانية في الأيام الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا.
انتقادات للمصارف البريطانية
من ناحية أخرى وجّه واضعو اليد انتقادات إلى المصارف البريطانية وبعض الهيئات الحكومية؛ لسماحها للأوليغارشيين الروس بغسل ملياراتهم في لندن.
حيث رفضوا توضيح الطريقة التي دخلوا بها إلى عقار ديريباسكا بعد الواحدة صباح يوم الإثنين 14 مارس/آذار 2022 بقليل، لكنهم قالوا إن الأمر "تطلب مهارات تسلق وبعض سحر واضعي اليد". وقال أحدهم: "هذا ليس وضع يد اعتيادياً، هذا تحرير للعقار".
كما أضافوا: "سوف يكون القصر مركزاً لدعم اللاجئين من أوكرانيا والأشخاص من جميع الجنسيات والإثنيات". وأوضحوا أنهم كانوا يستحضرون روح المناضل الثوري الأناركي الأوكراني نستور ماخنو. وقالوا إنهم لن يغادروا طوعاً، وإنهم خططوا لتحصين أنفسهم إذا حاولت الشرطة أو المحضرون القضائيون إخراجهم.
فيما قال متحدث باسم شرطة العاصمة: "استُدعيت الشرطة بعد الواحدة صباح الإثنين 14 مارس/آذار 2022 بوقت قصير إلى عقار سكني في ساحة بلغريف. حضر الضباط ووجدوا أن عدداً من الأشخاص دخلوا وكانوا يعلقون لافتات كبيرة من النوافذ في الأعلى. وظل الضباط في الموقع".
كما أوضحت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي يحتل فيها واضعو اليد أحد قصور الأوليغارشيين الروس بلندن. ففي عام 2017، احتلت مجموعة قصراً تعود ملكيته إلى أندريه جونشارينكو في ساحة إيتون، وقالوا إنهم أرادوا فتحه ليكون مأوى للمشردين. وتجدر الإشارة إلى أن جونشارينكو لم يخضع لعقوبات من حكومة المملكة المتحدة.