بمرتبات تصل لـ3 آلاف دولار في اليوم! هجوم روسيا على أوكرانيا “ينعش” سوق المرتزقة والمقاتلين الأجانب

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/04 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/04 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
صورة لآثار الحرب الروسية على أوكرانيا، كييف /رويترز

قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الخميس 3 مارس/آذار 2022، إن الهجوم الروسي على أوكرانيا دفع كييف إلى عرض قبول متطوعين دوليين للمساعدة في محاربة قوات الرئيس فلاديمير بوتين.

تبع ذلك إنشاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا"، ورفع التأشيرات عن المتطوعين، فيما يقول المسؤولون الأوكرانيون إنَّ 16 ألفاً تطوعوا للانضمام إلى القتال.

إعلان تجنيد مقاتلين أجانب في أوكرانيا

رغم ذلك، أخبرت المصادر موقع Middle East Eye بأنَّ هناك أيضاً متعاقدين عسكريين خاصين يتمتعون بخبرة حرب كبيرة بين المتطوعين للمشاركة في القتال في أوكرانيا. إضافة إلى ذلك، هناك متعاقدون خاصون يَصلون إلى البلاد لأغراض الإخلاء والإجلاء والدفاع بعد توظيفهم من الشركات الخاصة.

في السياق ذاته ظهر إعلان عن الوظائف على موقع Silent Professionals، وهو موقع إلكتروني مخصص لوظائف الدفاع والأمن الخاص، يبحث عن العديد من "وكلاء الإخلاء والحماية"؛ لإجراء عمليات إجلاء للأفراد والعائلات في جميع أنحاء ريف أوكرانيا والمدن الكبرى.

حيث يقول الإعلان: "صاحب العمل شركةٌ مقرها الولايات المتحدة. وترحب بتقدُّم الوكلاء من الذكور والإناث". ويضيف: "لن يُنظَر إلا في طلبات التقديم الخاصة بالمرشحين ذوي الخبرة العالية الذين يمتلكون ما لا يقل عن 5 سنوات من الخبرة العسكرية في هذه المنطقة من أوروبا".

كما يقول الإعلان إنَّ المقابل المادي سيكون 1000 إلى 2000 دولار في اليوم، وستكون المكافأة متاحة بعد إتمام العملية.

وظائف بآلاف الدولارات 

في سياق متصل قال متعاقدان عسكريان خاصان من أصل تركي يحملان الجنسية الأوروبية، لموقع Middle East Eye، إنَّ هناك شركات أخرى توظف أشخاصاً لوظائف مماثلة بأجر يومي يصل إلى 2000 إلى 3000 يورو.

من جانبه قال أول متعاقد عسكري خاص: "المتطوعون يذهبون إلى هناك، هذا صحيح، لكن الجنود المحترفين سيذهبون أيضاً"، مضيفاً أنه اعتباراً من 2 مارس/آذار2022، تجاوز عدد "المحترفين" المتجهين إلى أوكرانيا ألف شخص. وأضاف أنَّ نحو 100 منهم من الفيلق الأجنبي الفرنسي.

تابع المتعاقد: "أخبرهم الفيلق الفرنسي بأنه لا ينبغي لهم حمل أية هوية معهم، وإذا أُلقي القبض عليهم، فلن يقولوا إنهم حصلوا على الإذن للذهاب". وقال: "قررت عدم الذهاب، لكن الأشخاص الذين لديهم خبرة عسكرية كبيرة ويتحدثون أيضاً اللغة المحلية من سلوفاكيا وبولندا ولاتفيا قد ذهبوا إلى أوكرانيا".

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية لموقع Middle East Eye، أنَّ الإذن لم يُمنَح، ووصفت ذلك بـ"الأخبار الكاذبة". وقال الفيلق الأجنبي الفرنسي، الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، إنه منع 14 من جنوده من السفر إلى أوكرانيا، وإنَّ 25 جندياً من مواليد أوكرانيا قد فروا من الخدمة.

فيما صرّح مسؤول أوكراني بأنَّ الحكومة لا توظف أي متعاقدين عسكريين خاصين، لكنها تقبل فقط المتطوعين في الفيلق الأجنبي الخاص بها، وقال المسؤول لموقع Middle East Eye: "سيُعامَلون كما لو أنهم زملاء في الجيش الأوكراني ولهم الحقوق نفسها. يكسب عضو الجيش الأوكراني العادي 3500 دولار شهرياً؛ لذلك سوف يكسبون المال نفسه".

كذلك، فقد أكد المسؤول أنَّ الجيش الأوكراني لديه ما يكفي من الجنود في صفوفه، لكنه يريد أن يُظهِر للعالم أنَّ أوكرانيا تدافع عن الديمقراطية والقيم الدولية. وأضاف المسؤول: "نود أن نوضح وجهة نظرنا بقبول هؤلاء المتطوعين، والسماح للعالم بالتضامن معنا".

تنظيم عمل مجموعات صغيرة 

قال المتعاقدون إنَّ بعض الأتراك الذين يعيشون في أوروبا كانوا يعتزمون أيضاً الذهاب إلى أوكرانيا، لكن لم تُنظَّم عملية مغادرتهم بعد.

فيما قال المتعاقد العسكري الأول، الذي عمِل في شركات متعددة بأجزاء مختلفة من العالم: "يفضل أولئك الذين يعملون بشركات أو فيالق خاصة في الغالب الذهاب في مجموعات صغيرة".

كما أوضح المتعاقد أنَّ "متعاقدين خاصين محترفين من الصناعة" والمتطوعين العامين يتجهون إلى أوكرانيا عبر الطرق نفسها لمحاربة الروس. وقال: "إذا كنت في أوروبا، يكفي السفر إلى بولندا أو رومانيا والاتصال بالسفارات الأوكرانية. أولئك الذين سافروا إلى أوكرانيا اجتمعوا في لفيف بغرب أوكرانيا ومنها كُلِفوا بالذهاب إلى مكان آخر".

المتعاقدون كذلك قالوا إنه كانت هناك زيادة حادة في الوظائف العسكرية الخاصة المرتبطة بأوكرانيا. وقال المتعاقد الثاني: "تنشر العديد من الشركات الخاصة الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا إعلانات وظائف لأوكرانيا بمدفوعات يومية لا تقل عن 1000-2000 دولار وأرباح إضافية".

تقديم طلبات لملحق الدفاع 

من جانبها قالت الحكومة الأوكرانية إنَّ أي متطوع يمكنه تقديم طلب إلى ملحق الدفاع بجوازات سفره ووثائقه التي تُظهر أنه يتمتع بالخدمة العسكرية والخبرة القتالية.

ثم يخضع المتطوعون لعملية تدقيق؛ بحثاً عن روابط التطرف والإرهاب. وقالت الحكومة إنه بمجرد دخول المتطوعين الأراضي الأوكرانية تحت إشراف حكومة كييف، فإنهم سيوقعون عقداً للانضمام إلى الفيلق الأجنبي.

قوات الشيشان المتشددة 

في المقابل قال التقرير إن روسيا لديها بالفعل قوات الشيشان المتشددة بصفوفها والتي نُشِرَت في أوكرانيا، وصوَّر بعض المتطوعين الشيشان والجورجيين أنفسهم وهم يعرضون المشاركة في القتال بصفوف الجيش الأوكراني حتى قبل أن يقول زيلينسكي إنه سيقبل المتطوعين الأجانب.

في السياق ذاته فقد أخبر المتعاقدون الخاصون موقع Middle East Eye بأنهم سمعوا أنَّ روسيا نشرت أيضاً قوات فاغنر الروسية الخاصة سيئة السمعة والمرتبطة بالدولة، في الجبهة الأوكرانية.

حيث قال المتعاقدون إنه من الذكاء أن تقبل أوكرانيا الأجانب ذوي الخبرة العسكرية، لاسيما القوات الخاصة السابقة. ويرى المتعاقد الثاني: "لا يمكنك هزيمة القوات الخاصة الروسية في حرب المدن بجمهور عام مسلح. وسيكون [المقاتلون الأجانب] فعالين ضد فاغنر أيضاً".

رغم ذلك، قال هذا المتعاقد إنه لا يخطط شخصياً للذهاب إلى أوكرانيا، وأضاف: "لن يكون لديك كثير من الحظ ضد القوات الخاصة الروسية، ولا فاغنر أو الشيشان في حرب الشوارع".

تحميل المزيد