قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 19 يناير/كانون الثاني 2022، إن عامه رئاسته الأول كان مليئاً بالتحديات، ولكن "هناك إنجازات كبيرة تحققت"، حيث تطرق إلى قضايا داخلية، وأخرى دولية، على رأسها التوتر مع روسيا في أوكرانيا.
بايدن قال في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور عام على توليه الرئاسة: "نواجه تحديات داخلية كبيرة لم نشهدها من قبل"، لكن "سنواصل العمل على المسار الذي وضعناه". وبشأن وباء كورونا، أكد بايدن أنه "تم تلقيح 75% من الأمريكيين كبار السن ضد فيروس كورونا".
تهديد أمريكي لبوتين
بخصوص أوكرانيا، قال بايدن إن بوتين "يرغب في امتحان الولايات المتحدة والحلف الأطلسي ولكنه سيدفع ثمناً باهظاً"، وأضاف: "سنجعل روسيا تدفع ثمناً باهظاً في حال غزت أوكرانيا"، وأكد بايدن أنه بحث "مع قادة الناتو مساءلة روسيا في حال أقدمت على غزو أوكرانيا".
كما أشار بايدن إلى أن "روسيا ستتكبد خسائر بشرية كبيرة في حال غزت أوكرانيا، بسبب الدعم العسكري الذي قدمناه لكييف"، وأن روسيا "ستتعرض لتداعيات هائلة في حال غزو أوكرانيا، ومصارفها لن تتمكن من التعامل بالدولار الأمريكي".
كذلك، فقد توقَّع بايدن أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتحرك داخل أوكرانيا، لكنه قال إن الإقدام على غزو شامل سيؤدي إلى ردٍّ واسع النطاق سيكون مكلفاً لروسيا ولاقتصادها، وأضاف بايدن: "توقعي أنه سيتحرك… لابد أن يقوم بشيء".
طلبات روسيا بحق أوكرانيا
أما بخصوص الحوار مع موسكو، فقال الرئيس الأمريكي إنه "لا مجال لمناقشة الطلبات الروسية حول أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "بوتين لا يريد أي حرب مفتوحة في أوكرانيا"، وأوضح أن بوتين "طلب مني ألا تنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو أن يتم نشر أسلحة استراتيجية على أراضيها".
كذلك، فقد أشار بايدن إلى أن "بوتين يسعى لإضعاف حلف شمال الأطلسي وزرع الخلافات بين أعضائه"، وأكد ضرورة "الإبقاء على الموقف الموحد بين أعضاء الحلف الأطلسي من الأزمة في أوكرانيا".
الملف الأوكراني
كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، قد قالت الأربعاء، إن روسيا من المتوقع أن تشن هجوماً على أوكرانيا في أي وقت، وأضافت: "نعتقد أننا الآن في مرحلة يمكن أن تشن فيها موسكو، في أي وقت، هجوماً على أوكرانيا.. أود أن أقول إن هذا أمر جدي أكثر من السابق".
بينما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية إن هناك مخاوف من أن مسودة إصلاحات دستورية في بيلاروسيا، الدولة المتحالفة بشكل وثيق مع موسكو، قد تسمح بنشر أسلحة نووية روسية.
جاء ذلك في الوقت الذي تدفقت فيه القوات الروسية داخل البلاد؛ لإجراء ما قيل إنها تدريبات، ولكن بمستويات قال المسؤول الأمريكي إنها "غير اعتيادية".
فيما تصر روسيا على أنه ليست لديها أي نية لغزو أوكرانيا. وفي عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، بعد أن أطاح الأوكرانيون برئيسهم الموالي لروسيا.
في وقت لاحق من عام 2022، سيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء كبيرة من شرقي أوكرانيا. وتشترك أوكرانيا في الحدود مع كل من الاتحاد الأوروبي وموسكو التي تجمعها بها روابط اجتماعية وثقافية عميقة.
اتهام بوتين بـ"خلق الأزمة"
في المقابل ألقت ساكي باللوم على فلاديمير بوتين، قائلة إن "الرئيس بوتين هو من خلق هذه الأزمة"، وحذّرت مرة أخرى من أن عقوبات اقتصادية غير مسبوقة ستأتي بعد هجوم روسي على أوكرانيا.
كذلك، فقد أضافت: "ليس هناك خيار مطروح على الطاولة" عندما يتعلق الأمر بالعقوبات. وأكدت ساكي أن هذا قد يشمل تعليق خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" من روسيا إلى ألمانيا.
إذ يُنظر إلى خط الأنابيب، الذي تم الانتهاء منه ولكن لم يتم تشغيله، على أنه جزء مهم من شبكة إمدادات الطاقة في أوروبا، ولكنه أيضاً درة التاج في قدرات التصدير لموسكو.
كما أشارت ساكي إلى أنه "ما زالت وجهة نظرنا هي أنَّ وقف خط أنابيب نورد ستريم 2 جزء موثوق نتمسك به فيما يتعلق بموسكو".
الناتو يدعو روسيا مجدداً إلى الحوار
من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الثلاثاء، توجيه دعوة إلى موسكو لحضور سلسلة اجتماعات جديدة؛ لبحث مخاوف موسكو والتوترات الأوكرانية.
إذ قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، في تغريدة على تويتر: "يسرني زيارة ألمانيا ولقاء المستشار أولاف شولتز. لقد بحثنا حشود روسيا في أوكرانيا وحولها والأمن الأوروبي".
أضاف ستولتنبرغ: "نواصل دعوة روسيا إلى خفض التصعيد والاستعداد للحوار. دعوت جميع أعضاء مجلس الناتو-موسكو لسلسلة من الاجتماعات".
فيما اختُتم اجتماع حلف شمال الأطلسي مع روسيا دون الخروج بنتائج ملموسة، حيث بقيت الأطراف متمسكة بمواقفها، وقد اجتمع مجلس الناتو-موسكو للمرة الأولى منذ عام 2019؛ لمناقشة التوتر الناشئ إثر التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية والقضايا المتعلقة بأمن أوروبا.