شدد مقاتلو حركة طالبان قبضتهم على أفغانستان الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، وانتزعوا السيطرة على ثاني وثالث أكبر مدينتين في البلاد، فيما قال مصدر أمني إن سفراء حلف الأطلسي سيجتمعون لمناقشة الوضع الأمني المتدهور وتنسيق خطوات تقليص موظفي السفارات في كابول.
حسب ما ذكرته وكالة رويترز، مثَّل استيلاء طالبان على قندهار في الجنوب وهرات بالغرب إثر اشتباكات على مدى أيام، ضربة مدمرة للحكومة في الوقت الذي يتحول فيه تقدُّم طالبان إلى هزيمة منكرة لقوات الأمن.
مزيد من الولايات في قبضة طالبان
قال غلام حبيب هاشمي، عضو مجلس الولاية في إقليم هرات، عبر الهاتف من مدينة هرات التي يقطنها نحو 600 ألف نسمة قرب حدود إيران: "تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال.. صارت مدينة للأشباح". وأضاف: "العائلات إما غادرت وإما اختبأت في المنازل".
كما قال مسؤول حكومي إن قندهار وهي المركز الاقتصادي في جنوب البلاد، خضعت لسيطرة طالبان.
إذ تحولت الهزائم إلى وقود للقلق والمخاوف من سقوط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة على أيدي المتمردين، في الوقت الذي تضع فيه القوات الدولية اللمسات الأخيرة على عملية الانسحاب بعد حرب دامت 20 عاماً.
قال تومسون فيري، من برنامج الأغذية العالمي، في إفادة للأمم المتحدة: "الموقف يحمل كل السمات المميزة لكارثة إنسانية"، مضيفاً أن البرنامج يشعر بالقلق من حدوث "موجة جوع كبرى".
طالبان تقترب أكثر من العاصمة
كما سيطرت في اليوم نفسه على مدينة بولي علم، عاصمة ولاية لوغار، على بُعد 50 كم من كابول بعد لشكركاه، وذلك بعد ساعات قليلة على سقوط قندهار ثاني مدن البلاد، على بُعد 150 كيلومتراً إلى الشرق منها.
قال مسؤول محلي لوكالة الأنباء الفرنسية: "الحركةتسيطر على كافة المنشآت الحكومية في بولي علم… فرضوا سيطرة تامة، والمعارك متوقفة حالياً".
سيطرت طالبان كذلك من دون أن تواجه مقاومة، الجمعة، على شغشران عاصمة ولاية غور في الوسط. وبذلك صارت عواصم نصف الولايات تقريباً في قبضتها، وقد سقطت كلها خلال ثمانية أيام.
وقال مسؤول أمني كبير: "تم إخلاء لشكركاه وقرروا وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة؛ لإجلاء الجيش والمسؤولين المدنيين". وكانت الحركة أعلنت في وقت سابق، استيلاءها على المدينة.
الغرب يسابق الزمن لإجلاء مواطنيه
بين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار شريف في الشمال وجلال آباد قرب الحدود الباكستانية بالشرق، إضافة إلى كابول.
ردت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" على تقدُّم طالبان بالإعلان أمس الخميس، عن إرسال نحو 3000 جندي إضافيين خلال 48 ساعة؛ للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية.
بينما قالت بريطانيا إنها ستنشر نحو 600 جندي؛ لمساعدة مواطنيها على المغادرة، وقالت سفارات وجماعات إغاثة أخرى إنها تعمل أيضاً على إجلاء موظفيها.
كما أفادت وكالة أسوشييتد برس بأن كندا ستنشر كذلك قوات خاصة في كابول؛ للمساعدة في إجلاء موظفي سفارتها.
فيما أعلنت الدنمارك، الجمعة، أنها ستغلق سفارتها في كابول وتجلي موظفيها، على خلفية استمرار تقدم حركة طالبان في أراضي أفغانستان.
توقعت تقييمات للمخابرات الأمريكية هذا الأسبوع، أن طالبان قد تتمكن من فرض عزلة على كابول في غضون 30 يوماً وتستولي عليها في غضون 90 يوماً.