في ظل الجدل حول الإجراءات الأمنية المكثفة، طالبت قائدة شرطة الكونغرس الأمريكي، يوم الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2021، المشرِّعين بإضافة سياج دائم وموظفي أمن احتياطيين في مبنى الكابيتول، وذلك بهدف تأمين المبنى على أفضل وجه، وحتى لا تتكرر واقعة اقتحام مبنى الكونغرس التي جرت يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021.
حيث لفتت يوجاناندا بيتمان، قائدة شرطة الكابيتول بالإنابة، إلى أن تقييماً أمنياً لعام 2006 أوصى على وجه التحديد بتركيب سياج دائم حول مبنى الكابيتول، مضيفة: "يمكنني القول بشكل لا لبس فيه إنه يجب إجراء تحسينات كبيرة على البنية التحتية الأمنية المادية لتشمل سياجاً دائماً، وتوافر قوات احتياطية جاهزة على مقربة من مبنى الكابيتول".
كما أكدت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، أن أعضاء الكونغرس سيحتاجون على الأرجح لزيادة تمويل إجراءات الأمن، لأن ما وصفته بـ"العدو موجود داخل" المجلس، وذلك في أعقاب تحذير أصدرته وزارة الأمن الداخلي حول تزايد التهديدات.
بيلوسي ردت على سؤال بشأن ما تقصده بتعبير "العدو في الداخل"، قائلة: "هذا يعني أن لدينا أعضاء في الكونغرس يريدون حمل أسلحة داخله، ويهددون باستخدام العنف مع أعضاء آخرين في الكونغرس".
يشار إلى أن معظم التغييرات التي طالب بها أعضاء الكونغرس بشأن تأمين المبنى تم تنفيذها بالفعل، بما في ذلك إبداء قدر أكبر من المرونة في استخدام ميزانيات مكاتبهم لتغطية النفقات الأمنية، بحسب بيلوسي التي رأت أن هذا الأمر لا يبدو كافياً، ولذا فهم على الأرجح بحاجة لفعل المزيد.
جدل حول الإجراءات الأمنية المكثفة
لكن عضو الكونغرس حكيم جيفريز، زعيم كتلة الديمقراطيين في مجلس النواب، قال لشبكة (سي.إن.إن) إنه "من السابق لأوانه تحديد الخطوات المناسبة التي يجب اتخاذها لتأمين الكابيتول بشكل أفضل".
بدورها علَّقت رئيسة بلدية واشنطن ميريال باوزر، على الأمر، قائلة عبر "تويتر": "لن نقبل نشر قوات إضافية أو إقامة سياج دائم باعتبار أن هذا قوة طويلة الأمد في العاصمة"، لكنها قالت إن "الأحداث المتقلبة المحتملة" تتطلب تأميناً إضافياً مؤقتاً.
فيما لم تتضمن نشرة لوزارة الأمن الداخلي صدرت يوم الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، تهديدات محددة، فيما نوهت إلى أن بعض من وصفتهم بـ"المتطرفين الداخليين الذين يميلون للعنف" قد يجدون في حادث الكابيتول مصدر إلهام وتشجيع.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المشرعين يشعرون بالغضب إزاء الإجراءات الأمنية المكثفة، مثل نصب جهاز للكشف عن المعادن يمر من خلاله الأعضاء بمجلس النواب. وفي الأسبوع الماضي عُثر على مسدس مخفي بحوزة النائب الجمهوري آندي هاريس أثناء محاولته الدخول إلى مجلس النواب.
استعداد لمحاكمة ترامب
على صعيد آخر، يستعد مجلس الشيوخ لإجراء ثاني محاكمة للرئيس السابق دونالد ترامب، بتهمة التحريض على التمرد عندما ألقى كلمة في 6 يناير/كانون الثاني الجاري اقتحم بعدها مئات من أنصاره مبنى الكونغرس في محاولة لمنع التصديق على فوز الرئيس جو بايدن بالانتخابات.
كان أكثر من 30 من أعضاء الكونغرس قد وقعوا يوم الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، على خطاب يطالبون فيه بزيادة الحماية في مناطقهم، وسلطوا الضوء على زيادة التهديدات التي تواجه أعضاء الكونغرس في السنوات الأخيرة، مع قيام شرطة الكابيتول بالتحقيق في 4894 تهديداً في 2018 مقارنة مع 902 تهديد في عام 2016.
وكالة رويترز أشارت إلى أن التفاصيل الأمنية في حوزة كبار أعضاء الكونغرس، ولا يعرفها غالبية الأعضاء.
منذ الهجوم غير المسبوق الذي جرى في 6 يناير/كانون الثاني، اتخذ الكونغرس إجراءات أمنية مُشددة بعد أن كان دخوله بهدف الزيارة سهلاً على الجمهور مقارنة بمؤسسات أخرى في واشنطن مثل البيت الأبيض.
جدير بالذكر أنه قبل تنصيب بايدن في 20 يناير/كانون الثاني 2021، أُقيم سياج بارتفاع 2.4 متر حول مبنى الكابيتول، وتم الدفع بأكثر من 20 ألف جندي من الحرس الوطني إلى واشنطن. ومن المتوقع أن يبقى آلاف الجنود في العاصمة حتى مارس/آذار المقبل.