قالت الصين إنها لن تتراجع عن الإجراءات الأمنية المفروضة على إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ)، حيث وثقت مؤسسات حقوقية عالمية ما يتعرض له مئات الآلاف من أبناء أقلية الإيغور المسلمة هناك من اضطهاد وتعذيب.
جاء ذلك في مقابلة أجراها نائب المدير العام لقسم العلاقات العامة في الحزب الشيوعي الصيني شو جويشيانغ، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020 مع وكالة "أسوشيتيد برس" في العاصمة بكين.
المسؤول الصيني قال إن النشاطات الأمنية التي قامت بها بكين طوال الـ4 أعوام السابقة كانت ضمن نطاق "التحرر من الإرهاب"، وهو "ما لا يمكن تجاهله في الوقت الحالي لأن التهديدات لا تزال قائمة"، حسب قوله.
أما العقوبات التي فرضتها أمريكا على مسؤولين في بكين، وكذلك حظر استيراد البضائع من "شينجيانغ" بسبب أنباء العمل القسري المفروض على سكان الإقليم، فقد قلل المسؤول الصيني من أهميتها، قائلاً: "لا تظنوا أن الشركات في شينجيانغ لا يمكنها العمل بدون السوق الأمريكية أو دون بعض الشركات الأمريكية".
كما ادعى المسؤول الصيني أن 117 ألف شخص من أتراك الإيغور يعملون في مختلف المناطق الصينية بفضل تلقيهم التعليم ضمن برامج التدريب التي انطلقت منذ 2014.
الإيغور أقلية مضطهدة
تشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.
في الوقت الذي تسيطر فيه الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة"، فإن أهاليه وأغلبيتهم من أقلية الإيغور التركية المسلمة، يطالبون بالتحرر والاستقلال.
في مارس/آذار الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، أشارت فيه إلى أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال، لمحو هويتهم الدينية والعرقية.
غير أن الصين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".
ولكن وفق تقرير نشره موقع Byline Times البريطاني، في أغسطس/آب 2020، عن الدكتور إركين سيديك، وهو أمريكي من أبناء الإيغور يرأس منظمة Uyghur Projects Foundation (مؤسسة مشروعات الإيغور)، ومستشار بارز في منظمة المؤتمر الإيغوري العالمي فإن العدد الإجمالي للإيغور المحتجزين في المعسكرات في الصين يتجاوز الآن العدد الإجمالي لليهود الذين احتُجزوا وقتلوا خلال الهولوكست.
حيث أكد سيديك حصوله على معلومات مؤكدة من مسؤول حكومي في تشينغ يانغ، أن مقاطعته، التي ضمت في يوم من الأيام من عام 2016 حوالي 92 ألف إيغوري، لم يعد هناك اليوم إلا 20 ألفاً منهم. وأكثر من 80% من السكان قد اختفوا خلال 4 سنوات.
يشار إلى أن تحالفاً دولياً يضم أكثر من 60 عضواً في البرلمانات الدولية من 16 دولة مختلفة، قد أطلق حملة دولية لحض المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على قبول شكوى حول شن الصينيين حملة إبادة جماعية ضد الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى، وارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".
بحسب صحيفة The Guardian الأمريكية، الإثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فإنه فريقاً من المحامين المقيمين في لندن يمثل مجموعتين من نشطاء الإيغور، قدَّم في يوليو/تموز 2020، شكوى ضد بكين بدعوى ارتكابها إبادة جماعية واستمرارها في عمليات الاعتقال الجماعي غير القانونية في المعتقلات الصينية، وكذلك عن تعاونها مع كمبوديا وطاجيكستان لترحيل الفارين من الإيغور وإعادتهم للمعتقلات الصينية.