قالت "جونسون آند جونسون"، الإثنين 12 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنها أوقفت التجارب السريرية للقاح مرشح لمرض كوفيد-19 مؤقتاً بعد إصابة أحد المشاركين بمرض لا تفسير له، مما يؤخر واحداً من أبرز الجهود المبذولة لاحتواء الجائحة العالمية.
الشركة قالت في بيان لها إن مجلساً مستقلاً لمراقبة البيانات والسلامة وكذلك أطباء الحالات السريرية والسلامة بالشركة يعكفون على دراسة وتقييم المرض الذي أصيب به المشارك، مضيفة أن التوقف يعتبر أمراً عادياً في التجارب الكبيرة التي تجرى بمشاركة عشرات الآلاف من البشر، وقالت إن "التوقف بهدف الدراسة" عن إعطاء جرعات من اللقاح المقترح مختلف عن "التوقف لأغراض تنظيمية" بأوامر من السلطات الصحية.
نتائج مبشّرة: وفي وقت سابق أظهرت نتائج مؤقتة أن جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19 التجريبي لشركة جونسون آند جونسون حفّزت استجابة مناعية قوية للوقاية من فيروس كورونا، في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من تزايد أعداد قتلى الفيروس بالعالم قبل التوصل للقاح مُعتمد.
وكالة رويترز قالت إن نتائج اللقاح المسمى "إيه. دي 26. كوف 2. إس" أظهرت أنه يمكن تحمله بشكل جيد وبنفس القدر في جرعتين مختلفتين، لكن ليس من الواضح إن كان كبار السن، وهم إحدى أكثر الفئات السكانية عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، سيتمتعون بنفس الحماية التي يتمتع بها الأشخاص الأصغر سناً من لقاح جونسون آند جونسون.
وبدأت التجربة التي أُجريت على ما يقرب من ألف من البالغين الأصحاء، والتي تدعمها الحكومة الأمريكية، بعد أن اكتُشف في يوليو/تموز 2020 أن جرعة واحدة من اللقاح توفر حماية قوية للقرود.
تجربة مشابهة: الخطوة التي أقدمت عليها "جونسون آند جونسون" تأتي بعد خطوة مماثلة اتخذتها شركة أسترازينيكا، ففي وقت سابق أفادت تقارير صحفية بأن مجموعة "أسترازينيكا" التي تتعاون مع جامعة أكسفورد قرّرت "طواعية تعليق" التجارب السريرية التي تجريها حول العالم على لقاح تجريبي ضدّ مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، طوّرته شريكتها جامعة أكسفورد، وذلك بعد إصابة أحد المشاركين في هذه التجارب بـ"مرض محتمل غير مبرّر".
تُعد "أسترازينيكا" الشريك الصناعي لجامعة أكسفورد البريطانية، ولقاحها هو أحد أكثر المشاريع الغربية تقدّماً، إذ جرى اختباره على عشرات آلاف المتطوعين في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، ومنذ 31 آب/أغسطس في الولايات المتحدة، وذلك في إطار المرحلة الثالثة والنهائية من التجارب السريرية الرامية للتحقّق من سلامة اللّقاح وفعاليّته.
تحذيرات الصحة العالمية: وبينما تتسابق جهات عدة لإنتاج لقاح مُعتمد ضد فيروس كورونا، بدأت موجة ثانية من الفيروس في العديد من دول العالم، وارتفعت معها المخاوف من زيادة في أعداد الضحايا.
لذا أعادت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها، وقال مايك رايان، مدير برنامج الطوارئ بالمنظمة، في وقت سابق، إن عدد وفيات فيروس كورونا على مستوى العالم قد يتضاعف إلى مليونين قبل استخدام لقاح ناجح على نطاق واسع، وإن العدد قد يصبح أكبر من ذلك إذا لم يكن هناك عمل منسق لكبح الوباء.
رايان أضاف في تصريحات أدلى بها في إفادة يومية أنه "إذا لم نفعل ذلك، فإن الرقم الذي تتحدثون عنه (نحو مليوني حالة وفاة) لن يكون متصوراً فحسب، بل للأسف سيكون مرجحاً بقوة".
يُشار إلى أن عدد وفيات الفيروس بعد 9 أشهر من ظهوره في الصين يقترب من مليون حالة وفاة بأنحاء العالم، بينما قالت وكالة رويترز إن عدد الإصابات وصل إلى أكثر من 32.34 مليون إصابة.