تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات، الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول 2020، بقصف أراضي كل منهما بشكل مباشر، ورفضتا ضغوطاً لعقد محادثات سلام، بينما هدد الصراع بين البلدين على إقليم ناغورنو قرة باغ بالاتساع إلى حرب شاملة.
قصف متبادل: وذكرت كل من الدولتين تعرض أراضيها لقصف من أراضي الدولة الأخرى عبر الحدود بينهما إلى الغرب بمسافة من الإقليم، الذي اندلع بسببه قتال عنيف بين قوات أذربيجان وقوات منحدرة من أصل أرمني منذ يوم الأحد الفائت.
واستبعد إلهام علييف، رئيس أذربيجان، تماماً في تصريحات للتلفزيون الرسمي الروسي، أي إمكانية لإجراء محادثات، في حين قال نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، لنفس القناة التلفزيونية، إنه من غير الممكن إجراء محادثات مع استمرار القتال.
باشينيان طالب المجتمع الدولي بـ"إدانة الهجوم الأذري"، في حين اتهم زعيم أذربيجان أرمينيا باختلاق حادثة الطائرة التركية، وقال: "تركيا ليست طرفاً في الصراع، ولا تشارك فيه بأي حال وليس هناك حاجة لذلك".
علييف أشار إلى أن أذربيجان استدعت عشرات آلاف المقاتلين من قوات الاحتياط بموجب تعبئة جزئية تم إعلانها يوم الإثنين الفائت، مضيفاً: "قادرون على معاقبة المعتدي بأنفسنا إلى حد ألا يجرؤ على أن ينظر في اتجاهنا".
خسائر كبيرة: تمثل الاشتباكات مزيداً من تصعيد الصراع رغم نداءات عاجلة من روسيا والولايات المتحدة وغيرهما لوقف القتال، كما أثارت الاشتباكات مجدداً القلق حيال استقرار منطقة جنوب القوقاز التي تمر بها خطوط أنابيب تحمل النفط والغاز للأسواق العالمية.
وناغورنو قرة باغ منطقة منشقة تقع داخل أذربيجان، لكن تديرها العرقية الأرمنية وتدعمها أرمينيا، وقد انفصلت عن أذربيجان في حرب في التسعينات لكن لا تعترف أي دولة بأنها جمهورية مستقلة.
تسبب القتال بين الجانبين بمقتل العشرات وإصابة المئات منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة بين أذربيجان وأرمينيا، وفي تفجّر جديد لصراع بدأ قبل عقود ويمكن أن يجر إليه جيراناً مثل تركيا.
مما يزيد التوترات بين الجمهوريتين السوفيتين السابقتين قول أرمينيا إن طائرة تركية من طراز إف-16 أسقطت إحدى طائراتها الحربية في المجال الجوي الأرميني مما أسفر عن مقتل قائدها.
لكن لم تقدم أرمينيا دليلاً على إسقاط طائرتهاَ ونفت تركيا تماماً ما ذكرته يريفان كما نفته أذربيجان.
يُخشى أيضاً من أن يجر أي صراع شامل بالمنطقة القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا، ولا ترتبط موسكو بتحالف دفاعي مع أرمينيا فقط ولكن تربطها علاقات وثيقة أيضاً بأذربيجان.
في هذا السياق، قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث هاتفياً مع باشينيان للمرة الثانية منذ بدء الأزمة، وقال إنه يجب على كل الأطراف اتخاذ إجراءات لوقف التصعيد. ولم يعلن الكرملين إجراء أي اتصالات بين بوتين وعلييف.
الكرملين أوضح أيضاً أن موسكو على اتصال مستمر مع تركيا وأرمينيا وأذربيجان. وأضاف أن أي حديث عن تقديم دعم عسكري للطرفين المتحاربين لن يؤدي إلى سكب الوقود على النار.