كشف مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الأخير كان مهووساً في كراهية رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما، زاعماً في كتابه الجديد أن الأمر وصل مع ترامب إلى حد جلب شبيه لأوباما وتوبيخه وطرده من العمل في فيديو تمثيلي.
احتقار ترامب لأوباما: موقع Businessinsider الأمريكي، ذكر الأحد 6 سبتمبر/أيلول 2020، أن الكتاب الجديد لكوهين، والذي يحمل عنوان "خائن.. مذكرات"، تحدّث عن كره ترامب بشكل عام للزعماء السود، ومن المقرر أن يتم نشر الكتاب الأسبوع المقبل.
يتحدّث الكتاب عن كره ترامب لأوباما، ويقول كوهين إن الأمر وصل بالرئيس الأمريكي الحالي إلى أنه استأجر رجلاً تشبه ملامحه أوباما، وصوّر معه فيديو تمثيلياً، بدا فيه ترامب يوبخ شبيه أوباما، ويصوره على أنه رجل فاشل، قبل أن يعمد إلى طرده من العمل.
أشار Businessinsider إلى أن شبكة CNN التي حصلت مع صحيفة Washington Post على نسخة من الكتاب، أشارت إلى أن كوهين لم يذكر اسم الرجل الذي استأجره ترامب ليعب دور أوباما، كما لم يقدم تاريخاً محدداً لتصوير الفيديو.
كان واضحاً في مقطع الفيديو ترامب وهو يمسك بصورة الرئيس السابق أوباما، عندما استقبله في مكتب بأحد "أبراج ترامب"، كما يظهر الفيديو ترامب وهو يمسك بملف أوراق مكتوب عليه "ملف أوباما"، ويبدأ ترامب في توجيه أسئلة للتقليل من شأنه، فعلى سبيل المثال قال ترامب: "يبدو أنك لم تتولَّ إدارة الأشخاص من قبل، من الذي وظّفك؟".
وسائل إعلام أمريكية نشرت خلال الساعات الماضية مقطع فيديو يعود تاريخه إلى العام 2013، ويظهر نفس الواقعة التي تحدث عنها كوهين في كتابه، عن استئجار ترامب لشبيه أوباما وتوبيخه.
مهاجمة الزعماء السود: في السياق ذاته، قالت صحيفة Washington Post، السبت 5 سبتمبر/أيلول 2020، إن كوهين زعم في كتابه الجديد أن ترامب أدلى بتصريحات مهينة بحق الزعماء العالميين السود، ومنهم رئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا.
يقول كوهين في الكتاب، إنه عقب وفاة مانديلا عام 2013 تحدّث ترامب بألفاظ بذيئة عنه، ووصفه بأنه "لم يكن زعيماً"، كما زعم كوهين أن ترامب قال: "أخبرني عن دولة واحدة يديرها شخص أسود ليست خربة، جميعها مراحيض"، وفق تعبيره.
من جانبها، ردَّت المتحدثة باسم البيت الأبيض كيلي ميكانني بالتشكيك في مصداقية كوهين، وقالت في بيان: "مايكل كوهين محامٍ مجرم، ومشطوب من جدول المحامين، وكذب على الكونغرس، لقد فقد مصداقيته تماماً، ولا غرابة في أن نرى محاولته الأخيرة للاستفادة من الأكاذيب".
من هو كوهين؟ عمل كوهين مع ترامب لسنوات قبل أن ينقلب عليه، مثلما ظهر في شهادته أمام الكونغرس، العام الماضي، قبل مساءلة ترامب.
كان كوهين قد تعهّد في وقت سابق بكشف كيف تلاعب ترامب في انتخابات عام 2016 بمساعدة روسية في كتابه الجديد، وكتب في مقدمة الكتاب أن "ترامب غشّ في الانتخابات بتواطؤ روسي، كما ستكتشفون في هذه الصفحات، لأن فعل أي شيء، وأعني أي شيء، من أجل (الفوز) كان دائماً نموذج عمله وأسلوب حياته"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان كوهين قد قال مجازاً إنه يعرف مكان دفن "الهياكل العظمية" (تعبير أمريكي بمعنى الفضائح الخفية) لترامب، لأنه دفنها، ووصف ترامب كوهين بأنه "جرذ" وكاذب، في حين قال كوهين إنه يواجه تهديدات متكررة بالقتل من أنصار ترامب.
يقضي كوهين (53 عاماً) حكماً بالسجن بتهمة التهرّب الضريبي وتقديم بيانات كاذبة وارتكاب مخالفات تتعلق بتمويل الحملة، وكان أحدث اتهام يتعلق بدفع مبالغ مالية لإسكات نساء يزعمن أن ترامب أقام معهن علاقات قبل انتخابات الرئاسة في 2016.
وانتقل كوهين من السجن إلى الإقامة الجبرية بالمنزل، في مايو/أيار 2020، خشية أن يلتقط عدوى كوفيد-19، لكنه أُودع السجن مجدداً لفترة وجيزة، الشهر الماضي، ثم حكم قاضٍ اتحادي، الشهر الماضي، بأن كوهين كان موضع انتقام لاعتزامه نشر الكتاب، وأمر بإخلاء سبيله مرة أخرى.